رفيقة البهجة

من الطبيعي أن تتحول الشوكولاتة إلى رفيقة للفن والإلهام وإلى معبّر صادق عن الجمال والحيوية والخصوبة.
الأحد 2024/07/07
عاشت الشوكولاتة في عيدها، وفي كل عيد

لا تكتفي الشوكولاتة بأن تكون رفيقة البهجة في أغلب الأعياد ، وإنما لها عيدها الخاص بمذاقه الفريد ورائحته المغرية، وهو اليوم العالمي الذي يصادف السابع من يوليو من كل عام، والذي يعود الاحتفال به لأول مرة إلى 7 يوليو 1550، عندما تم إدخال الشوكولاتة إلى أوروبا، حيث قررت الجمعية الدولية للحلويات إنشاء هذه المناسبة بغاية الترويج لاستهلاك الشوكولاتة في جميع أنحاء العالم، ومنذ ذلك الحين أصبح هذا اليوم مناسبة سنوية يتم الاحتفال بها في العديد من بلدان العالم.

يعود تاريخ الشوكولاتة إلى أميركا الوسطى القديمة، حيث استهلكتها شعوب الأزتيك والمايا كمشروب مرير، واستخدمتها في الاحتفالات الدينية، كما قدستها بعد أن اعتقدت أنها غذاء الآلهة وهديتها للبشر، وجعلت منها مصدر طاقة للجنود المتجهين إلى ساحات الحرب.

عندما وصل الغزاة الإسبان إلى الضفة الأخرى للأطلسي في القرن السادس عشر، وخلال عملية استكشافهم للأميركتين، عرفوا الشوكولاتة وأخذوها معهم من العالم الجديد إلى القارة العجوز، حيث وجدت رواجا كبيرا لدى الطبقة الأرستقراطية، وتم استهلاكها كمشروب إلى أن أعلن في أواخر القرن التاسع عشر عن استحداث أول لوح شوكولاتة، لتزدهر تجارة تلك البضاعة على نطاق واسع خلال القرن العشرين.

تزدهر حبوب الكاكاو التي تعتبر مادة الشوكولاتة في المناخات الاستوائية، وبعد أن ظهرت في البدايات في الغابات المطيرة بأميركا الجنوبية انتشرت في العديد من مناطق العالم، لذلك فإن دولا مثل كوت ديفوار وغانا والإكوادور والكاميرون وإندونيسيا تعد من بين أكبر منتجي تلك الحبوب في العالم، ومنها يتم شحنها إلى أوروبا، حيث يوجد معظم أكبر منتجي الشوكولاتة في العالم. وتتم بعد ذلك معالجة حبوب الكاكاو، أي تحميصها وطحنها، قبل استخدام زبدة الكاكاو الناتجة في صناعة الشوكولاتة. في عام 2023 كان حوالي 70 في المئة من الكاكاو في العالم ينبع من دول غرب أفريقيا.

وهناك الكثير من الأسماء التي أطلقت على الشوكولاتة مثل “مخدر الحب” و”مخدر السعادة” و”مخدر المتعة”، وهي تسميات غير مرتبطة بالتسويق وإنما بحقيقة احتواء حبوب الكاكاو على العديد من المكونات والمواد الكيميائية والمركبات التي ثبت أنها تؤثر على الدماغ والجسم بعدد لا يحصى من الطرق الممتعة والإيجابية.

وتعتبر الشوكولاتة حالة ثقافية وعاطفية لدى الكثير من الناس، وهي لا تكتفي فقط بتنشيط هرمون السعادة لدى مستهلكيها، وإنما تحمل معها عاطفة الحب الجياشة، وتبث حولها حالة من السعادة والانطلاق، وفي المستويات العليا لصناعتها تتحول إلى جزء من تقاليد الأسر الأرستقراطية والثرية وأصحاب السلطة والنفوذ، فهي كالمجوهرات والعطور والإكسسوارات الرفيعة، عالم مرتبط بالنخبة.

ومن الطبيعي أن تتحول الشوكولاتة إلى رفيقة للفن والإلهام وإلى معبّر صادق عن الجمال والحيوية والخصوبة.

عاشت الشوكولاتة في عيدها، وفي كل عيد.

18