رقم قياسي عالمي في عدد الصحافيين المسجونين

صحافيتان إيرانيتان لفتتا الانتباه إلى وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني تواجهان حاليّا خطر عقوبة الإعدام.
الخميس 2022/12/15
تواجهان خطر الإعدام بسبب موقفهما

باريس - سجنت إيران عددا كبيرا من الصحافيين منذ اندلاع الاحتجاجات في البلاد خلال سبتمبر الماضي، وعلى نطاق أوسع وصل عدد الإعلاميين المحتجزين في مختلف أنحاء العالم إلى مستويات قياسية هذا العام، وفقًا للتقرير السنوي الذي تصدره منظمة "مراسلون بلا حدود".

وبلغ مجموع الصحافيين المسجونين في العالم 533 صحافياً، بزيادة نحو 40 صحافياً مقارنة بالعام الماضي في التاريخ عينه حين أحصت المنظمة 488 صحافيا مسجونا، وقد عُدّ آنذاك رقما قياسيا، بحسب “مراسلون بلا حدود".

ويُحتجز أكثر من نصف هؤلاء في خمس دول فقط هي الصين التي ما زالت تشكل "أكبر سجن للصحافيين في العالم" (110)، وبورما (62)، وإيران (47)، وفيتنام (39) وبيلاروسيا (31).

وحدها إيران لم تكن جزءًا من هذه "القائمة القاتمة" في العام الماضي، وفق تقرير المنظمة غير الحكومية للدفاع عن حرية الصحافة التي تصدر هذا التقرير السنوي منذ 1995.

كريستوف دولوار: الأنظمة الدكتاتورية تقوم بحشو سجونها من خلال سجن صحافيين
كريستوف دولوار: الأنظمة الدكتاتورية تقوم بحشو سجونها من خلال سجن صحافيين

وفي الواقع سجنت إيران عددًا من الإعلاميين "غير مسبوق" منذ عشرين عاما، في ظل قمع الحركة الاحتجاجية. وانضم 34 صحافيًا جديدًا إلى 13 آخرين كانوا محتجزين قبل بدء الاحتجاجات.

وقال الأمين العام للمنظمة المدافعة عن حرية الصحافة كريستوف دولوار "الأنظمة الدكتاتورية والمتسلطة تقوم بحشو سجونها بصورة متسارعة من خلال سجن صحافيين".

وتشير "مراسلون بلا حدود" في تقريرها العالمي الشامل إلى وجود عدد غير مسبوق من الصحافيات المسجونات؛ حيث بلغ عددهن 78 (مقارنة بـ60 في العام الماضي)، ويُفسَّر ذلك جزئيًا بـ"الارتفاع المتزايد لعدد النساء في المهنة". وبحسب المنظمة "تمثل الصحافيات حالياً نحو 15 في المئة من المعتقلين مقارنة بأقل من 7 في المئة منذ خمس سنوات". وعلى سبيل المثال ساهمت الإيرانيتان نيلوفر حامدي وإلهه محمدي في لفت الانتباه إلى وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني و"تواجهان حالياً خطر عقوبة الإعدام".

واندلعت الاحتجاجات التي تهز إيران إثر وفاة مهسا أميني البالغة من العمر 22 عامًا في 16 سبتمبر الماضي، بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق بزعْم انتهاكها قواعد اللباس الصارمة في إيران. وفي المجموع "تحتجز إيران وحدها 18 صحافية"، سُجنت 15 منهن منذ بدء الاحتجاجات.

واعتبرت "مراسلون بلا حدود" أن "هذا العدد الكبير من الصحافيات المحتجزات يظهر تصميم السلطات الإيرانية على إسكات أصوات النساء بشكل منهجي".

وباحتساب الرجال والنساء معا يتركز ثلاثة أرباع السجناء في منطقتين من العالم؛ إذ أوردت المنظمة أن "نحو 45 في المئة من الصحافيين محتجزون في آسيا، وأكثر من 30 في المئة في المغرب العربي والشرق الأوسط".

يذكر أن تقريرا جديدا نشره الاتحاد الدولي للصحافيين يفيد بأن عدد العاملين في مجال الإعلام الذين قتلوا أثناء أداء مهامهم عام 2022 زاد بأكثر من 40 في المئة مقارنة بالعام الماضي. ويقول الاتحاد ن إن 67 عاملا في مجال الإعلام قتلوا أثناء أداء مهامهم.

16