رسائل متعددة الاتجاهات حملتها احتفالات شيعة البحرين بذكرى عاشوراء

المنامة - مرت ذكرى عاشوراء في مملكة البحرين بسلاسة وبلا ضجيج، على الرغم من محاولات بعض أصوات المعارضة في الخارج التشويش على هذا الحدث الديني بالتحذير مسبقا من موجة اعتقالات ومضايقات قد يتعرض لها المشاركون.
وقال مراقبون إن القيادة البحرينية كانت حريصة على نجاح تنظيم هذا الحدث الديني السنوي، لتوجيه رسائل للداخل والخارج بأن ما يثار حول ضرب التعددية المذهبية في البلاد ليس سوى عملية تشويه ممنهجة تشنها أدوات تعمل لصالح قوى إقليمية هدفها ضرب استقرار المملكة.
وتجمع الآلاف من الشيعة في العاصمة المنامة من مختلف أنحاء البحرين للمشاركة في مسيرة عاشوراء الاثنين. وغطت الدماء أجساد المشاركين في الموكب مع ضرب أنفسهم بآلات حادة وسلاسل وسيوف في محاولة لتجربة الآلام التي تعرض لها الإمام الحسين، حفيد النبي محمد، عند مقتله في معركة في كربلاء قبل 1300 عام.
وبخلاف العامين الماضيين، أقيمت الطقوس هذا العام في البحرين دون قيود كوفيد - 19، وكانت الأجهزة الأمنية حاضرة بقوة لتأمين مواكب عاشوراء.

الملك حمد بن عيسى آل خليفة: إحياء عاشوراء يؤكد رحابة البحرين كمجتمع منفتح ومتجانس
وأعرب العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة الأربعاء عن اعتزازه بجهود فريق البحرين الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، في تهيئة سبل النجاح وتوفير كافة المقومات المطلوبة خلال مراسم إحياء ذكرى عاشوراء، التي ستبقى بخصوصيتها وطابعها الروحاني، أبرز أركان الحريات الدينية والتعددية المذهبية التي تنعم بها المملكة على امتداد العصور.
ونقلت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية عن الملك حمد قوله إن إحياء ذكرى عاشوراء هذا العام اتسم بأعلى مستويات من الانضباط والتنظيم، بما يؤكد رحابة البحرين كمجتمع منفتح ومتجانس، وواحة إخاء وسلام، وسط عالم لا سبيل أمامه إلا التعايش والتعاون من أجل صالح الجميع.
وثمّن العاهل البحريني ما قامت به الأجهزة الحكومية، كل في مجاله، من جهود حثيثة ومتكاملة لإحياء الذكرى، مشيدا بتقديم كافة الخدمات الأمنية والمجتمعية، وإحاطة الشعائر بالعناية والمتابعة اللازمة لضمان ممارستها بحرية وأريحية.
وخص الملك بالإشادة المؤسسات والأجهزة المعنية وعلى رأسها وزارة الداخلية ومجلس الأوقاف الجعفرية والعلماء والمشايخ ورؤساء المآتم واللجان المشرفة وجهود فرق العمل الميدانية من المتطوعين، مثمنا ما أبداه الجميع خلال إحياء ذكرى عاشوراء من وعي ومسؤولية وطنية، شاكرا حسن المتابعة ودقة وسلاسة التنظيم.
وتعكس ردود فعل المشاركين في طقوس عاشوراء ارتياحا كبيرا للجهود التي بذلتها السلطات البحرينية لتأمين المشاركين. وقال رمزي غلوم، المواطن البحريني “أجواء العاشر من محرم أجواء طبيعية وإن شاء الله تمر على خير على الجميع مأجورين ومشافين”.
ويحيي الشيعة ذكرى مقتل الإمام الحسين في العاشر من شهر محرّم العام 680 هجرية على يد جنود الخليفة الأموي يزيد خلال معركة في كربلاء منذ قرون بمواكب وشعائر تجري في بلدان عدة، لكن لها رمزية كبرى في كربلاء بالعراق.