رشاد العليمي يوجه من مأرب رسائل سياسية وعسكرية للحوثيين

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يزور لأول مرة محافظة مأرب التي أكد أنها بوابة النصر لتحرير البلاد من الجماعة المدعومة إيرانيا.
الثلاثاء 2024/04/30
زيارة تدل على أن مأرب مفتاح الحل في اليمن

عدن – تحمل زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي إلى محافظة مأرب وسط البلاد الاثنين لأول مرة منذ تشكيل المجلس في أبريل 2022، رسائل سياسية وعسكرية بالغة الأهمية، وفق ما أكد وكيل وزارة الإعلام اليمنية عبدالباسط القاعدي.

وقال القاعدي في تصريح لوكالة الأنباء العربي اليوم الثلاثاء إن مأرب تعد مركز ثقل مهما في استعادة الدولة ومقاومة جماعة الحوثي.

وأضاف المسؤول اليمني أن العليمي بدأ زيارته في مأرب بزيارة كلية الطيران التي استقبلته بعرض عسكري "إدراكا منه بأهمية الطيران في المعركة العسكرية التي تخوضها الحكومة ضد جماعة الحوثي منذ تسع سنوات".

وأشار القاعدي أيضا إلى أن زيارة العليمي الأولى لمأرب تحمل رسالة مفادها أن مارب "هي مفتاح الحل في اليمن سواء كان سلميا أو بخيار الحرب، حيث أن اليد الممدودة للسلام هي ذاتها الموضوعة والجاهزة على زناد الحرب".

ووصل العليمي الاثنين إلى محافظة مأرب التي تعد واحدة من أشد خطوط التماس شراسة في المواجهات التي تندلع بين حين وآخر مع المقاتلين الحوثيين.

وكان في استقباله عضو مجلس القيادة ومحافظ مأرب اللواء سلطان العرادة، وقيادات عسكرية وأمنية ومدنية، في المحافظة التي تحتضن أكثر من مليوني نازح، فروا من مناطق سيطرة جماعة الحوثي.

وجرت مراسم استقبال رسمية، في كلية الطيران والدفاع الجوي، كما شهدت شوارع مأرب استقبال شعبي للعليمي وعضوا المجلس الزائرين للمحافظة.

واجتمع رئيس مجلس القيادة الرئاسي، بقيادات السلطة المحلية والأجهزة التنفيذية في المحافظة النفطية، مشيدًا بما سماها "الإنجازات الكبيرة التي تحققت في مأرب على مختلف الصعد رغم التحديات الكبيرة والأوضاع الاستثنائية التي تعيشها من حرب متواصلة وتدفق النازحين وشح الإمكانات". وفق وكالة الأنباء "سبأ".

وأكد أن محافظة مأرب هي صمام أمان الجمهورية، وبوابة النصر لاستعادة مؤسسات الدولة وما تبقى من المناطق الخاضعة بالقوة الغاشمة لسيطرة الميليشيا الحوثية، وفي مقدمتها العاصمة صنعاء.

وقال العليمي "نؤكد لكم أننا سننطلق من هنا ومن كل المحافظات لتحرير المناطق التي مازالت تحت سيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الايراني، وسيتحقق النصر من خلال القوات المسلحة بكافة تشكيلاتها والمقاومة الشعبية المساندة لها".

وأشار رئيس مجلس القيادة الرئاسي إلى أن محافظة مأرب التي رفضت الانقلاب منذ وهلته الأولى وقاومت المشروع الكهنوتي الظلامي لميليشيا الحوثي والمشروع الإيراني في اليمن، تعتبر رمزا للجمهورية ووحدتها منوها إلى أن قيادة المجلس تعطي مأرب كل الأولوية والاهتمام.

وشدد على أهمية استمرار تلاحم الجبهة الداخلية وتعزيز الأمن والاستقرار والتنمية والتعبئة المكثفة والشاملة لمواجهة ما تقوم به ميليشيا الحوثي في مناطق سيطرتها خاصة على صعيد تجنيد وتحشيد الأطفال إلى مخيمات تعبوية طائفية.

على الصعيد ذاته، زار رئيس مجلس القيادة الرئاسي كلية الطيران والدفاع الجوي بمدينة مأرب، معبرا عن تطلعه "أن يمثل الطلاب المؤهلون إضافة نوعية للمعسكر الجمهوري، وأن يكونوا غدًا بما اكتسبوه من معارف وعلوم عسكرية في مقدمة صفوف القوات المسلحة لتحرير ما تبقى من محافظات الجمهورية من قبضة الميليشيا الحوثية".

وتأتي زيارة العليمي، بعد تكثيف جماعة الحوثي تعزيزاتها العسكرية مؤخرا إلى جبهات مأرب، كما تتزامن مع تفاقم أوضاع النازحين الموزعين على عشرات المخيمات، مع تقليص المنظمات مساعداتها الإنسانية.

ويعيش ملايين النازحين في محافظة مأرب ظروفا إنسانية كارثية تتفاقم مع مرور الوقت، وتهدد حياتهم بشكل مباشر.

ومن أوجه المعاناة أن العديد من الأسر النازحة تضطر إلى العيش في خيام متلاصقة، مما يشكّل بيئة خصبة لانتشار الحرائق والأوبئة.

وتفتقر مخيمات النازحين في اليمن، لا سيما في مأرب، إلى أبسط المقوّمات الأساسية للحياة، بما في ذلك المأوى الآمن، وشبكات الكهرباء الآمنة، مما يجبر النازحين على استخدام مولدات كهربائية بدائية، وربط الأسلاك بطُرق عشوائية، وهذا ما يزيد من خطر نشوب الحرائق، كما أن المخيمات لا تتوفّر فيها أدوات السلامة الكافية لمكافحة الحرائق كطفايات الحريق، مما يهدد حياة النازحين.