رصد مصري لردود فعل الإعلام الخارجي على سياسات القاهرة

القاهرة - ترصد القاهرة تقارير وسائل الإعلام الخارجية عن سياساتها الداخلية والخارجية باعتبارها انعكاسا لوجهة نظر الكثير من الدول التي تربطها بها علاقات مهمة.

وتهتم السلطات المصرية بتقارير الإعلام الغربي التي شابتها في بعض الأحيان معلومات مضللة وغير صحيحة استدعت تدخل الدبلوماسية المصرية واضطرت على إثرها هذه الوسائل إلى الاعتذار وتصحيح المغالطات.

وفي تقرير إحصائي شامل أصدرته الهيئة العامة للاستعلامات عن “صورة مصر في وسائل الإعلام الدولية” أكد أن الإعلام الدولي تابع بشكل مكثف دور مصر وسياستها الداخلية والخارجية، في مختلف المجالات، وذلك من خلال رصد وتحليل تناول وسائل الإعلام الدولية لشؤون مصر الداخلية والخارجية خلال شهر أبريل 2025.

وقال الكاتب الصحافي ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات إن التقرير الذي يصدر شهريًا قدم تحليلا لمجموعة واسعة من المواد الإعلامية التي تناولت ملف السياسة الخارجية المصرية خلال شهر أبريل 2025، والتي بلغت نحو 660 تقريرًا ومادة إعلامية تم نشرها في وسائل إعلام دولية من مختلف مناطق العالم الجغرافية، وأوضح هذا التحليل أن هناك اهتمامًا واسعًا من وسائل الإعلام الدولية ومراكز البحوث والدراسات بسياسة مصر الخارجية ومواقفها وأدوارها إزاء العديد من القضايا والأزمات الإقليمية والدولية، وأن هناك ما يشبه الإجماع على تقدير الجهود التي تقوم بها مصر من أجل وقف حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة.

الاتجاه العام للتناول الإعلامي الدولي لملف السياسة الخارجية المصرية تراوح بين الموضوعي والإيجابي والقليل سلبيًا

وجاء توزيع المواد الإعلامية التي تناولت سياسة مصر الخارجية ودورها الإقليمي والعالمي، بواقع 50 مادة نشرها الإعلام الأميركي بنسبة 8 في المئة، و67 مادة إعلامية في الإعلام الأوروبي بنسبة 10 في المئة، و157 مادة في الإعلام الآسيوي بنسبة 24 في المئة، وفي إعلام العالم العربي بعدد 167 مادة وبنسبة 25 في المئة، و174 تقريرًا في إعلام دول الجوار العربي (تركيا وإيران وإسرائيل) بنسبة 26 في المئة (يمكن تفسير هذا الارتفاع الكبير باستمرار كثافة اهتمام الإعلام الإسرائيلي بالموقف المصري من الحرب على غزة وتداعيات ذلك على العلاقات الثنائية بين الطرفين)، و45 مادة في إعلام أفريقيا، أي بنسبة 7 في المئة.

وأشار التقرير الشهري الصادر عن هيئة الاستعلامات إلى أن هناك عددًا كبيرًا من وسائل الإعلام الدولية من صحف ومواقع وقنوات اهتمت بنشر أخبار وتقارير عن توجهات وتحركات السياسة الخارجية المصرية خلال فترة الرصد (أبريل 2025) بلغ حوالي 190 وسيلة إعلام، منها 17 وسيلة من وسائل الإعلام الأميركية، من أكثرها تكرارًا شبكة “سي.أن.أن” بالعربية وموقع قناة “الحرة”، وصحيفة “نيويورك تايمز”، وصحيفة “وول ستريت جورنال”، وموقع مجلة “نيوزويك”، وصحيفة “بوليتيكو”، وموقع وكالة الأخبار اليهودية، وموقع سفارة الولايات المتحدة بالقاهرة، وصحيفة “ذا هيل” الأميركية، فضلًا عن عدد من وسائل الإعلام الكندية واللاتينية، وغيرها.

ومنها 28 وسيلة من وسائل الإعلام الأوروبية، من أكثرها تكرارًا خلال فترة الرصد: وكالة رويترز البريطانية ووكالة الأنباء الفرنسية، وموقع سبوتنك وموقع روسيا اليوم الإخباري، وموقع “اندبندنت”، وشبكة سكاي نيوز البريطانية، والموقع الإلكتروني لصحيفة “البايس” الإسبانية، وإذاعة مونت كارلو الفرنسية، وموقع “فرنسا 24” الإخباري وموقع صحيفة “لوموند” الفرنسية، وموقع “وكالة أنسا” الإيطالية، وموقع وكالة “آكي” الإيطالية، وغيرها.

هناك ما يشبه الإجماع على تقدير الجهود التي تقوم بها مصر من أجل وقف حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة

وجاء الموقف المصري من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في صدارة اهتمام الإعلام العالمي بقضايا السياسة الخارجية المصرية للشهر التاسع عشر على التوالي منذ حدوث العدوان في شهر أكتوبر 2023، وفي بعض قضايا السياسة الخارجية الأخرى التي ظهرت هذا الشهر على مستويين: قضايا عامة مثل قضية سد النهضة، والأزمة السودانية التي دخلت عامها الثالث في منتصف أبريل 2025، وعلاقات ثنائية لمصر مع بعض دول العالم، وتحديدًا خلال هذا الشهر مع كل من السعودية وقطر ولبنان والجزائر وتونس وجيبوتي والصومال من العالم العربي، والصين والهند وإندونيسيا من آسيا، وفرنسا وإيطاليا وروسيا من أوروبا، والولايات المتحدة، وغيرها.

وأشار تقرير هيئة الاستعلامات إلى أنه من حيث الاتجاه العام للتناول الإعلامي الدولي لملف السياسة الخارجية المصرية، لوحظ أن النشر في مجمله جاء متراوحا بين الموضوعي والإيجابي والقليل منه جاء سلبيًا، وتتمثل التوجهات الإيجابية في زيادة الإشادة الدولية باستمرارية الجهود المصرية والتعاون مع كل من قطر والولايات المتحدة، والهادفة إلى التوصل إلى هدنة جديدة توقف إطلاق النار وتسمح بإعادة إدخال المساعدات المصرية والدولية إلى قطاع غزة.

كما ظهرت التوجهات الإيجابية بوضوح في قضايا العلاقات الثنائية المصرية مع العديد من دول العالم خلال هذا الشهر، وبخاصة مع قطر والسعودية ولبنان وتونس والصومال وجيبوتي وإندونيسيا في ضوء زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لدولة جيبوتي، والزيارة التي قام بها الرئيس الإندونيسي للقاهرة خلال هذا الشهر، ومع الصين في ضوء التدريبات العسكرية المشتركة بين البلدين والتي تحدث لأول مرة في تاريخ العلاقات بينها وبين غيرها.