رسائل سرية من واشنطن لكييف تحثها على التفاوض مع موسكو

المخاوف الأميركية من استمرار الحرب لسنوات طويلة مع الخسائر الفادحة التي ألحقها الصراع بالاقتصاد العالمي تدفعها إلى البحث عن التسوية.
الأحد 2022/11/06
الحماس لإغداق المساعدات بدأ يتراجع

واشنطن – يبدو أن الولايات المتحدة بدأت ترسل تحت الطاولة رسائل إلى كييف من أجل حثها على التفاوض مع موسكو، مع دخول الصراع الروسي - الأوكراني شهره الثامن، دون بوادر أمل بحل قريب ووسط تراجع حماس بعض الدول الأوروبية التي أغدقت المساعدات على أوكرانيا.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست السبت أن إدارة بايدن تشجع سرا قادة أوكرانيا على التعبير عن انفتاحهم على التفاوض مع روسيا، والتخلي عن رفضهم العلني للمشاركة في محادثات سلام إلا بعد إزاحة الرئيس فلاديمير بوتين عن السلطة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها على دراية بالمناقشات قولها إن طلب المسؤولين الأميركيين لا يهدف إلى الضغط على أوكرانيا للجلوس إلى طاولة المفاوضات، بل محاولة محسوبة لضمان أن تحافظ كييف على دعم دول أخرى تخشى من تأجيج الحرب لسنوات كثيرة قادمة.

وكشفت المصادر عن أن المناقشات أوضحت مدى صعوبة موقف إدارة بايدن بشأن أوكرانيا، حيث تعهد المسؤولون الأميركيون علنا بدعم كييف بمبالغ ضخمة من المساعدات "لأطول فترة ممكنة"، بينما يأملون في التوصل إلى حل للصراع المستمر منذ ثمانية أشهر وألحق خسائر فادحة بالاقتصاد العالمي وأثار مخاوف من اندلاع حرب نووية.

وعلى الرغم من أن المسؤولين الأميركيين أيدوا موقف نظرائهم الأوكرانيين بأن بوتين ليس جادا في الوقت الحالي بشأن المفاوضات، لكنهم أقروا بأن رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الدخول في محادثات معه أثار مخاوف عدة في أجزاء من أوروبا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، وهي المناطق التي ظهر فيها تأثير الصراع الدائر منذ أشهر على تكاليف الغذاء والوقود على نحو كبير.

ولم يرد مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض عندما سئل عما إذا كان التقرير دقيقا، في حين قال المتحدث باسم وزارة الخارجية "قلنا من قبل وسنقولها مرة أخرى: الأفعال أبلغ من الأقوال. إذا كانت روسيا مستعدة للتفاوض فعليها أن توقف قنابلها وصواريخها وتسحب قواتها من أوكرانيا".

وأضاف "يواصل الكرملين تصعيد هذه الحرب. الكرملين لم يظهر استعدادا للانخراط بجدية في المفاوضات حتى قبل أن يبدأ غزوه الشامل لأوكرانيا".

وأشار المتحدث إلى تصريحات زيلينسكي الجمعة، والتي قال فيها "نحن مستعدون للسلام، لسلام عادل وعلى نحو منصف وقد عبرنا عن صيغته مرات كثيرة".

وقال زيلينسكي في خطابه المسائي للشعب الأوكراني الجمعة "العالم يعرف موقفنا. احترام ميثاق الأمم المتحدة واحترام وحدة أراضينا واحترام شعبنا".

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان خلال زيارة إلى كييف الجمعة إن دعم واشنطن لأوكرانيا سيظل "ثابتا وراسخا"، بعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الثلاثاء المقبل.

ومنذ انطلاق العملية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية في الرابع والعشرين من فبراير الماضي، وقفت واشنطن إلى جانب كييف، داعمة إياها بالمساعدات الإنسانية والعسكرية، مغدقة المليارات من الدولارات من أجل تسليح القوات الأوكرانية، وكذلك اصطفت الدول الأوروبية إلى جانب أوكرانيا، داعمة إياها بالسلاح والعتاد.

لكن هذا الصراع أثار العديد من المخاوف حول العالم، لاسيما مع ارتفاع نسب التضخم الاقتصادي، وارتفاع أسعار الحبوب والقمح، فضلا عن النفط والطاقة.