رفض باريس ولندن ملء الفراغ الأميركي في سوريا يهدد خطط ترامب

دمشق – كشفت مصادر إعلامية أميركية عن رفض حلفاء الولايات المتحدة الأوروبيين ملء الفراغ الذي ستخلفه القوات الأميركية في شمال سوريا، الأمر الذي من شأنه أن يعقد خطط الولايات المتحدة بشأن انسحاب سريع من هذا البلد، خاصة في غياب توافق مع تركيا بشأن عدم القيام بمهاجمة قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد.
يأتي ذلك مع اقتراب حسم المعركة في آخر جيوب تنظيم داعش، في منطقة الباغوز شرقي سوريا على الحدود العراقية، وإن بدت الأمور تسير ببطء لأسباب ربطها التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية بإجلاء المدنيين الذين معظمهم من عوائل عناصر داعش، فيما يراه البعض مقصودا إلى حين ترتيب أمور الانسحاب الأميركي وكيفيته.
ونقلت صحيفة “الواشنطن بوست” عن مصادر بالبيت الأبيض أن باريس ولندن رفضتا بقاء قواتهما في سوريا إذا ما انسحبت الولايات المتحدة. وتعتبر فرنسا وبريطانيا الدولتين الأوروبيتين الوحيدتين اللتين تمتلكان قوات على الأرض في سوريا ضمن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة لقتال تنظيم الدولة الإسلامية.
وتقدم كل من القوات الفرنسية والبريطانية إلى جانب نظيرتها الأميركية، التدريب والدعم اللوجستي لقوات سوريا الديمقراطية التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردي وتتولى المعركة البرية ضد داعش.
وكانت الولايات المتحدة ترغب في أن تحل القوات البريطانية والفرنسية في مراكز خاصة بالقرب من الحدود التركية لتأمين الحماية للوحدات الكردية في المنطقة.
ويرى محللون أن الرفض الفرنسي البريطاني يأتي للضغط على إدارة الرئيس دونالد ترامب بشأن تعديل خططه في الانسحاب من سوريا، إلى حين التوصل إلى تسوية في هذا البلد.
وكان وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت صرح الثلاثاء الماضي “لا توجد أدنى فكرة لأن تحل القوات البريطانية مكان نظيراتها الأميركية في سوريا”.
وقبل أسابيع أعلنت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي عن موقف مفاجئ آنذاك بشأن نية بلادها لأن تحذو حذو الولايات المتحدة والانسحاب من سوريا، لافتة إلى أن القوات الفرنسية قادرة على أداء مهامها من العراق حيث توجد عناصر لها هناك.
ويقول البعض إن من المستبعد أن تنجح الولايات المتحدة في تعديل موقف الحليفين، ذلك أن باريس ولندن لا تريدان المغامرة لوحدهما بالبقاء في المستنقع السوري في ظل ما يواجههما من تحديات في الداخل.
وأمام الموقف الفرنسي البريطاني ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” أن إدارة ترامب لجأت إلى ألمانيا التي لم تشارك في هذا التحالف داعية إياها لإرسال قواتها إلى سوريا. ويتشكك كثيرون في إمكانية أن تقبل برلين بإرسال قواتها إلى هناك، وقد يكون الخيار الوحيد هو تأجيل الانسحاب الأميركي إلى حين التوصل إلى تسوية، خاصة وأن الأكراد في حال جرى الانسحاب قد لا يجدون من خيار سوى الاحتماء بالنظام السوري من التهديد التركي.
ويلفت هؤلاء إلى أن الولايات المتحدة ستحاول مجددا إقناع تركيا بضرورة عدم التعرض للأكراد في حال انسحابها لكن الوعود التركية إن حصلت فهي غير موثوقة.
وبدأ وزير الدفاع التركي ورئيس هيئة الأركان الخميس بزيارة إلى واشنطن، لمناقشة الملف.