رفض أممي لمزاعم إثيوبية باستخدام متمردي تيغراي مخيمات اللاجئين في التدريب

أديس أبابا - نفت الأمم المتحدة الثلاثاء أن تكون مخيمات اللاجئين في السودان استخدمت من قبل متمردي إقليم تيغراي للاختباء، بعد أن أعلن مسؤولون إثيوبيون أسر مقاتلين وبحوزتهم بطاقات لاجئين.
وأكد مسؤول في الأمم المتحدة الثلاثاء أن المفوضية كانت على علم بالتقارير التي تفيد بأن لاجئين إثيوبيين مسجلين في السودان متورطون في النزاع، ولكن "لم يكن بإمكانها التحقق منها".
وقال المسؤول إنه "منذ بدء تدفق اللاجئين، تم اتخاذ إجراءات عند المعابر الحدودية، وتم نزع سلاح جميع العناصر المسلحة التي تم رصدها والساعية إلى الاختباء، وتم فصلها عن السكان المدنيين".
وأضاف أن "الاتهامات بوجود تدريبات عسكرية في مخيمات اللاجئين لا أساس لها من الصحة".
ويأتي الرد الأممي بعد أن أكد القادة الإثيوبيون أن مقاتلي "جبهة تحرير شعب تيغراي" دخلوا إثيوبيا من السودان ببطاقة هوية صادرة عن مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وقالت وزارة الخارجية الإثيوبية الاثنين "إن جبهة تحرير شعب تيغراي حاولت مد النزاع بدخول إقليمي بني شنقول - قمز وأمهرة عبر الحدود السودانية الطويلة".
وأضافت أن "كل المحاولات في هذه المناطق باءت بالفشل، لكن أدلة جديدة ظهرت. تم أسر بعض جنود جبهة تحرير شعب تيغراي الذين تسللوا من السودان ببطاقات هوية صادرة عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين".
وعبر عشرات الآلاف من اللاجئين الإثيوبيين الحدود إلى السودان منذ اندلاع القتال قبل عشرة أشهر في تيغراي، أقصى شمال إثيوبيا.
ويشهد إقليم تيغراي في شمال إثيوبيا نزاعا عسكريا بين الحكومة المركزية و"جبهة تحرير شعب تيغراي" منذ الرابع من نوفمبر، عندما أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد شنّ هجوم على الإقليم، بعد أن اتهم الجبهة بمهاجمة معسكرات للجيش الفيدرالي.
ورغم إعلان رئيس الوزراء الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2019 النصر في وقت لاحق من ذاك الشهر، فإن المعارك امتدت إلى المناطق المجاورة في عفار وأمهرة.
وتأثّرت علاقة الخرطوم وأديس أبابا بالخلاف حول منطقة الفشقة الزراعيّة الخصبة التي يعمل فيها مزارعون إثيوبيّون، ويؤكّد السودان أنّها تابعة له، وحول سدّ النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق.
وأعلن السودان في أغسطس الماضي استدعاء سفيره لدى إثيوبيا المجاورة، بعد أن رفضت أديس أبابا مبادرة وساطة سودانية للتفاوض على وقف لإطلاق النار في منطقة تيغراي.
وكان السودان نفى الأحد الماضي المزاعم الإثيوبية بأن جماعة مسلحة عبرت الحدود لاستهداف سد النهضة.
ويأتي نفي السودان بعد تصريحات منسوبة للعقيد سيف إنجي، المسؤول العسكري الإثيوبي في منطقة متكل في إقليم بني شنقول، أكد خلالها أن القوات الإثيوبية أحبطت محاولة جماعة مسلحة تعطيل السد، وأنها تتبع جبهة تيغراي.
ويقع إقليم بني شنقول، حيث مكان سد النهضة، قرب الحدود مع السودان.
وذكر المسؤول الإثيوبي أن المواجهات مع عناصر الجبهة أسفرت عن مقتل 50 شخصا وإصابة العشرات، وأشار إلى الاستيلاء من الجماعة المسلحة على ألغام مضادة للمركبات، وأنواع مختلفة من المتفجرات.
وكانت وكالة الأنباء الرسميّة السودانيّة "سونا" أفادت الأحد بأنّ السلطات السودانيّة احتجزت في مطار الخرطوم مساء السبت شحنة أسلحة وصلت من إثيوبيا، مشيرة إلى أنّ هناك شكوكا "حول نوايا استخدامها في جرائم ضدّ الدولة، وإعاقة التحوّل الديمقراطي (في السودان)".
لكن وزارة الخارجية السودانية أعلنت مساء الاثنين أن الشحنة "قانونية"، مؤكدة أنّ مستورد هذه الأسلحة "يعمل في مجال الاتجار بالأسلحة ولديه رخصة اتجار بالسلاح سارية المفعول".