رفض صحفي واسع لطرد رئيس تحرير سابق بمؤسسة "دار الصباح" التونسية

النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين تستنكر قرار إدارة "دار الصباح".
السبت 2025/05/31
نهاية غير متوقعة

تونس - تفاجأ الوسط الإعلامي التونسي بإقدام إدارة “دار الصباح” على اتخاذ قرار “الطرد النهائي” في حق المدير ورئيس التحرير السابق بمؤسسة “دار الصباح” سفيان رجب والصحافي الذي يعمل فيها منذ 32 سنة بسبب امتلاكه موقعا إلكترونيا منشأ منذ 11 سنة.

وجاء قرار الطرد بعد انعقاد مجلس تأديب في مايو الجاري، بُني على معطيات فنّدها فريق الدفاع، وقال إن امتلاك رجب الموقع كان بموافقة مسؤولي المؤسسة وبعلم كل المسؤولين الذين تداولوا على “دار الصباح” وقد تخلى عن إدارته بمجرد تحمله مسؤولية إدارة التحرير، وذلك وفق شهادات موثقة.

واعتبرت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين طرد رجب من مؤسسة عمل ضمنها طيلة 32 سنة وقبل خروجه للتقاعد بأشهر، سابقة تدلّل على عدم احترام الأقلام والصحافيين ذوي الخبرة، وهو قرار “تعسفي” باعتبار أنّ العلاقة بين الإدارة والصحافي في “دار الصباح” اتسمت بتوتر معلوم نتيجة اختلاف وجهات النظر.

وانتشرت حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي للتضامن مع رجب، خصوصا أنه لم يتبق على خروجه للتقاعد سوى أشهر قليلة ما يشير إلى رغبة في تصفية حسابات، وكتبت الصحافية آسيا عتروس:

Essia Atrous

خبر صادم لا أصدق ما يحدث في مؤسسة “دار الصباح”، قرأت بيان نقابة الصحافيين بدل المرة مرات وأنا التي لم تطأ قدماي “دار الصباح” التي قضيت فيها أكثر من نصف عمري منذ غادرتها في الصيف الماضي ولم أكن أعلم ما يجري.. “الصباح” تأكل أبناءها… صحيح كنا نختلف، نتنافس من أجل الأفضل.. ولكن لا نقبل الإهانة لأصدقائنا وزملائنا ولا تبرر لقطع أرزاق العائلات.. ألهذا الحد بلغ بنا الجحود والشماتة.. الزميل سفيان رجب حتما ليس ملاكا وهو كما كل البشر له أخطاؤه ولكن أيضا له إنجازاته في مسيرته الصحفية على مدى أكثر من ثلاثة عقود.. لكن أن يبلغ الأمر حتى الطرد النهائي قبل أشهر على إحالته على التقاعد غير مقبول.. كل التضامن سفيان.

وقالت الصحافية منية عرفاوي في تعليق على الحادثة بلهجة محلية:

Monia Arfaoui

أتعس ممّا نحن فيه لا يوجد! إن شاء الله لعباد اللي سعوا ليطرّد سفيان ارتاحو توه، وباش يكملو حياتهم سعداء وضميرهم مرتاح! سفيان كان مدير تحرير اختلفنا واتفقنا معاه ولكن عمرو ما ضرّ حدّ ولا عمرو قطع رزق حدّ.. نجح في حاجات وفشل في حاجات كأي مسؤول أما عمرو ما كان حقودْ أو يسعى خلف الانتقام من الناس!

وعبر أحمد الشايب عن دعمه بالقول:

أحمد الشايب

كل الدعم والمساندة للصحافي المتميز سفيان رجب الذي قدم أكثر من 30 سنة من عمره في خدمة الصحافة والإعلام … ومن العيب والخزي والعار على إدارة “الصباح” التعسف على قامة من قامات الصحافة التونسية والطرد النهائي قبل أشهر من الإحالة على شرف المهنة.

وجاء في تعليق:

Walid Boss

#فضيحة _غير_مسبوقة

كل الدعم والمساندة للصحافي سفيان رجب الذي قدم أكثر من 30 سنة للصحافة… عيب على إدارة “الصباح” الطرد النهائي قبل أشهر من الإحالة على شرف المهنة.

يعني إذا القامة سفيان رجب لم يشفع له تاريخه ومكانته وقيمته المهنية… كيف ستكون حالة بقية الصحافيين.

وتسلط هذه الحادثة الضوء على ضرورة وجود تنظيم للمهنة وفق تشريعات ناظمة تحدد أطر المهنة. وتزامن الجدل بشأن طرد الصحافي سفيان رجب مع تقدّم 7 نواب من مجلس نواب الشعب بمراسلة موجهة لرئاسة الحكومة استفسروا فيها عن سبب عدم إدراج صفة الصحافي المستقل إلى نظام المبادر الذاتي رغم مرور أشهر على المصادقة على قانون المالية لسنة 2025.

كما تساءلوا عن موعد الإدراج ضمن هذا النظام، الذي يهدف إلى تعزيز الدور الاجتماعي للدولة. واستغرب هؤلاء النواب من التأخر في إدراج الصحافيين المستقلين ضمن نظام المبادر الذاتي الذي يسمح لهم بالعمل للحساب الخاص مع الانتفاع بجملة من الامتيازات الجبائية والمالية، على الرغم من أن مجلس نواب الشعب كان قد صادق على تعديل في قانون المالية لسنة 2025 يدرج الصحافيين المستقلين ضمن نظام المبادر الذاتي.

وأكدوا أن المنصة الإلكترونية المخصصة لنظام المبادر الذاتي لم تتضمن إلى حد الآن نشاط الصحافي “وهو ما من شأنه أن يعطل تسوية الوضعية القانونية لهؤلاء الصحافيين وانتفاعهم بالتمويل المخصص لهم ضمن قانون المالية لسنة 2025 ويحول دون تحسن وضعهم المهني والاجتماعي والاقتصادي ويفاقم الهشاشة الاجتماعية لديهم.”

وبحسب قانون المالية لسنة 2025 تقرر إدراج الناشطين في القطاع الرقمي الإبداعي المستقلين للانتفاع بنظام المبادر الذاتي، وهو مشروع وطني يندرج في إطار تعزيز الدور الاجتماعي للدولة ودفع التنمية والتشغيل وتحرير المبادرات.

5