رسوم ترامب تضع أسواق الألومنيوم والصلب تحت الضغط

الاتحاد الأوروبي يدرس رده على تعريفات ترامب.  
الثلاثاء 2025/02/11
فوضى مرتقبة للطلب والأسعار

واشنطن - تراقب الأسواق العالمية بقلق تأثير الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة على قطاعي الألومنيوم والصلب، اللذين يعتبران من أبرز المنتجات الرئيسية للكثير من الصناعات، ما يضفي المزيد من التوتر على التجارة العالمية.

واجتاز الرئيس الأميركي دونالد ترامب مرحلة جديدة في الحرب التجارية التي باشرها منذ بدء ولايته، متعهدا بفرض رسوم بنسبة 25 في المئة على واردات الصلب والألومنيوم.

وسرعان ما تأثرت الأسواق بتصريحاته قبل ساعات من إعلانه مرسوما تنفيذيا بذلك، فقد انخفضت أسهم شركات صناعة الصلب في آسيا وأوروبا الاثنين، باستثناء تلك التي لديها عمليات في الولايات المتحدة، بينما ارتفع الدولار وعائدات سندات الخزانة الأميركية.

ومع تصاعد خطر اندلاع حرب تجارية متعددة الجبهات، أشار الاتحاد الأوروبي إلى أنه قد يرد على وعد ترامب بإعلان المزيد من الرسوم الجمركية المتبادلة والأوسع نطاقًا الثلاثاء أو الأربعاء لتتناسب مع تلك التي تفرضها الدول المستوردة للسلع الأميركية.

فاسو مينون: على المستثمرين الاستعداد للمزيد من الاضطرابات
فاسو مينون: على المستثمرين الاستعداد للمزيد من الاضطرابات

ويرى فاسو مينون المدير الإداري لإستراتيجية الاستثمار في بنك أو.سي.بي.سي، ومقره سنغافورة، أن الأسواق ستكون متوترة ومتقلبة مع تصاعد الحرب التجارية، ويجب على المستثمرين توخي الحذر في الوقت الحالي والاستعداد للمزيد من الاضطرابات في السوق.

وقال لرويترز “من غير الواضح ما إذا كانت الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الصلب والألومنيوم هي إستراتيجية تفاوضية قد يخففها في وقت لاحق.”

وأضاف “في النهاية، إذا تم تنفيذها فستضر بالولايات المتحدة أيضًا نظرًا لاعتمادها على الصلب والألومنيوم المستورد من كندا والمكسيك، وهما الموردان الرئيسيان لهذه المعادن إلى الولايات المتحدة.”

ووفقًا لبيانات الحكومة ومعهد الحديد والصلب الأميركي، فإن أكبر مصادر واردات الصلب الأميركية هي البرازيل وكندا والمكسيك، تليها كوريا الجنوبية وفيتنام.

وفي الوقت نفسه شكلت كندا، التي تساعد مواردها الكهرومائية الواسعة في إنتاجها المعدني، 79 في المئة من واردات الألومنيوم الأولي الأميركية في أول 11 شهرًا من عام 2024.

وسبق أن فرض ترامب خلال ولايته الأولى بين 2017 و2021 رسوما جمركية مشددة على الصلب بنسبة 25 في المئة والألومنيوم بنسبة 10 في المئة بهدف حماية الصناعة الأميركية، منددا بمنافسة غير نزيهة من دول آسيوية وأوروبية.

لكنه منح لاحقًا العديد من الشركاء التجاريين إعفاءات، بما في ذلك أستراليا والبرازيل وكندا والمكسيك، وتفاوض خليفته جو بايدن لاحقًا على صفقات حصص معفاة من الرسوم الجمركية مع بريطانيا واليابان والاتحاد الأوروبي.

