رهان سعودي على سلاح الجو في تحقيق الردع وحماية المجال

قرار سعودي بإنشاء مركز للتنسيق بين مختلف فروع منظومة الدفاع الجوي يحاكي مركز قاعدة نيليس الجوية بولاية نيفادا الأميركية.
الاثنين 2019/03/18
قدرات عسكرية متطورة

الرياض - تعتزم المملكة العربية السعودية إنشاء “مركز حرب جوي” هدفه التنسيق بين مختلف فروع منظومة الدفاع الجوي، وذلك في خطوة جديدة من عملية تطوير آلتها العسكرية والرفع من قدراتها ماديا وبشريا وتنظيميا، والتي سرّعت في إنجازها خلال السنوات الماضية، مسايرة للظروف المستجدة في الإقليم وما يميّزها من هشاشة أمنية ومن تصاعد في التوترات والتهديدات ومن تعدّد في مصادرها.

وقال قائد القوات الجوية السعودية، الفريق ركن تركي بن بندر بن عبدالعزيز، الأحد، إن المركز الحربي الجوي المزمع إنشاؤه في المنطقة الشرقية، مماثل لما هو موجود في قاعدة نيليس الجوية بولاية نيفادا الأميركية.

وأوضح الفريق تركي في تصريحات إعلامية أنه سيتم دعم المركز بالكوادر البشرية المؤهلة والتدريبات في إطار التطوير.

ويبدو أن خيار السعودية في تطوير قدراتها يتجه بشكل استثنائي نحو منظومة الدفاع الجوي بمختلف فروعها ومكوناتها نظرا لنجاعتها في الردع وحماية المجال بالسرعة المطلوبة، بحسب خبراء الشؤون العسكرية.

ويشمل مخطّط السعودية للرفع من قدراتها العسكرية بالإضافة إلى الحصول على منظومة تسليحية متطوّرة، تأهيل قواتها لاستخدام تلك المنظومة والاستفادة من خبرات جيوش الدول المتقدمة في المجال، وذلك عن طريق التمارين العسكرية المشتركة.

واشتركت قوّات جوية سعودية مؤخرا في تمرين “العلم الأحمر 2019”  الذي احتضنت فعالياته قاعدة نيليس الجوية بنيفادا في الولايات المتحدة الأميركية، وهو أحد أقوى التمارين الجوية في العالم، حيث ينفذ في بيئة قتالية أقرب إلى واقعية المعارك الحقيقية.

وشاركت القوات السعودية، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء السعودية (واس)، بأحدث منظوماتها الجوية القتالية وبكامل أطقمها الفنية والمساندة. وتعتبر الولايات المتحدة نموذجا عالميا في عملية التسيّد على الأجواء ما يعطيها ميزة كبرى في خوض الحروب وتوجيه الضربات الحاسمة لأعدائها.

وتضمّنت فعاليات التمرين بحسب العقيد الطيار الركن مسعود بن ناصر بن شري قائد مجموعة التمرين السعودية تنفيذ عدد من الطلعات الجوية النهارية والليلية بهدف التخطيط والتنفيذ المشترك لعمليات قتالية متقدمة بمشاركة منظومات متطورة من الطائرات القتالية التي تستخدم لمهام الحماية الجوية والإسناد الجوي القريب ضد أهداف ثابتة ومتحركة، ومواجهة قوات معادية باستخدام نظم إلكترونية متطورة. وشدّد الضابط السعودي على أن فعاليات التمرين تسهم في رفع الجاهزية القتالية لدى المشاركين وتساعد في تبادل الخبرات بين الدول المشاركة.

Thumbnail

وخلال تفقّده للقوات السعودية المشاركة في تمرين العلم الأحمر بقاعدة نيليس الجوية بالولايات المتحدة، قال قائد القوات الجوية السعودية إن تلك القوات وصلت إلى قدرة قتالية ضاربة، مشيرا إلى حرص الرياض على إرسال مجموعة كبيرة من الأطقم الجوية والفنية للدراسة خارج المملكة والتدريب وإقامة التمارين المشتركة داخل المملكة وخارجها والتي تعود بالفائدة على القوات الجوية.

وتعليقا على إنشاء المركز الجديد نقلت قناة العربية الفضائية عن الخبير العسكري مصطفى العاني قوله إن التحديات والتهديدات التي تواجهها المملكة تتطلب وجود هذا النوع من المنظومات العسكرية المتطورة. واعتبر أنّ سلاح الجو هو أهم سلاح الآن ما يعطي مبرّرا لرصد استثمارات ضخمة في تطويره، مبينا أن مركز الحرب الجوي سيعمل على التنسيق بين المنظومات الجوية للمملكة في تعاملها مع التهديدات.

وتعتبر المنطقة الشرقية من أكبر مناطق المملكة مساحة، وتطل على الخليج العربي الذي تقع على ضفّته المقابلة إيران التي لطالما نُظر إليها باعتبارها مصدر تهديد كبيرا لاستقرار المنطقة.

وتطوّر إيران منذ سنوات منظومة صواريخ باليستية، وسبق لها أن هدّدت على ألسنة قادتها العسكريين والسياسيين بتعطيل الملاحة البحرية في الخليج، مشيرة تحديدا إلى مضيق هرمز.

ويلفت خبراء الشؤون العسكرية إلى أنّ تركيز السعودية على تطوير منظومتها للدفاع الجوّي مفيد في إنشاء غطاء للمنشآت الحيوية للمملكة، مؤكّدين أن المجال مفتوح للرياض لتحقيق تفوّق نوعي في سلاح الطيران الذي يتطلب تطويره قدرات مادية ضخمة.

3