رقصة المعلاية تجذب المشاهدات على يوتيوب والناقمين على تويتر

حملة على مواقع التواصل الاجتماعي انتشرت في عمان لمنع رقصة المعلاية بسبب حركات الراقصات التي اعتبرها ناشطون “فاضحة” ودخيلة على ثقافة المجتمع الخليجي المحافظ.
مسقط - دشّن ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بسلطنة عُمان هاشتاغ #منع_المعلاية للمطالبة بمنع هذه الرقصة بسبب اعتبارها تحمل “إيحاءات جنسية” تنافي الثقافة المحلية وتسيء للمجتمع العُماني المحافظ، وسط جدل حول أصلها وانتشارها في المجتمعات الخليجية والمشاهدات المرتفعة لها على يوتيوب.
ورقصة المعلاية هي فن شعبي راقص يقام في الأفراح الشعبية بسلطنة عُمان، إلا أنه أصبح منذ سنوات غير مرغوب فيه بسبب طريقة ممارسته أمام الرجال. وتحصل رقصة المعلاية غالبا بين راقصة أو راقصتين، ولكن في بعض المناسبات يتم تنفيذ الرقصة بشكل جماعي مع وجود مغنيات أو حاضرات للتشجيع والدعم أو التقاط الأموال التي يرميها الحاضرون ومعظمهم رجال.
وأعيد نشر فيديوهات كثيرة للرقصة خلال حملة على الشبكات الاجتماعية تدعو السلطات العمانية إلى التحرك بمنعها، وقال ناشطون إنها نوع فاضح من الرقص، لا يعبر عن الفنون الشعبية داخل السلطنة، وأنه منافٍ للعادات والتقاليد العُمانية الأصيلة، والرقص الخليجي لا يوجد فيه خلاعة وتمايل بالجسد دون مبالغة ويعتمد على الشعر أكثر.
وأشاد الدكتور حمود النوفلي الأستاذ المشارك بقسم الاجتماع بجامعة السلطان قابوس عبر حسابه الرسمي على تويتر، بالهاشتاغ وغرّد.
نحيّي غيرة المجتمع ورفضه لكل ما من شأنه خدش الحياء العام، ونقل صورة غير حضارية عن مجتمعنا للخارج، قلنا إنه ليس كل جهل نسميه موروثا وننقله إلى الأجيال، فإذا كانت تلك الحقب تُعذر بسبب الجهل، فاليوم لا عذر لتداولها بوجود العلم. والرسالة نوجهها للإدعاء العام بمنع ما يخدش الحياء. #منع_المعلاية.
وقال ناشط:
AboAlhajras1@
المعلاية ليس فنا إنما هو انحلال أخلاقي يجب اقتلاعه نهائيا، ينبغي على الأجهزة الأمنية معاملة الخيام التي يُقام فيها معاملة حازمة وهدمها على من فيها #منع_المعلاية.
وكتب ناشط:
AliSalimAlrash2@
رقصة ماجنة يتجمّع حولها شياطين وشيطانات من الإنس الباحثين عن المتعة المحرمة، ولا تمتّ إلى المجتمع العماني بأي صلة، لذا يجب تجريمها ومداهمة الأوكار التي تقام فيها وإحالة كل من يحضرها على القضاء مباشرة.
إنه رجس من عمل الشيطان. #منع_المعلاية.
وقال آخر:
sunflowerksa@
أخيرا خرج الناس عن صمتهم بالحديث عن أقذر رقصة خليعة وفيها امتهان للنساء وإساءة لبنات عُمان الغاليات الشريفات وأعتقد أنها رقصة للأفارقة ويستحيل تكون رقصة للعرب والمسلمين #منع_المعلاية.
وجاء في تغريدة:
Alomani24@
#منع_المعلاية ومنع أيضا أي رقص مختلط بين الرجال والنساء، لأنه حين تمنع هذه الرقصة سوف يكون الاتجاه إلى تطوير رقصة مختلطة أخرى تحت أي مسمى رنان.
