ركن الرسامين في معرض أبوظبي منصة ونافذة تتجلى فيهما جماليات الرسم

رسامون من مختلف المدارس يقدمون أعمالهم وورشات لزوار معرض أبوظبي الدولي للكتاب إيمانا بأهمية الفنون.
السبت 2019/04/27
الرسم طريق إلى المعرفة

أبوظبي - في سياق انفتاحه على مختلف الفنون شهدت فعاليات الدورة الـ29 لـمعرض أبوظبي الدولي للكتاب تنظيم ركن الرسامين، الذي يعتبر منصةً حاضنة للإبداع الفني بمختلف أشكاله، ونافذة عرض ثابتة منذ سنوات تسلّط الضوء على الإبداع الإماراتي والعالمي وخاصة الشاب منه، حيث يستقبل يوميا المواهب من الجمهور سواء كانوا أطفالا أو شبابا والذين يلتفون حول الرسامين ليمارسوا ويتعلموا فن التعامل مع الريشة واللون والمسطحات البيضاء على اختلاف أحجامها وأنواعها.

وتعرض الفنانة سمية العامودي تجربتها الفنية في الرسم ذي الصلة بالكتابة حيث لها كتابان صادران عن دار كتّاب بعنوان “حمدان: رواية زخرفتها بصيرة رسامة”، و”إليك أنا: إهداء إلى نفسي المستقبلية”، كما يشهد زائر جناحها على فنية عالية في استخدام الألوان ورسم موضوعات عديدة فيها الكثير من التجريب الفني بين رسوم الحكايات والقصص المصورة، أما أسماء الشحي من كليات التقنية العليا فهي تشغف بالأنتيك وتعتبر أن كل عمل فني في منظورها عبارة عن شيء عريق يستحق تقدير المجتمع، لذا فهي تعمل من خلال فنها على الارتقاء بوعي المجتمع بأهمية الفنون في الحياة، وتركّز في أعمالها على التكثيف الفني واللغوي معا من خلال التعبير في كل لوحة عن مفردة واحدة لا غير، من أمثال المفردات “فضاء”، “صدمة”، “زلزال” فجأة وغيرها.

وفي سؤالها عن سرّ عدم اعتمادها الزجاج في إطار الأعمال الفنية المعروضة تشير أسماء الشحي إلى أن هذا الأمر عائد إلى ازدواجية الشخصين اللذين في داخلها، بين ذاتها الإنسانة وذاتها الفنانة، حيث يطلب منها الشخص الفنان في داخلها ألا تغلق لوحاتها بالزجاج داخل الإطار.

أما شيخة الشامسي تستهدف عيش تجربة جديدة مختلفة من خلال التواصل المباشر مع جمهور معرض الكتاب، أملاً في التعرف على شريحة الناشرين بهدف اقتحام عالم تصميم الكتب والأغلفة ورسوماتها، تقول “هنا تجربة جديدة ومتميزة من خلال مشاركتي لأول مرة في ركن الرسامين بالمعرض، أسعى من خلالها إلى إقناع ناشري كتب الأطفال بجودة واحترافية تجربتي في الرسم، حيث إنني أتعاون مع المجلس الإماراتي لكتب اليافعين في مجال الكتب الصامتة، وأعرض في جناحي في الركن أعمالي، وخاصة كتابين من تصميمي يحتويان رسوماتي الكثيرة والأفكار اليومية التي أرسمها إلى جانب تصاميم وتنفيذ الدفاتر والملصقات وغيرها”.

وتعرض الفنانتان الشابتان فاطمة البادي وأماني الغافري في جناحهما المشترك رسوماتهما بالألوان المائية والأكريليك حيث تستهدفان التعريف بتراث الإمارات العريق ورموزها الوطنية وخاصة صور الراحل الشيخ زايد، بالأبيض والأسود، حيث تقول فاطمة إنها تحب الرسم بالأبيض والأسود، كما تعمل في تجربتها على تجسيد صور الشيوخ كرموز وطنية يرتبط بها كل إنسان إماراتي عبر منظومة الولاء والانتماء، كما تقدّم الفنانتان رسومات بورتريه ورسوم الكرتون وأعمالا فنية عديدة من تصميمهما.

وتعرض حليمة عبدالله الكعبي في جناح حليمة آرت لوحاتها ذات الطبيعة التجريدية بلونيات حادة متناغمة حينا ومتصارعة في حدود الإطار أحيانا أخرى، كما تعرض تصاميمها من أغلفة الكتب وأغطية الهواتف النقالة والمحافظ والإكسسوارات، وصولا إلى فناجين القهوة الورقية المزخرفة والمزينة بعبارات شعرية وتحايا صباحية، كما يتضمّن ركن الرسامين أجنحة لمشاركين آخرين، بينهم فاطمة البستاني التي تتنوع معروضاتها بين الجداريات والملصقات ذات المضمون الوطني الدعائي والإعلاني، والرسوم والتصاميم المتنوعة الألوان، والمشغولات الخشبية.

بينما يختص جناح محمد الجنيبي بأعماله ذات النزعة السوريالية في التجريد ذي الصلة بالأفكار والمشاعر الداخلية للإنسان على شكل قلب نابض حي، أو وجه غرائبي وشكلٍ إنساني هو في حقيقة الأمر شكل جماعي لا فردي، أما أحلام عبدالرحمن الجابري فتعرض أعمالها اللونية الأقرب إلى فن المانغا، وتختص أجنحة نحت للتصميم بعرض أعمال بورتريه وأشكال تجمع بين الحروفية والتشكيل الفني، بينما يتخصّص جناح بعنوان جرعة من الفضاء بثيمات ذات صلة بالفضاء وصوره ورسومه.

وتتميز آمنة الكعبي بمبادرتها “فكّر بحواسك” التي تستهدف تعليم الأطفال بطرق فنية مبتكرة تحفز الحواس لديهم، ومشروعها فائز بجائزة أفضل فكرة مشروع مبدع ومبتكر، كما أنها حاصلة على ماجستير في مناهج تدريس العلوم، وتسعى من خلال مبادرتها إلى تشجيع القراءة لدى الأطفال أيضا، وباللغتين العربية والإنكليزية، كما تسعى إلى تقوية مهارات الصناعة الأولية لديهم، من خلال أشكال الحروف والأرقام وقراءة القصص، وبطريقة تنمّي عقولهم وترتقي بإدراكهم.

وتعرض كاث دونالدسون مشروع شهادة الماجستير في الفنون التي أمضت في إنجازها ثمانية أشهر تتجول في أبوظبي لترسم الوجوه والأماكن، وتجسّد لحظات لقائهم وحديثهم وترصد التغيرات التي تعيشها المدينة لحظة بلحظة، وتشير إلى أن تجربتها في هذا العمل كانت أكثر من رائعة حيث لمست طيبة سكان العاصمة الإماراتية وخاصة في مواقع تاريخية قديمة في قلب المدينة كالنادي السياحي وشارع حمدان.

أما فين براون الفنان التشكيلي فيحتلّ زاوية ضمن ركن الرسامين، عاكفا على رسم مشهد الغروب على قماشيات مربعة صغيرة الحجم، وعاملا وللسنة الثانية على التوالي ضمن المعرض على إلهام المبتدئين من الفنانين الشباب والمهتمين بالفنون بشكل عام، حيث يجلس مع زائريه من مختلف الفئات العمرية كبارا وصغارا، وخاصة الشباب والشابات محاولا تحفيز المهارات الإبداعية لديهم في الرسم.

14