رقم قياسي عراقي في إنتاج الكهرباء

بغداد - أعلن العراق أنه حقق رقما قياسيا في إنتاج الكهرباء في الوقت الذي يكافح فيه المسؤولون لتلبية الطلب المتنامي عبر تنفيذ مشاريع جديدة تتمثل في محطات تعمل بالغاز وأخرى تولد الطاقة من المصادر المتجددة.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية الثلاثاء الماضي عن وزير الكهرباء زياد علي فاضل قوله إن “الإنتاج وصل إلى أكثر من 27.3 ألف ميغاواط لأول مرة في تاريخ” البلاد.
وأوضح فاضل في بيان أن “الوزارة بدأت منذ الخريف الماضي بوضع خطة طموحة لزيادة الإنتاج ووضعت سقفا لذلك، حيث تم تسجيل زيادة مقدارها ثلاثة آلاف ميغاواط عن العام الماضي”.
ويسعى العراق لتأمين احتياجاته من الغاز المسال حيث يستورد 40 مليون متر مكعب من الغاز يوميا من إيران، وأدّى التوقف السابق للإمدادات إلى فقدان ما يفوق 7 آلاف ميغاواط من الكهرباء، مما وصل بالطاقة الإنتاجية إلى نحو 15 ألف ميغاواط.
ولدى البلد 28 محطة تعمل بالغاز الطبيعي، وأيضا ثماني محطات كهرومائية، لكن بعضها يحتاج إلى الترميم وبعضها الآخر خارج الخدمة مما يجعل بغداد تستورد جزءا من الكهرباء من إيران.
ونقص الكهرباء في البلاد مشكلة كبيرة تعاظمت جراء الحروب على مدار العقود الأربعة الماضية، وأيضا الفساد الإداري والمالي والتخريب المنجر عن سيطرة تنظيم داعش على أجزاء من البلاد في منتصف العقد الماضي.
وكان إنتاج العراق من الكهرباء في السنوات التي تلت ظهور داعش يبلغ 16 ألف ميغاواط. وقد بلغ بنهاية العام 2021 حوالي 21.1 ألف ميغاواط، ولكن سرعان ما تراجع مرة أخرى بسبب نقص الغاز المخصص لتشغيل المحطات.
ولغاية سنة 2023 كانت حاجة العراق قد بلغت نحو 35 ألف ميغاواط من الكهرباء، في حين لا يُنتج إلا نحو 26 ألف ميغاواط، ويزداد العجز في الشتاء والصيف.
وأكد فاضل أن “الإنجاز الذي تحقق اليوم (الثلاثاء) جاء بدعم متواصل من قبل رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، وتظافر جهود موظفي وزارة الكهرباء رغم بعض التحديات التي يواجهونها في عملهم اليومي وفي مقدمتها نقص كميات الغاز المورد بنحو 7 ملايين قدم مكعب يومياً عن الكميات المتفق عليها”.
وأشار الى أن الوزارة أوفت بالتزاماتها أمام الحكومة والبرلمان والعراقيين في قطاع الإنتاج، وتسعى من خلال حملة فك الاختناقات التي أطلقتها مؤخرا في قطاع التوزيع عبر تأهيل الشبكات ونصب المحطات الجديدة إلى تحقيق استدامة في ساعات التجهيز.
كما شدد على عزم الوزارة المضي في خططها لإقامة المشاريع الإستراتيجية في قطاعات الإنتاج والنقل والتوزيع، وكذلك إكمال أعمال الربط الكهربائي مع دول الجوار، ومشاريع الطاقة الشمسية، بما يحقق موثوقية عالية واستقرارا كبيرا للشبكة الكهربائية.
وقبل عامين اعتمدت الحكومة خطة تشمل أنواع مصادر الطاقة ومصادر تمويل وزيادة الطاقة وتصريفها عبر قطاع النقل والتوزيع والوصول إلى إنتاج 44 ألف ميغاواط إضافية بحلول العام 2025.
وكشف تحقيق برلماني قبل سنوات أن الحكومات المتعاقبة بين 2005 و2019 صرفت على قطاع الكهرباء 80 مليار دولار، من دون أن تلامس ولو من بعيد الحاجة الاستهلاكية للبلاد.
ويعتبر البلد النفطي واحدا من الدول العربية التي تواجه أزمة نقص كهرباء مزمنة منذ عقود ويحتج العراقيون منذ سنوات طويلة على الانقطاع المتكرر للتيار وخاصة في فصل الصيف، حيث ترتفع درجات الحرارة إلى مستويات عالية.
وتضطر وزارة الكهرباء إلى العمل وفق نظام القطع المبرمج لتجهيز الأهالي بالطاقة الكهربائية لعدة ساعات يوميا في ما يلجأ الأهالي إلى شراء الطاقة الكهربائية من محطات خاصة لسد النقص في التجهيزات.
وبلغ العراق في ثمانينات القرن الماضي الاكتفاء الذاتي المتكامل لإنتاج الكهرباء في كافة المحافظات والذي وصل في ذلك الوقت 9 آلاف ميغاواط رغم ظروف الحرب مع إيران.