رسالة من أبو كوجي إلى العراقيين: تحتاجون حكومة نظيفة

السفير الياباني في العراق ترك للعراقيين رسالة أخيرة تتضمن نصائح عن كيفية استفادة بلدهم من التجربة اليابانية حازت تفاعلا لافتا على فيسبوك.
السبت 2018/07/21
السفير الياباني الذي حفر محبته عميقا في قلوب العراقيين

بغداد- رسائل تقدير وحب عراقية اجتاحت وسائل التواصل الاجتماعي، إذ عبر العراقيون عن مدى حبهم للسفير الياباني في بغداد، فوميو إيواي، وعن مدى حزنهم على رحيله.

ورغم صعوبة نطق اسمه، سيحفظ العراقيون اسما يابانيا عن ظهر قلب: فوميو إيواي، السفير الياباني الذي حفر محبته عميقا في قلوب العراقيين، حتى صار رحيله يشكل غصة لأبناء بلاد الرافدين.

وتحوّل إيواي إلى ظاهرة في العراق خلال فترة عمله، إذ اشتهر من خلال فيديوهات يتوجه فيها إلى العراقيين بلغة عربية متينة، وأحيانا باللهجة العراقية التي يتقنها.

وترك السفير للعراقيين رسالة أخيرة تتضمن نصائح عن كيفية استفادة العراق من التجربة اليابانية حازت تفاعلا لافتا على فيسبوك. ويقول إيواي “إذا نظرنا إلى تاريخ العراق في السنوات الماضية منذ 2003، فسنتساءل ما هو دافع عامة العراقيين لإعادة إعمار بلدهم؟ تؤمن اليابان بأن إعادة إعمار العراق تحتاج إلى حكومة قوية ونظيفة يمكنها تنفيذ سياسات مختلفة بشكل سريع وبمساعدة الشعب”.

وأضاف “اسمحوا لي أن أكون صريحاً هنا، (..) الكثير من العراقيين لم تصل إليهم فكرة أنهم يجب أن يقوموا بإعادة الإعمار بأنفسهم. وقد يفكرون في أن إعادة الإعمار هي عمل الحكومة فقط”. ويلقب العراقيون إيواي بـ”أبو كوجي”، في بلد تتفوق فيه الألقاب على الأسماء.

وببحث بسيط باسم فوميو إيواي على فيسبوك، ستجد العشرات من الصفحات التي أنشأها معجبون به، منها صفحة “الحملة الوطنية لجعل السفير الياباني فوميو إيواي وزيرا مؤقتا للإعمار”.

وبالفعل، فقد ناشد عدد من الناشطين الدولة العراقية منح إيواي الجنسية العراقية. ويتناقل العراقيون بكثافة على وسائل التواصل الاجتماعي أشرطة الفيديو التي نشرها فوميو.

وسكن إيواي المنطقة الخضراء الشديدة التحصين في العاصمة، على غرار غالبية السفراء. لكن السفير الياباني كان الوحيد ربما الذي استطاع كسر الحواجز بينه وبين أبناء البلد. وخلال تواجده في العراق، تمكنّ من زيارة 14 محافظة من أصل 18، منها الأماكن المقدسة. وحيثما ذهب، كان يلاقي ترحيبا واسعا، كما يقول.

وتقول مصادر إن السلطات اليابانية أنهت مهام إيواي بعدما رأت أن الرجل تخلى عن مهامه الدبلوماسية الرصينة ونزل إلى شعبوية ليست من مهام عمله الحقيقي.

19