رفض الخدمة التطوعية يضع جاهزية الجيش الإسرائيلي على المحك

الاحتجاجات على قوانين التعديلات القضائية التي تدفع بها الحكومة الإسرائيلية باتت تلقي بظلالها على الجيش.
الثلاثاء 2023/08/22
الجيش على أهبة الاستعداد

القدس - يجادل مسؤولون في المعارضة وقادة عسكريون إسرائيليون بأن الاحتجاجات على قوانين التعديلات القضائية التي تدفع بها الحكومة باتت تلقي بظلالها على جاهزية الجيش، لكن الحكومة تحاول التقليل من شأن التداعيات.

ومنذ بدء الاحتجاجات مطلع العام الجاري على هذه القوانين التي تسميها الحكومة “إصلاحات”، فيما تقول المعارضة إنها “ستحول إسرائيل إلى دكتاتورية”، أعلن الآلاف من ضباط وجنود الاحتياط من مختلف الأجهزة العسكرية والأمنية تعليق خدمتهم التطوعية، غير أن الظاهرة أخذت بالازدياد في الأسابيع الأخيرة.

ومع إصرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على المضي قدما في إقرار حزمة القوانين رغم الاحتجاجات ضدها، بدأت تتعالى أصوات من داخل المؤسستين العسكرية والأمنية بضرورة وقف التشريعات، مما أخرج خلافات نتنياهو وقادة في المؤسستين إلى العلن.

وخلال الأيام الأخيرة، برزت خلافات بين نتنياهو وحكومته من جهة، وقادة في الجيش والمعارضة من جهة أخرى، حول تقييم تأثيرات تعليق ضباط وجنود احتياط للخدمة على جاهزية الجيش، بينما يحذر قادة عسكريون من التداعيات.

آفي يسسخاروف: هناك تأثير لاحتجاجات جنود الاحتياط على الجيش
آفي يسسخاروف: هناك تأثير لاحتجاجات جنود الاحتياط على الجيش

ويقول المحلل الإسرائيلي في صحيفة يديعوت أحرونوت آفي يسسخاروف “من الواضح أن هناك تأثيرا لاحتجاجات ضباط وجنود الاحتياط على الجيش، ليس من الواضح ما هو مستوى التأثير ولكنه بالتأكيد موجود، خاصة في ما يتعلق باحتجاجات الطيارين الاحتياط”.

وأضاف أن “هذا التأثير يكبر مع مرور الوقت وزيادة عدد المحتجين، فالجيش بدأ يلمس هذا التأثير وسيزداد أكثر فأكثر في الأشهر القادمة في حال استمرت الاحتجاجات”.

وتابع يسسخاروف “السؤال هو: إلى أين ستتجه الأمور في حال أصرت الحكومة على الدفع بمشاريعها تحت مسمى الإصلاح القضائي؟”.
وأردف أن “نتنياهو لا يريد أن يقول قادة في الجيش أي شيء في وسائل الإعلام عن وضع الجيش، فمن الواضح أن ما يقوله الجيش بات له تأثير على الاحتجاجات”.

واعتبر أنها “محاولة للتأثير على الجيش والمخابرات للصمت وإطاعة كل ما تقوله الحكومة ورئيسها، ولكن هذا غير مسبوق في إسرائيل، فدائما ما كان الجيش والمخابرات مستقلين وإذا ما تواجدت مشكلة يتحدثان عنها، وهذا ما يحدث الآن وأزعج نتنياهو وحكومته”.

وانتقدت الحكومة حديث الجيش والمخابرات عن تأثير احتجاجات ضباط وجنود الاحتياط على جاهزية الجيش، معتبرة أنه “يفيد أعداء إسرائيل”.

وقال يسسخاروف “صحيح أن أعداء إسرائيل قد يستفيدون من المعلومات، ولكن ما يقوله رئيس الأركان وقائد سلاح الطيران ليس مبالغة، فهما يشخصان الوضع كما هو، وأعتقد أن من واجبهما أن يشرحا الوضع للناس إذا كانت الحكومة مصممة على مواقفها”.

وعادة ما تقصد إسرائيل بكلمة “الأعداء” جماعات المقاومة الفلسطينية وإيران وحلفاءها، ولاسيما جماعة حزب الله اللبنانية.

ومشددا على أن “الجيش الإسرائيلي يخسر”، قال الرئيس السابق لشعبة الاستخبارات في الجيش تامير هايمن، إنه لا رابح من المواجهة الراهنة بين الحكومة والرافضين لتعديلات القضاء.

وانتقد إصدار نتنياهو تعليماته لوزير الدفاع يوآف غالانت بوقف حديث المسؤولين العسكريين عن جاهزية الجيش، معتبرا أن “الحل ليس في تعليمات للقادة، فالعاصفة تخترق قواعد الجيش من المجال المدني السياسي، ويجب التعامل معها في بؤرة تشكيلها”.

مع إصرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على المضي قدما في إقرار حزمة القوانين رغم الاحتجاجات ضدها، بدأت تتعالى أصوات من داخل المؤسستين العسكرية والأمنية بضرورة وقف التشريعات

ومنتقدا تلك التعليمات أيضا، قال الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية “آمان” عاموس جلعاد لإذاعة الجيش إنه “ليس من المؤكد أن التعليمات قانونية.. ويجب أن نحذر ونشارك رئيس الوزراء مخاوفنا”.

وأما مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هانغبي، فرفض في حديثه مع إذاعة الجيش الاثنين، التعليق مباشرة على ما إذا كانت جاهزية الجيش قد تضررت.

وقال هانغبي “لسنا الوحيدين على المحك، يجب ألا ينكشف ذلك لآذان أعدائنا”، مشيرا بذلك إلى تقارير تقول إن “أعداء إسرائيل يستمدون التشجيع من الأحاديث عن تراجع جاهزية الجيش من أجل وضع الخطط لمهاجمة البلاد”.

وأضاف أن “المشكلة لا تكمن في الخطاب الذي يضعفنا أمام أعدائنا، بل في تداعي التلاحم وضعف اللياقة وعدم وجود دافع للتطوع، مما سيؤدي إلى ضربة قاتلة إذا تم تمرير قانون الإعفاءات العسكرية”، في إشارة إلى مشروع قانون تدفع به الحكومة لإعفاء المتدينين اليهود من الخدمة العسكرية للتفرغ لدراسة الدين.

لكن نتنياهو ما زال على قناعته بأنه ليس قلقا بشأن استعداد الجيش للحرب، وسط تهديدات متزايدة من قبل جنود الاحتياط برفض العمل التطوعي.

2