رفح تحبس أنفاسها على وقع تهديدات إسرائيلية باجتياحها

الغموض يلف مصير المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل، وسط خلافات جوهرية في ما يتّصل بنطاق أي اتفاق.
الجمعة 2024/05/03
اجتياح رفح سيتسبب في أسوأ كارثة انسانية

الأراضي الفلسطينية - تحبس التهديدات الإسرائيلية باجتياح رفح وتأخر حماس في الرد على مقترح الهدنة الأنفاس في رفح المدينة الواقعة في أقصى جنوب القطاع الفلسطيني المحاصر، أنفسا سكان المدينة الحدودية مع مصر وعشرات آلاف العائلات النازحة إليها من وسط وشمال غزة.

 ولم تسلّم حماس بعد ردّها على مقترح الهدنة الذي نقله لها الوسطاء، بعد أن أعلنت الخميس أنها تدرسه بـ"روح إيجابية"، فيما تتمسّك بوقف إطلاق نار دائم في حربها مع إسرائيل، بينما تؤكد الدولة العبرية أنها لن تنهي الحرب قبل دخول رفح و"القضاء" على ما تبقى من كتائب حركة المقاومة الاسلامية.

وكلما طال أمد المفاوضات كلما زاد الوضع سوء في آخر ملاذ فرّ له عشرات آلاف الغزيين هربا من وسط وشمال القطاع الذي يتعرض لهجوم بري وجوي منذ ما يزيد عن 7 أشهر.

واتّهم مسؤول في حماس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجمعة بالسعي إلى نسف آفاق أي هدنة في الحرب الدائرة في غزة منذ نحو سبعة أشهر، من خلال تصريحاته المهدّدة بشنّ هجوم بري على رفح.

وقال عضو المكتب السياسي للحركة حسام بدران "نحن نجري حوارات داخلية في قيادة حماس وأيضا مع الفصائل المختلفة خاصة في المقاومة التي تشارك في القتال في هذه المعركة" قبل عودة المفاوضين إلى القاهرة لمواصلة المفاوضات الرامية للتوصل إلى هدنة.

لكنّه حذّر من أن نتنياهو الذي "يصرّح علناً بأنه سيقوم باجتياح رفح بغض النظر عن نتيجة التفاوض وسواء تم الاتفاق أو لا"، إنما يسعى "بتصريحاته المتكررة مؤخرا" إلى "إفشال أي إمكانية لعقد اتفاق".

وقال بدران في مقابلة عبر الهاتف إن "نتنياهو كان هو المعطّل لكل جولات الحوار السابقة أو التفاوض السابق ومن الواضح أنه ما زال، أي أنه غير معني بالوصول إلى اتفاق"، مضيفا "لذلك يقول كلاما في الإعلام لإفشال هذه الجهود المبذولة حالياً".

وعرض الوسطاء المصريون والقطريون والأميركيون مقترحا ينص على هدنة لمدة أربعين يوما تشمل الإفراج عن رهائن محتجزين في قطاع غزة وفلسطينيين في سجون إسرائيلية وزيادة المساعدات إلى القطاع، وفق الخارجية البريطانية.

ويلف الغموض مصير المفاوضات غير المباشرة، لا سيما في ما يتّصل بعدد الرهائن الذين قد يفرج عنهم، مع خلافات جوهرية في ما يتّصل بنطاق أي اتفاق.

وشدّد بدران على أن الحركة الفلسطينية "تصرّ أولا على وقف نهائي لإطلاق النار وانسحاب كامل وشامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة".

لكن هذا الموقف يتعارض مع الموقف المعلن من جانب نتنياهو الذي تعهّد بأن يواصل جيشه مقاتلة حماس، لا سيما في مدينة رفح التي تغصّ بنحو 1.5 مليون مدني نزحوا إليها هربا من المعارك في أنحاء أخرى من القطاع.

والخميس أكد رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية أن وفدا من الحركة سيزور مصر "في أقرب وقت لاستكمال المباحثات الجارية بهدف إنضاج اتفاق يحقق مطالب شعبنا بوقف العدوان"، مشددا على "الروح الإيجابية" المحيطة بدراسة مقترح الهدنة المقدم من الجانب الإسرائيلي.

وتوصّل الطرفان في نهاية نوفمبر الى هدنة أولى في الحرب، أفرج بموجبها عن 105 رهائن كانوا محتجزين في القطاع مقابل 240 فلسطينيا معتقلا في السجون الإسرائيلية.

ويأتي ذلك بينما تعرّضت مدينة رفح الجمعة لقصف إسرائيلي، ما أوقع مزيدا من الضحايا في القطاع الفلسطيني المحاصر الذي تثير الحرب فيه تعبئة طالبية في عدد من الجامعات في العالم تطالب بوقف الحرب التي خلّفت "دمارا غير مسبوق"، وفق الأمم المتحدة.

وأفادت مصادر طبية في قطاع غزة الجمعة بوقوع ضربات إسرائيلية في رفح قرب الحدود مع مصر.

وأكدت وزارة الصحة في القطاع في بيان سقوط "26 شهيدا و51 إصابة" خلال 24 ساعة حتى صباح الجمعة، مشيرة إلى أن إجمالي عدد المصابين في الحرب وصل إلى 77867 منذ بدء المعارك قبل زهاء سبعة أشهر، فيما ارتفعت حصيلة القتلى في قطاع غزة إلى 34622 شخصا غالبيتهم من المدنيين منذ اندلاع الحرب، وفق الوزارة التابعة لحماس.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن دعا خلال زيارته إسرائيل الأربعاء، حركة حماس إلى القبول بالمقترح "السخي جدا"، برأيه من جانب الدولة العبرية.

وحضّ إسرائيل على التخلّي عن فكرة شنّ هجوم برّي على رفح، آخر معاقل حركة حماس بحسب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي يقيم فيها حاليا 1.2 مليون شخص غالبيتهم من النازحين جراء الحرب. وكان العدد أكبر من ذلك، لكن غادرها الآلاف خلال الأسابيع الماضية في ضوء التصريحات الإسرائيلية المتتالية حول التحضير لعملية عسكرية في المدينة.

وعبّرت عواصم عدّة غربية وعربية ومنظمات دولية وإنسانية عن مخاوف من وقوع خسائر فادحة في صفوف المدنيين في رفح بغياب خطّة ذات مصداقية لحماية السكّان. وتقول إسرائيل إنها ستجلي المدنيين من رفح قبل الهجوم.