رسوم كاريكاتير لياسر عرفات تثير غضب الفلسطينيين

رام الله (الأراضي الفلسطينية) - لم يمض يوم واحد على افتتاح معرض “كاريكاتير فلسطين وياسر عرفات” حتى غضب عدد كبير من الفلسطينيين وانتفضوا على وسائل التواصل الاجتماعي ضدّ ما اعتبروه رسومات مشوهة لصورة عرفات، معبّرين عن رفضهم أن يتم تجسيد شخصية الرئيس الراحل كاريكاتيريا، ومطالبين بمحاسبة وإقالة القائمين على المعرض.
وفي محاولة للتهدئة واستجابة لمطالب العشرات، قام المشرفون على متحف ياسر عرفات الذي يستضيف المعرض برام الله، بإزالة رسوم الكاريكاتير التي اعتبرها فلسطينيون مسيئة وخاصة تلك التي رأى كثيرون أن فيها تغييرا لشكل وجه عرفات.
وقالت مؤسسة ياسر عرفات في بيان إن الصور “تُمثل وجهة نظر راسميها في كيفية دعمهم للقضية الفلسطينية، ومُناصرة الرئيس الراحل ياسر عرفات”.
وأضافت أن بعضهم “رسم شخصية أبوعمار من منظوره الفني والثقافي والاجتماعي الخاص به، منهم من رآه بمنظار صيني، وآخر جنوب أفريقي، وآخر برازيلي”.
وأكد رئيس المكتب الإعلامي بمفوضية التعبئة والتنظيم في حركة فتح منير الجاغوب على صفحته بفيسبوك إزالة اللوحات، قائلا “جمعت كل الرسومات من قبل حركة فتح إقليم رام الله والبيرة”.
ورأى منتقدو المعرض أن الرسوم ضخمت تفاصيل وجه عرفات بشكل مبالغ به، معتبرين أن هذا يعكس عدم احترام للرمز الوطني الكبير.
وتساءل المحامي أحمد الأشقر في تدوينة على فيسبوك “هذه صور كاريكاتير معروضة في معرض كاريكاتير في متحف الشهيد ياسر عرفات اُفتتح بالأمس، هل هذا كاريكاتير هادف أم ساخر؟ وهل يصح عرضها أم أنها إهانة لرمزية وروح الشهيد؟ أسئلة برسم الإجابة”.
وعلّق مغرّد على تويتر:
ورغم أن فن الكاريكاتير معروف بأنه يعيد تجسيد أشخاص ومعالم وقصص بطريقة فنية ساخرة، إلا أن الكثير من الفلسطينيين تمسكوا بأن ياسر عرفات رمز “لا يجوز” تصويره أو تغيير ملامحه وإن كان فنيا أو على سبيل الاحتفاء به وبمسيرته النضالية.
وكتب مغرّد:
وكانت مؤسسة ياسر عرفات التي تأسست في العام 2007 وتشرف على المتحف افتتحت الأحد برعاية رئيس الوزراء محمد اشتية معرضا لصور كاريكاتير عن فلسطين وعرفات.
وضمّ المعرض مشاركات من رسامين من مختلف أنحاء العالم، وتمّ عرض 35 رسما كاريكاتيريا للرئيس الراحل.
واعتبر وزير الثقافة السابق إيهاب بسيسو معرض الصور بأنه “عبث”.
وطالب بسيسو على حسابه في فيسبوك، بصفته عضوا في مجلس أمناء مؤسسة عرفات، بتشكيل لجنة مساءلة في الموضوع.
وقال الرئيس السابق لمجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات ناصر القدوة إن المعرض يمثل “إمعانا في الحط من قيمة ومكانة ودور هذه المؤسسة التي كانت أمينة وحريصة على إرث عرفات ورسالته”.
ويضم متحف عرفات كافة مقتنياته الخاصة، ويقع داخل المقر الرسمي للرئاسة الفلسطينية الذي يعرف بـ”المقاطعة”.
وعلّقت مغرّدة:
وفيما غضب فلسطينيون، رأى رسام الكاريكاتير الأردني من أصل فلسطيني عماد حجاج أن الوقت قد حان لمحو “الأمية البصرية” وتقبل الفن دون قيود أو عنصرية، محاولا تفسير إحدى اللوحات لمتابعيه.
وكتب في تديونة على فيسبوك “لا إساءة هنا وإنما أسلوبية وشغل فنان محب ومتعاطف مع الشعب الفلسطيني، في الإطار رقم اثنين لوحة سانتوس بين يدي الجمع الغاضب الذي أزال اللوحة وصادرها وأتلفها، أعتذر لسانتوس وللبرتغال ولكل الشعوب المتضامنة مع الشعب الفلسطيني، وأعتذر لفن البورتريه عن هذه الإساءة التي أخجل منها كفنان عربي. وأرجو أن لا تتكرر. معا لمحو الأمية البصرية”.