رسالة ترامب لخامنئي تتضمن مهلة شهرين للتوصل لاتفاق نووي

واشنطن - ذكر موقع أكسيوس الإخباري مساء الأربعاء أن رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي في وقت سابق من شهر مارس الجاري تضمنت مهلة شهرين للتوصل إلى اتفاق نووي جديد.
ونقل الموقع عن مسؤول أميركي ومصدرين مطلعين على الرسالة القول إن رسالة ترامب إلى خامنئي كانت "صارمة، فمن ناحية اقترحت إجراء مفاوضات بشأن اتفاق نووي جديد، لكن من ناحية أخرى، حذرت من عواقب إذا رفضت إيران العرض وواصلت دفع برنامجها النووي قدما".
وذكر ترامب في الرسالة أنه لا يريد مفاوضات مفتوحة، بل فترة زمنية مدتها شهرين للتوصل إلى اتفاق، وفقا لما ذكره مصدران للموقع.
ووفقا للموقع فليس من الواضح ما إذا كانت مهلة الشهرين تبدأ من وقت تسليم الرسالة أو من بداية المفاوضات.
وأضاف أنه في حال "رفضت إيران مساعي ترامب ولم تبدأ التفاوض، فإن فرص اتخاذ إجراءات عسكرية أميركية أو إسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية ستزداد بشكل كبير".
في 6 مارس، أعلن ترامب أنه أرسل رسالة إلى إيران، وقال إنه كتب في محتوى الرسالة "آمل أن تتفاوضوا، لأنه إذا اضطررنا للتدخل عسكريًا، سيكون الأمر فظيعًا"، مشيرًا إلى أن التوصل إلى اتفاق جديد مع طهران لا يزال ممكنًا.
كما صرح ترامب قبل أسبوعين، في مقابلة مع قناة فوكس نيوز أنه أرسل رسالة إلى الزعيم الإيراني يقترح فيها التفاوض المباشر.
وفي اليوم التالي، قال ترامب إن الولايات المتحدة "في اللحظات الأخيرة" مع إيران. وأضاف "لا يمكننا السماح لهم بامتلاك سلاح نووي. شيء ما سيحدث قريبا.
وأفادت المصادر بأن البيت الأبيض أطلع العديد من حلفاء الولايات المتحدة، بمن فيهم إسرائيل والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، على محتوى الرسالة، قبل تسليمها إلى الإيرانيين.
ورفض البيت الأبيض التعليق. ولم تستجب البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة لطلبات التعليق.
والأسبوع الماضي سلّم المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات أنور قرقاش، رسالة ترامب إلى خامنئي الذي رفض المقترح ووصفه بأنه "خدعة " تهدف فقط إلى خلق الانطباع بأن إيران ترفض التفاوض.
وقال خامنئي إنه لا يدعم المفاوضات مع الولايات المتحدة، ولكن بعد ساعات قليلة أصدرت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة بيانا على منصة إكس ولم تستبعد المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي.
وقالت في البيان "إذا كان هدف المفاوضات هو معالجة المخاوف بشأن أي عسكرة محتملة للبرنامج النووي الإيراني، فإن مثل هذه المناقشات قد تكون موضع دراسة" .
وأضافت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة أنه إذا كان هدف المحادثات هو "تفكيك البرنامج النووي السلمي الإيراني والزعم بأن ما فشل أوباما (الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما) في تحقيقه قد تم إنجازه الآن، فإن مثل هذه المفاوضات لن تتم أبداً".
وقالت وزارة الخارجية الإيرانية في إفادة صحفية في وقت سابق من هذا الأسبوع إن رسالة ترامب لا تزال قيد الدراسة ويتم صياغة رد إيران.
والاثنين قال ترامب إن الولايات المتحدة ستعتبر أي هجمات أخرى يشنها الحوثيون في اليمن صادرة من إيران، وهدد الحكومة الإيرانية بعواقب وخيمة. وأكدت إيران أنها لا تسيطر على الحوثيين.
وفي منشور على موقع "تروث سوشيال" الأربعاء، قال ترامب إن هناك تقارير تفيد بأن إيران تُقلص دعمها العسكري للحوثيين، لكنهم "ما زالوا يرسلون كميات كبيرة من الإمدادات". وجدد دعوته لإيران لوقف إمداد الحوثيين.
وقال مستشار الأمن القومي لترامب مايك والتز الأحد إن إيران بحاجة إلى "التخلي" عن جميع عناصر برنامجها النووي، بما في ذلك الصواريخ والتسليح وتخصيب اليورانيوم، "أو يمكنها مواجهة سلسلة كاملة من العواقب الأخرى"، مضيفًا "لقد عُرض على إيران مخرج من هذا".
وانسحب ترامب في 2018 من الاتفاق النووي المبرم في 2015 بين إيران وقوى عالمية وأعاد فرض عقوبات على طهران التي ردت بالتخلي عن التزاماتها النووية بعد عام.
وتنفي طهران رغبتها في صنع سلاح نووي. لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية قالت الشهر الماضي إن إيران تسرّع وتيرة تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء تصل إلى 60 في المئة، وهي نسبة قريبة من درجة 90 في المئة تقريبا اللازمة لصنع أسلحة.