"رمسيس وذهب الفراعنة".. معرض لكنوز الحضارة الفرعونية في باريس

المعرض واحد من أكثر الأحداث التراثية إثارة في فرنسا ويعكس عظمة مصر القديمة من خلال تحف معالجة بأحدث التقنيات.
السبت 2023/04/08
جزء من تاريخ المصريين القدماء

باريس - تقيم العاصمة الفرنسية باريس بدءا من السادس من أبريل وحتى السادس من سبتمبر المقبل معرضا رمزيا حول فترة حكم "رمسيس الثاني" (1304 قبل الميلاد - 1213 قبل الميلاد)، وهو ثالث فرعون في السلالة المصرية الحاكمة التاسعة عشرة في الإمبراطورية الجديدة. ويتضمن المعرض أكثر من 180 تحفة أصلية، من بينها القناع الجنائزي للملك "أمينموبيت".

وأكد مفوض المعرض دومينيك فارو، وهو عالم متخصص في الآثار المصرية، أن قناع "أمينموبيت" يمثّل قطعة استثنائية؛ لأنه بالغ الهشاشة، ومرمّم بشكل حساس جدا. مضيفا أن القناع كان في الأصل فوق دعامة من الخشب لم تَعُد موجودة اليوم؛ ما جعل من الضروري إعادة تشكيلها دون الإضرار بورقة الذهب.

ويعد هذا المعرض الذي جاء بعنوان "رمسيس وذهب الفراعنة"، واحدا من أكثر الأحداث التراثية إثارةً في فرنسا؛ لأنه يعكس عظمة مصر القديمة من خلال تحف معالجة بأحدث التقنيات، بما في ذلك عروض سينمائية لمشاهد بانورامية، وحقائق افتراضية، وصور ملتقطة بطائرات مسيرة، إضافة إلى المعروضات التحفية مثل: المجوهرات الملكية شبه المكونة من الأحجار الكريمة. وأشارت بينيديكت لهوير المستشارة الفنية للمعرض والعالمة بالآثار المصرية إلى وجود نماذج مذهلة من مجوهرات كانت مستخدمة في المملكة المصرية الوسطى، أي في الفترة الكلاسيكية من مصر القديمة.

المعرض يضم عروضا سينمائية لمشاهد بانورامية وحقائق افتراضية، وصورا ملتقطة بطائرات مسيرة
◙ المعرض يضم عروضا سينمائية لمشاهد بانورامية وحقائق افتراضية، وصورا ملتقطة بطائرات مسيرة

وقالت لهوير "إن هذه المجوهرات كانت موجودة في حدود 2000 قبل الميلاد، وهو العصر الذهبي لهذا النوع من الحلي، بما فيها مجوهرات الفيروز واللازورد والجمشت، التي كان المصريون يعتبرونها حجارة كريمة". وينظر إلى رمسيس الثاني المعروض أيضا باسم رمسيس الأكبر على أنه الفرعون الأكثر شهرة والأقوى طوال عهد الإمبراطورية المصرية. سماه خلفاؤه والحكام اللاحقون له بـ"الجد الأعظم".

عرف هذا الفرعون بحبه لتشييد المعابد والتماثيل الضخمة، حيث أقام التحفة الرائعة معبد أبوسمبل وهو المعبد الكبير له المنحوت في الصخر ويحرس مدخل المعبد أربعة تماثيل ضخمة لرمسيس الثاني وهو جالسٌ، ويزيد ارتفاع كل تمثال عن 20 مترا، والمعبد الصغير المنحوت أيضا في الصخر لزوجته نفرتاري وكان مكرسا لعبادة الإلهة حتحور إلهة الحب والتي تصور برأس بقرة، وتوجد في واجهة المعبد 6 تماثيل ضخمة واقفة 4 منها لرمسيس الثاني و2 للملكة نفرتاري ويصل ارتفاع التمثال إلى حوالي 10 أمتار.

وتدل البحوث التي قام بها الأثريون على أن تماثيل رمسيس الثاني كانت لها ميزات خاصة من حيث الضخامة والصناعة، وأنها كانت تتشكل حسب البيئة التي تحيط بها، وبخاصة تماثيله العديدة التي أقامها في مدينة "تانيس" المقدسة القريبة من حدود مصر من جهة الشمال؛ إذ وجد في تصويرها ونحتها أثر أجنبي ناطق، والظاهر أن الطابع الفني الأجنبي الذي طُبعت به هذه التماثيل كان قاصرًا على عهده وبموته اختفى هذا الطابع الخاص، وعادت صناعة التماثيل إلى ما كانت عليه من قبل.

وعرف الفراعنة بحبهم للذهب، حيث أن الحفريات الأثرية كشفت أن جميع الفراعنة منذ الأسرة الأولى بل جميع النبلاء أيضا كانوا يضعون الذهب في القبور لأنه الوسيلة إلى الخلود.

فرعون عرف بحبه لتشييد المعابد والتماثيل الضخمة
فرعون عرف بحبه لتشييد المعابد والتماثيل الضخمة

14