أكبر مصادر واردات الصلب الأميركية هي البرازيل وكندا والمكسيك، تليها كوريا الجنوبية وفيتنام

وعلى نحو مماثل من المتوقع أن يلهم ترامب المطالبات بالإعفاء والتفاوض، وقال البعض في الحكومة وقطاع الصناعة إن تصرفه من شأنه أن يلحق الضرر بالاقتصاد الأميركي أولاً من خلال زيادة كلفة المواد الخام التي يعتمد عليها.

وقال كايل رودا كبير محللي الأسواق في شركة كابيتال.كوم، ومقرها ملبورن، إن “هذا يزيد من صدمة الأسعار المحتملة التي تلوح في الأفق. وفي الأمد القريب، فإن هذا من شأنه أن يؤدي إلى التضخم. وفي الأمد الأبعد وفي المجمل، سوف يشكل عبئًا على النمو.”

وأوضح أن هناك الآن أيضًا قضية ديناميكية “العين بالعين” الناشئة في الاقتصاد العالمي مع استجابة المنافسين مثل الصين بإجراءات مضادة.

وأضاف “في الوقت الحالي تستجيب الأسواق في الغالب لعدم اليقين. ولكن مع تزايد احتمالات اندلاع حرب تجارية شاملة سوف تضطر الأسواق إلى استبعاد النشاط الاقتصادي الأضعف بشكل متزايد.”

وأستراليا، وهي حليف إستراتيجي للولايات المتحدة، كانت تقدم عروضاً بشأن الألومنيوم والصلب منذ أشهر. وقال وزير تجارتها دون فاريل إن “الصلب والألومنيوم الأستراليين يوفران آلاف الوظائف الأميركية ذات الأجور الجيدة، وهما مفتاح لمصالحنا المشتركة.”

شركات صناعة الصلب الأوروبية تمثل نحو 15 في المئة من الواردات إلى الولايات المتحدة،

ويدرس الاتحاد الأوروبي رده على تعريفات ترامب. وقالت المفوضية الأوروبية إنها “لا ترى مبررا لفرض الرسوم الجمركية على صادراتها،” مضيفة “سنرد لحماية مصالح الشركات والعمال والمستهلكين الأوروبيين.”

وتمثل شركات صناعة الصلب الأوروبية نحو 15 في المئة من الواردات إلى الولايات المتحدة، وانخفضت أسهم أرسيلور ميتال وفويستالبين وتيسنكروب وسالزجيتر بنسبة تتراوح بين 0.6 و2.2 في المئة.

وفي كوريا الجنوبية، التي انخفضت فيها أسهم هيونداي ستيل بنحو 2.9 في المئة وسط تراجع أوسع نطاقا بين شركات صناعة الصلب المحلية، استدعت وزارة الصناعة أصحاب شركات القطاع لمناقشة كيفية تقليل تأثير التعريفات الجمركية.

وبينما رفضت نيبون ستيل اليابانية التعليق على كلام ترامب بشأن استثمارها في يو.أس ستيل، قال كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيماسا هاياشي إن الشركة “تدرس تغييرًا جريئًا في الخطة.”

وقفز استخدام طاقة مصانع الصلب الأميركية إلى مستويات أعلى من 80 في المئة خلال 2019 بعد التعريفات الجمركية الأولية التي فرضها ترامب.

لكن الطلب انخفض منذ ذلك الحين، حيث دفعت هيمنة الصين العالمية، التي لم تتأثر باستبعادها من السوق الأميركية بالتعريفات الجمركية، الأسعار إلى الانخفاض.

وتم إحياء مصهر الألومنيوم في ميسوري الأميركية من خلال التعريفات الجمركية السابقة في العام الماضي من قبل شركة ماغنيتود 7 ميتالس.

وقال كيفن ديمبسي، رئيس معهد الحديد والصلب الأميركي، إنه سيعمل مع ترامب “لتنفيذ أجندة تجارية قوية ومنتعشة لمعالجة العديد من السياسات والممارسات المشوهة للسوق الأجنبية والتي تخلق مجال لعب غير متكافئ لصانعي الصلب الأميركيين.”

10