رسالة تحذير رسمية لكل من يمس بـ"الثالوث الأردني المقدس"

عمان- وجه رئيس مجلس الأعيان الأردني فيصل الفايز الثلاثاء رسالة تحذير شديدة اللهجة لكل من يمس بالقيادة والجيش الأردني والأجهزة الأمنية، في تعليق على ما جد مؤخرا في فعاليات شعبية نظمت الأسبوع الماضي دعما لغزة.
وقال رئيس مجلس الأعيان، خلال افتتاح جلسة تشريعية، إنّ للأردن ثالوثا مقدسا هو الوطن والقيادة والأجهزة الأمنية والقوات المسلحة، ولا يسمح المساس به.
وشدد الفايز على أنّ “اليد التي تمتد لهذا الثالوث المقدس ستقطع، واللسان الذي يسيء إليه سيقص”. وأشار إلى أن رغم التحديات التي تمر بها المملكة يخرج من يتطاول على الوطن والأجهزة الأمنية والقوات المسلحة، وتمثل ذلك بإساءات الجمعة والتي لا يمكن السكوت عنها.
وفي رسالة موجهة لجماعة الإخوان المسلمين وبعض الأحزاب القومية، دعا الفايز الأحزاب السياسية، خاصة الممثلة في مجلس النواب، إلى استغلال هذا المنبر البرلماني للتعبير عن مواقفها السياسية تجاه مختلف القضايا، وعدم النزول إلى الشارع ودعوة الجماهير إلى التظاهر والاعتصام، واستغلال عواطف المواطنين تجاه ما يجري في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، لأن البعض يستغل هذه التظاهرات للإساءة للوطن.
وشهدت مسيرات احتجاجية دعما لغزة، شاركت فيها جماعة الإخوان وبعض الأحزاب في العاصمة عمان الجمعة، هتافات مسيئة للأجهزة الأمنية وللجيش الأردني من قبيل “الجيش العربي وين .. نايم”، في تحول خطير في خطاب المتظاهرين، أثار صدمة الأوساط الرسمية والسياسية في المملكة، وعزز المخاوف من وجود أجندات ترمي إلى إثارة فتنة في الداخل، وزعزعة الاستقرار.
◄ الفايز دعا الشعب الأردني إلى عدم الالتفات إلى ما اعتبره "دعاة الفتنة والمشككين، وأن يتصدى لكل من يتطاول على قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية"
وقال رئيس مجلس الأعيان إن الأردن العروبي الأصيل لن يسمح بنقل المعركة مع إسرائيل إلى الداخل الأردني، وحرف البوصلة عما يجري في قطاع غزة والضفة الغربية، مؤكدا أن “مصالحنا العليا والحفاظ على أمننا الوطني واستقرارنا أولوية الأولويات.”
وأضاف أن “الشعبوية والخطب الرنانة التي تلهب المشاعر لا تخدم القضية الفلسطينية، ولا توقف العدوان الإسرائيلي، بل من شأنها إثارة الفوضى والبلبلة داخل المجتمع، وعندها تبدأ قنوات مأجورة ببث الفتنة، لحرف الأنظار عن العدوان الإسرائيلي، إضافة إلى أنها تحمل الأجهزة الأمنية فوق طاقتها جراء عملها المتواصل لحماية هذه التجمعات من المندسين، في الوقت الذي تقوم فيه أجهزتنا الأمنية وقواتنا المسلحة بحماية أمننا الداخلي وحدودنا من المتربصين وقوى الشر وتجار المخدرات.”
ودعا الفايز الشعب الأردني إلى عدم الالتفات إلى ما اعتبره “دعاة الفتنة والمشككين، وأن يتصدى لكل من يتطاول على قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، فهي درع الوطن وحصنه المنيع”، داعيا الجميع إلى الالتفاف حول العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
ومنذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023، دأبت جماعة الإخوان على قيادة تظاهرات داعمة للقطاع الفلسطيني وحركة حماس. وقد شهدت بعض تلك التظاهرات احتكاكات بين الأجهزة الأمنية والمتظاهرين، لكنها في العموم كانت سلمية، وتجنب المشاركون رفع شعارات أو هتافات مستفزة للدولة ورموزها.
لكن في الفترة الأخيرة وباستئناف إسرائيل حربها على غزة، سُجل تحول في خطاب ومواقف المتظاهرين الذين لم يعودوا يوجهون غضبهم إلى إسرائيل أو حليفتها الولايات المتحدة فقط، بل صاروا يوجهونه أيضا إلى التعاطي الأردني الرسمي، الذي يعتبرونه دون المطلوب، ليصل الأمر إلى حد التشكيك في الجيش والأجهزة الأمنية.