وترتدي راقصة المعلاية خلال رقصها، لباسا يخفي جميع أجزاء جسدها، حتى أن بعضهن يرتدين النقاب، فيما يفضل البعض الاكتفاء بالحجاب مع إظهار جزء بسيط من شعر الرأس. وتبدأ الرقصة بحركات سريعة لأجزاء معينة من الجسد: الأرداف والمؤخرة. وتتناغم مع أغانٍ شعبية فلكلورية محلية. ولا تعرف الكثير من راقصات المعلاية، والقليل منهن يكتفين باسمهن الأول، مثل فنتك وإيمان المعروفتين برقصهما معا في المناسبات الشعبية.
وتشترك راقصات المعلاية في حفلات الزواج أو الخطوبة، أو في مناسبات اجتماعية هامة. وتثير الرقصة الكثير من الجدل، حيث يصفها متابعون بأنها فن دخيل على المجتمع ويقولون إنها غير معترف بها كفن شعبي، لا على المستوى الرسمي ولا الشعبي.
ويرى البعض أن رقصة المعلاية تم إنشاؤها على أساس الذكورية والتي ترى المرأة مجرد أداء للتمتع الجنسي.
فيديوهات كثيرة لرقصة المعلاية انتشرت خلال حملة إلكترونية تدعو السلطات العمانية إلى التحرك لمنعها
وتجني راقصة المعلاية في الليلة الواحدة المئات من الدولارات من خلال “البخشيش”. وقد يصل المبلغ إلى بضعة آلاف من الدولارات بحسب المناسبة والحضور، والأهم الطبقة الاجتماعية المنظمة للحفل. ولا يمكن بسهولة معرفة هوية الراقصة لعدة أسباب، منها أن معظمهن يفضلن البقاء خارج الأضواء بدافع الخوف من ردة فعل المجتمع، وأخريات يرين أن الشهرة قد تتسبب بالمزيد من غضب المجتمع، وبمنع رسمي للرقصة. ومنهن لا يمكنهن التصريح بالاسم لرفض السيدة أو المديرة، التي تشرف عادة على الفتيات، وتتأكد من حصولهن على حقوقهن المادية، أو التنسيق للاستضافة أو حتى التدريب على الرقص.
ولم يخل الجدل من ساخرين اعتبروا أن الحملة مبالغ فيها في حين أن هناك الكثير من المشاكل والقضايا في المجتمع تستوجب الاهتمام بها وحلها، فكتبت مغردة:
AzzaHarthi@
ياحلاة همومكم يخوان يومين الترند عندكم عن رقصة شعبية متغاضين عن كل مشاكل الوطن الأخرى وصابين تركيزكم عليها، إلى الأمام يا حلوين بالتوفيق.
#منع_المعلاية
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها ناشطون الجدل حول الرقصة على مواقع التواصل الاجتماعي، فبين فترة وأخرى تظهر الانتقادات للفنون التي تحمل إيحاءات جنسية ومنها رقصة المعلاية، وتعلو الضجة حولها ثم ما تلبث أن تخبو، مع صعود ترند آخر ينشغل المتابعون به.
ورغم ذلك يعتقد بعض الخبراء أن لرقصة المعلاية أصولا تاريخية في فلكلور الخليج وإن كانت أشد تهذيبا سابقا ولا تتم تأديتها بهذا الشكل الذي يرفضه الخليجيون علنا ويبحثون عنه سرا.. ويقال إن التحديث الذي أدخله البعض على رقصة المعلاية قد حولها إلى إيحاء جنسي صرف لذلك يرفض المثقفون في الخليج اعتبارها بشكلها الحالي فنا فلكلورياً..
وقد انتشرت خلال السنوات القليلة الماضية بشكل لم يسبق له مثيل بعد أغنية راشد الماجد الشهيرة “مشكلني” التي قيل إن الرقصات التي تضمنت الفيديو كليب لتلك الأغنية مستوحى من رقصة المعلاية.
وقال كاتب:
AG_Hussain@
المعلاية فنٌّ شعبيٌّ قديم كان يمارس في ساحل الباطنة بعُمان وفي الإمارات. صحيح أن حركات فيها شيء من الميوعة تتخلل المعلاية، ولكنه كما قلنا، فن شعبي لا يخلو من المتع.