رسائل "حسن نية" مصرية لدعم جهود المصالحة مع قطر

الرياض - أوفدت القاهرة وزير خارجيتها سامح شكري للمشاركة في أعمال القمة الخليجية التي تحتضنها مدينة العلا السعودية وسط ترجيحات قوية بأن تشهد اتفاقا رسميا لإنهاء خلاف الرباعي العربي مع قطر.
ووافقت القاهرة في خطوة مبدئية على فتح أجوائها أمام الطائرات القطرية في استدارة تأتي في سياق رغبتها في التهدئة ودعم الجهود لتحقيق مسار مصالحة حقيقية دون المساس بالثوابت المصرية.
وبعد أن راجت أنباء عن مشاركة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، حسمت القاهرة قرارها وأوفدت وزير خارجيتها سامح شكري.
ومن المتوقع أن تشهد القمة توقيع اتفاق مصالحة بين الدول الخليجية وقطر، وسبق وأن أبدت القاهرة ترحيبا حذرا بجهود حل الأزمة مشددة في الآن ذاته على مطالبها السابقة.
ويرى مراقبون أن حضور وزير الخارجية وليس الرئيس المصري يشي بأنه لن تكون هناك مصالحة تامة، قبل أن تختبر القاهرة مزاج الدوحة وجديتها إزاء عملية المصالحة برمتها وما ستقدمه من رؤى للاستجابة إلى مطالب الرباعي العربي.
وبدت إشارات القاهرة إيجابية تجاه المصالحة وتهدئة القضايا الخلافية في المنطقة، لاسيما تخفيف الاستثمار القطري التركي في ورقة الإخوان استباقا لتسلم الإدارة الأميركية الجديدة مهامها.
ويرتبط الموقف المصري بمدى الضمانات التي تقدمها الدوحة بعدم تراجعها عن تعهداتها، مثلما كان الحال في المصالحة الخليجية السابقة والتوقف عن دعم جماعة الإخوان وتمويل تنظيمات متطرفة، فضلا عن علاقتها مع تركيا.
وكانت دوائر عربية شككت في قدرة الدوحة على الاستجابة لشروط الرباعي العربي المقاطع أو جزء منها، لأنها ستضطرها إلى التغيير في الكثير من البنى السياسية والإعلامية التي يستمد النظام القطري منها قوته.
وتنطلق أعمال القمة الخليجية الـ41 الثلاثاء، والتي يرأسها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز بتمثيل رسمي متباين، بعد نجاح الكويت في تحقيق اختراق هام يؤسس لمصالحة بين الرياض والدوحة.
ووصل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الثلاثاء إلى مدينة العلا السعودية للمشاركة في قمة مجلس التعاون الخليجي.
وكان في استقبال أمير قطر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي عانقه عند نزوله من الطائرة، بحسب قناة "الإخبارية" السعودية.
ويترأس أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وفد بلاده إلى القمة، ضمن المساعي التي قادها لتحقيق المصالحة، وهي أول زيارة خارجية له منذ توليه مقاليد الحكم في 30 سبتمبر الماضي.
وسعت الكويت والولايات المتحدة لإنهاء الخلاف الذي قطعت فيه السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها الدبلوماسية والتجارية إلى جانب روابط السفر مع قطر في منتصف عام 2017.
إلى ذلك، ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية أن نائب رئيس دولة الإمارات وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد توجه على رأس وفد الدولة إلى السعودية للمشاركة في القمة الـ41 لقادة مجلس التعاون الخليجي.
وفي سلطنة عمان، يرأس نائب رئيس الوزراء فهد بن محمود آل سعيد وفد بلاده إلى القمة، نيابة عن السلطان هيثم بن طارق، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء العمانية دون إعلان أسباب غياب بن طارق عن القمة الخليجية.
كما أعلنت البحرين، أن العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة أناب نجله ولي العهد الأمير سلمان ليترأس وفد بلاده بالقمة الخليجية، لتكون ثالث تمثيل خليجي أدنى من قائد البلاد بعد سلطنة عمان والإمارات.