"رمضان جوه البرواز" تيمات روحانية تستدعي فعاليات رمضان في مصر

القاهرة - يقام ملتقى عيون الدولي للفنون التشكيلية بنسخته الخامسة عشرة هذا العام بالتزامن مع شهر رمضان، تحت عنوان “رمضان جوه البرواز” (داخل الإطار)، ويجمع ثلة من الفنانين والدارسين من أعمار مختلفة -من داخل مصر وخارجها- يعرضون مشاهد وصورا وحكايات شعبية من ليالي رمضان في مصر.
وشهر رمضان حاضر دائم في أعمال الفنانين المصريين والعرب، فهو شهر روحاني تكثر فيه الاحتفالات والاجتماعات العائلية، وتزداد فيه مظاهر الممارسات الدينية، ويمثل نوستالجيا مهمة تطبع تجربة العديد من الفنانين التشكيليين، بكل رموزها وعناصرها.
وأوضح الفنان مصطفى العسكري رئيس ملتقى عيون الدولي للفنون التشكيلية أن “شهر رمضان الفضيل يعد مادة ثرية بمظاهر الاحتفال وفيه العديد من المشاهد التي تثير إبداع الفنان التشكيلي وتجبره على أن يسجلها بفرشاته.”
وأشار إلى أن المعرض تشارك فيه نخبة متميزة من الفنانين المصريين بالإضافة إلى دارسين ومواهب من مختلف الأعمار، كما أنه يضم أكثر من 50 عملا فنيا لفنانين من مختلف الدول العربية والأجنبية نقلت جميعها مظاهر الحياة خلال شهر رمضان من الواقع إلى اللوحات.
معرض يجمع ثلة من الفنانين والدارسين من أعمار مختلفة يعرضون صورا وحكايات شعبية من ليالي رمضان في مصر
ويشارك في المعرض من الفنانات العرب مشاعل بنت مشعل الدويخ، وفاطمة العلوي من السعودية، ومها غزال وفريال إسحاق ورشا ياسر الناصر من البحرين، وبانة البساط من لبنان، ووفاء سعيد المخينية من سلطنة عمان، وضحة الكواري من قطر، في حين تشارك من روسيا الفنانة ألكسندرا نوفيك، ومن الولايات المتحدة الفنانتان أمل مصطفى وإلهام بودرز.
وتتنوع الأعمال المشاركة بين التصوير والغرافيك والنحت والرسم على الزجاج والأشغال الفنية والخط العربي، لتقدم صورة حية عن التنوع في الأجواء الرمضانية.
وافتتح المعرض بحضور الدكتورة غادة جبارة رئيسة أكاديمية الفنون التي أعربت عن سعادتها بحالة النشاط الفني في قاعة مختار عبدالجواد تحت إشراف الدكتور عمرو الأشرف، وأكدت أن أجندة أكاديمية الفنون مليئة بالنشاطات والفعاليات الفنية الخاصة بشهر رمضان.
وأضفت أعمال الأطفال المشاركين بهجة على المعرض حيث اهتموا بتصوير مظاهر رمضان الأقرب إلى قلوبهم والتي ارتبطت بألعابهم المفضلة وأشهر رسوم الكرتون المحببة إليهم مثل “بوجي وطمطم”، فضلا عن محاولاتهم الجدية لرسم الفوانيس والمسحراتي ولحظة الإفطار واللعب الجماعي، وغيرها من الأحداث الرمضانية.
والمتأمل في الأعمال المشاركة يلحظ أن المعرض يضم عددا من الأعمال النحتية واللوحات المتنوعة التي تستدعي تيمات روحانية وتعكس الأجواء الرمضانية حيث استلهم الفنانون مظاهر الحفلات والسهرات الرمضانية، بينما صور آخرون المسحراتي والزينة الرمضانية في الشوارع أو مشاهد من عالم الصوفيين ورقصاتهم وأزيائهم المميزة، وصور آخرون لحظات الدعاء ونساء يؤدين الصلاة أو أطفالا يلعبون.
وتحضر أيضا أعمال أخرى اعتمد أصحابها لغة رمزية تجريبية تبتعد عن البساطة وتستفز المتلقي ليفكر في رسائلها، مع توظيف واضح وصريح لفن الخط العربي باعتباره واحدا من أهم الفنون الإسلامية ولثنائيتي الأبيض والأسود، وبعض اللوحات توثق مظاهر الحياة اليومية والخصوصية المعمارية لمصر في عقود خلت، حيث ترتبط ذكرى تلك المباني القديمة بحالة الحنين التي يبعثها الحديث عن شهر رمضان ومظاهر الاحتفاء به في مصر خلال العقود الماضية.