رفض الطفل للآخر علامة على التوحد

لندن - يواجه الطفل المصاب باضطراب طيف التوحد صعوبة في التفاعل مع الآخرين. وتعد مشاكل المهارات الاجتماعية من أكثر العلامات شيوعا، وقد يرغب أطفال التوحد في إقامة علاقات وثيقة، لكنهم لا يعرفون كيفية القيام بذلك.
ويؤكد خبراء التربية على علامة إنذار واضحة لا يجب على الأمهات إنكارها؛ وهي مواجهة الطفل لمشكلة في قبول طفل آخر داخل دائرته، وعدم المرح مع الأطفال أثناء اللقاءات العائلية.
ويشير الخبراء إلى أنه على الأم أن تجيب عن عدد من الأسئلة بوضوح مثل: هل أن طفلها يتواصل بصورة إيجابية مع أقرانه؟ هل يحب اللعب المتبادل معهم؟ ما هي اللعبة المفضلة التي يحب أن يشارك أقرانه اللعب بها؟
ويحذّر الخبراء من التصور الخاطئ لدى بعض الأمهات الذي يتمثل في أن قبول الطفل المصاب بالتوحد للتدليل من قبل البالغين دليل على المهارات الاجتماعية لديه؛ ذلك أن بعض أطفال التوحد لديهم علاقات اجتماعية طيبة مع البالغين، لكنهم في الوقت نفسه لا يستطيعون إقامة علاقة مماثلة مع أقرانهم في المرحلة العمرية نفسها.
ويفتقد أطفال التوحد إلى مهارات التخاطب والتواصل، ذلك أن حوالي 40 في المئة من الأطفال الذين يعانون من اضطرابات طيف التوحد لا يتحدثون على الإطلاق، وما بين 25 في المئة و30 في المئة يطورون بعض المهارات اللغوية أثناء الطفولة، ثم يفقدونها لاحقا. لكن الجانب الإيجابي أنه قد يشرع الكثير من أطفال التوحد في تطوير مهاراتهم اللغوية في وقت لاحق من حياتهم.
وإدراك الطفل للألوان وقدرته على نطق أسماء بعض الأشياء ومعرفته الأشكال والأرقام وأداء بعض الأغاني التي اعتاد سماعها في مرحلة مبكرة من حياته…، كل ذلك لا يعني أنه غير مصاب بالتوحد. وقد يصبح هذا الأمر خادعا إلى حد كبير عندما يسأل الطبيب إحداهن: هل طفلك ناطق؟ فتجيب الأم بالإيجاب.
ويرى الخبراء أن معرفة أسماء بعض الأشياء والأغاني لا تعني أن الطفل غير مصاب بالتوحد، وربما يوصف بأنه “طفل توحد ناطق”.
وما ينفي عن الطفل الإصابة بالتوحد تفاعله مع الكلمات والرد على الأسئلة والتعبير عن احتياجاته بالكلمات وليس بالإشارة أو الغضب.
ولذلك على الأم أن تنتبه إلى أن تكرار الكلمات أو الجمل أكثر من مرة دليل واضح يؤشر على ضرورة زيارة الطبيب، وكذلك إذا لم يفهم الطفل المزاح والمشاعر ولم يستطع التعبير عن آلامه أو احتياجاته فهذا يعني أنه لا يجيد توظيف حصيلته اللغوية.