رنية السعودية.. تاريخ عريق تؤكده القصائد

محافظة رنية تستمد أهميتها من موقعها الجغرافي وقد عرفت بصفتها قرية منذ مطلع القرن الثاني الهجري إن لم تكن قبل ذلك بكثير.
الثلاثاء 2024/04/02
آثار تؤكد مكانة المنطقة

الرياض- أنجز الباحث فهيد بن عبدالله السبيعي مؤخرا كتابا بعنوان “محافظة رنية.. بحوث جغرافية وتاريخية واجتماعية”.

 ويقع الكتاب الصادر عن “لجنة التنمية الاجتماعية برنية” بالتعاون مع مطبعة سفير في 319 صفحة تحتوي على 9 فصول عن موقع المحافظة وسكانها وتاريخها وجغرافيتها وما قيل فيها من شعر، بالإضافة إلى نهضتها الحديثة في شتى المجالات وفنونها وعادات أهلها وتراثهم الشعبي.

واستهل الباحث كتابه بنبذة عن “محافظة رنية” ذاكرا أنها تقع في الطرف الجنوبي الشرقي لامتداد إمارة مكة المكرمة وتبعد عنها بنحو 500 كلم وعن الرياض 630 كلم، وتأخذ المحافظة امتدادها عبر انحدار واديها الذي ينصفها من الجنوب الغربي إلى الشمال الشرقي، ويسير في أرضها لأكثر من 350 كلم، وأغلب قراها ومراكزها وهجرها على ضفافه.

بوكس

وبين أن محافظة رنية تستمد أهميتها من موقعها الجغرافي، فهي تقع على طريق رئيسي هام يربط المنطقتين الوسطى والغربية بالمنطقة الجنوبية وهي بوابة “مكة المكرمة” على كل من: منطقة الرياض في الشرق، ومنطقة عسير في الجنوب، ومنطقة الباحة في الغرب، بالإضافة إلى شهرتها القديمة بصفتها منطقة زراعية واسعة غنية بالنخيل وثرواتها الحيوانية، علاوة على أنها سوق مهمة في منطقتها الريفية الواقعة على أهم تقاطع الطرق القديمة والحديثة.

ويشير السبيعي إلى أن رنية عرفت بصفتها قرية منذ مطلع القرن الثاني الهجري إن لم تكن قبل ذلك بكثير، وكان بعض أهلها ينسب إليها وأشهرهم شيخ الهجري أبومحمد الرنوي، وعلى أرضها جرت أحداث قصة الشاعر توبة بن الحمير الخفاجي العقيلي التي تناقلتها كتب الأدب والتاريخ، موضحا أن هناك أعلاما في رنية ما زالت على أسمائها القديمة مثل: كور وسلي وزنانير وتدوم والأغر وحوي والذهاب وبضيع وحجر الراشدة والسلف وغيرها، وحدث حولها بعض أيام العرب الشهيرة مثل: يوم فيف الريح ويوم السلف ويوم قرن.

 وفي عام 1374هـ جاءت إلى رنية لجنة من بلدية جدة فقامت بتخطيط جزء من أرض السحامية وشمالي الظهائر والدعيكة، وكانت المباني حتى عام 1386هـ من الطين، ثم بدأ بعدها البناء المسلح وأول الأحياء الحديثة التي نشأت فيها ما يدعى اليوم بـ”حي العثمانية”، ثم توالت الأحياء الحديثة الأخرى كالصالحية والنزهة وشبرا والفيصلية والعزيزية وغيرها.

 وورد في الكتاب أن محافظة رنية تأسست عام 1330هـ، بالإضافة إلى عدد من الدوائر الحكومية التي افتتحت في وقت مبكر منها: المدارس، المحكمة، هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كتابة العدل، البلدية، الزراعة والمياه، الضمان الاجتماعي، الشرطة والدفاع المدني، الأحوال المدنية، إدارة الأوقاف، مكتب التعليم، المستشفى، البنك الزراعي، الاتصالات، البريد، الكهرباء، الهلال الأحمر، بالإضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني من جمعيات خيرية ولجان تنموية ورياضية وغيرها.

 وأورد المؤلف في جدول بياني أسماء الآبار التي في حدود محافظة رنية وتبلغ 136 منهلا موزعة على رقعة واسعة من المحافظة، كما ذكر أشهر أنواع التمور برنية ومنها الصفري والسري والمقفزي والدقل.

 ويحتوي الكتاب على معلومات ثرية سردها المؤلف عن التراث الشعبي الغني لمحافظة رنية، مبينا أهم أنواع الغناء مثل الهجيني والسامري والعرضة والحداء وأغاني السواني والرعاة وغيرها، وذكر بعض نصوص شعرائها وأمثال وحكم أهلها السائرة، كما ذكر أهم الصناعات والمهن في المحافظة، وهي لا تختلف عن باقي المناطق المجاورة لها في المملكة.

 يذكر أن بين دفتي الكتاب عددا من الصور المعبرة والجداول الموضحة والوثائق التي تدل على تاريخ هذه المدينة الموغل في القدم.

12