رفع إيران مستوى التخصيب يعرقل الجهود الدولية لإنقاذ الاتفاق النووي

الرئيس الإيراني: لن نتوقف عن التخصيب بنسبة 60 في المئة قبل عودة واشنطن إلى اتفاق 2015.
الخميس 2021/04/15
جهود مكثفة لإنقاذ الاتفاق

فيينا - استأنفت إيران والقوى العالمية محادثاتهما الخميس لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015، في جهود تصطدم بتصعيد إيران ومواصلتها عرقلة مساعي حلحلة الأزمة النووية، بعد قرارها رفع مستوى تخصيب اليورانيوم.

وتلقي مسألة رفع مستوى التخصيب بظلالها على محادثات فيينا، حيث أعلنت طهران الثلاثاء قرارها تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء تبلغ 60 في المئة، في خطوة كبيرة تقربها من مستوى 90 في المئة اللازم لصنع أسلحة نووية، وذلك ردا على انفجار في منشأة نطنز النووية المهمة الأحد.

وحذرت الولايات المتحدة والدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق من أن قرار طهران يتعارض مع المساعي الرامية إلى إحياء الاتفاق، الذي انسحبت منه واشنطن قبل ثلاثة أعوام، ووصفته بأنه "استفزازي".

وأجبر رفض طهران إجراء مباحثات مباشرة مع الولايات المتحدة الوسطاء الأوروبيين على التنقل ذهابا وإيابا بين فنادق مختلفة في فيينا الأسبوع الماضي، عندما أجرت إيران والدول الأخرى الموقعة على الاتفاق ما وصفته بأنه محادثات "بناءة" لإنقاذ الاتفاق.

وأكد الرئيس الإيراني حسن روحاني مجددا أن الجمهورية الإسلامية ليست لديها نية لصنع قنبلة نووية، ودعا القوى العالمية إلى احترام الاتفاق.

وقال روحاني في اجتماع لمجلس الوزراء بثه التلفزيون الخميس، "لا تقلقوا من إيران. فقد حافظنا دوما على التزاماتنا".

وأضاف "بوسعنا إذا رغبنا، بل اليوم، أن نخصب اليورانيوم بدرجة نقاء 90 في المئة، لكننا لا نسعى وراء القنبلة النووية... وإذا عاد الآخرون إلى الالتزام الكامل بالاتفاق فسنتوقف عن التخصيب بنسبة 60 في المئة وبنسبة 20 في المئة".

وأشار إلى أن طهران ستعاود حينئذ الالتزام بتخصيب اليورانيوم بنسبة 3.67 في المئة المنصوص عليها في الاتفاق.

وكان الهدف من اتفاق 2015 أن "يزيد من صعوبة تطوير قنبلة نووية إذا ما رغبت إيران في ذلك مقابل رفع العقوبات".

واتفقت أطراف الاتفاق الأخرى بخلاف الولايات المتحدة، وهي إيران وبريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا الأسبوع الماضي، على تشكيل مجموعتي عمل على مستوى الخبراء للاتفاق على قوائم العقوبات التي يمكن أن ترفعها الولايات المتحدة، والالتزامات النووية التي يتعين على طهران الوفاء بها.

وقال مندوب يشارك في المحادثات إن الأحداث التي وقعت في نطنز يجب ألا تصرف الأنظار، وإنه يجب أن تركز الجولة الحالية على الأمور التي يكون الأميركيون على استعداد لتحقيقها فعلا.

وأضاف "لم يقولوا حتى الآن ما يقصدون، ونحن بحاجة إلى أن يقول الأميركيون ما هي العقوبات التي هم على استعداد لرفعها".

وتتمسك طهران برفع كل العقوبات أولا، وحذرت من أنها قد تتوقف عن التفاوض إذا لم يتم رفعها. وتريد واشنطن من إيران إلغاء الخطوات التي أخذتها بالمخالفة للاتفاق ردا على عقوبات ترامب.

وقال عباس عراقجي كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين للتلفزيون الإيراني، "سنشدد على أن طهران لا تريد عقد مفاوضات مفسدة. هدفنا ليس مجرد إجراء محادثات من أجل المحادثات. وإذا تحققت نتيجة بناءة فسنواصل المفاوضات. وبغير ذلك ستتوقف المحادثات".

وتعارض إسرائيل، التي ترفض طهران الاعتراف بها، الاتفاق الذي تحاول إيران والرئيس الأميركي جو بايدن إحياءه بعد أن تخلى عنه سلفه دونالد ترامب في 2018، وأعاد فرض عقوبات مشددة على إيران.