رسائل إيجابية من روسيا وإيران لا تكفي لطمأنة سوريا

القيادة السورية الجديدة تحرص على الإبقاء على مسافة مع إيران.
الخميس 2025/02/13
وزير الخارجية السوري: نريد من روسيا وإيران المزيد من الضمانات

دمشق - تحرص روسيا وإيران على توجيه رسائل إيجابية للإدارة الانتقالية في سوريا للحفاظ على الحد الأدنى من مصالحهما في هذا البلد، لكن فجوة الثقة بين الجانبين لا تزال قائمة.

وقدمت روسيا وإيران كل أشكال الدعم للنظام السوري السابق، وساهمت الدولتان في صموده لسنوات قبل انهياره على أيدي هيئة تحرير الشام والتنظيمات المتحالفة معها في ديسمبر الماضي إثر عملية عسكرية مباغتة.

وتمتلك موسكو وطهران مصالح إستراتيجية في سوريا، لكن التغير الطارئ ألحق ضررا بالغا بتلك المصالح، لفائدة جهات إقليمية مثل تركيا، وهو ما يدفع كليهما للتحرك وتلافي المزيد من الخسائر.

وكشف الكرملين، الأربعاء، عن اتصال هاتفي جرى بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره السوري أحمد الشرع.

وذكر الكرملين في بيان أن “فلاديمير بوتين تمنى لأحمد الشرع النجاح في خوض المهمات التي تواجه القيادة الجديدة للبلاد لصالح الشعب السوري.”

وأضاف البيان أن بوتين أكد دعمه “وحدة الأراضي السورية،” وأعرب عن استعداده لتقديم المساعدة من أجل تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي في سوريا.

وتحاول روسيا الحفاظ على قاعدتي طرطوس البحرية، وحميميم الجوية، لكن القيادة السورية الجديدة تطالب بتعديلات في الاتفاقيات السابقة، وتطرح فكرة تسليم الرئيس السابق بشار الأسد مقابل استمرار الوجود الروسي في البلاد.

بوتين أبدى خلال اتصال هاتفي مع الشرع استعدادا لتقديم المساعدة من أجل تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي في سوريا

وأقدمت القيادة السورية في نهاية يناير الماضي على إلغاء عقد يمتد لـ49 عاما مع شركة “ستروي ترانس غاز” الروسية لإدارة وتشغيل ميناء طرطوس، وليس من المستبعد أن تتخذ نفس الخطوة في ما يتعلق بالقاعدتين، لاسيما في ظل ضغوط غربية وأيضا تركية.

وقال وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني في وقت سابق الأربعاء، إن بلاده تلقت رسائل إيجابية من روسيا وإيران، إلا أنها تريد مزيدا من الضمانات من الحليفين الرئيسيين للرئيس السابق بشار الأسد اللذين يسعيان الآن إلى استعادة نفوذهما بعد الإطاحة به.

وأضاف الشيباني في القمة العالمية للحكومات 2025 في دبي “هناك رسائل إيجابية، لكن نريد أن تتحول هذه الرسائل الإيجابية إلى سياسات واضحة يشعر الشعب السوري تجاهها بالاطمئنان”، وتابع “توجد رسائل واضحة باحترام الإدارة السورية الحالية وسيادة الشعب السوري… هناك جراح للشعب السوري وآلام عانى منها الشعب السوري على يد هاتين الدولتين.”

وبعد اندلاع الصراع في سوريا في العام 2011، والذي سرعان ما تحول إلى حرب أهلية، تدخلت روسيا وإيران عسكريا لمساعدة الأسد في استعادة السيطرة على جزء كبير من البلاد. ولكن في نهاية المطاف أطاح الهجوم الخاطف لهيئة تحرير الشام بالنظام، وأجبر الأسد على الفرار إلى موسكو.

ولا تزال هناك نقاط استفهام كبيرة حول العملية العسكرية التي شنتها الهيئة وما شاب الموقفين الإيراني ولاسيما الروسي.

ويرى متابعون أن القيادة السورية الجديدة تتعاطى حتى الآن ببراغماتية شديدة، ولئن تحرص على الإبقاء على مسافة مع إيران، لكنها منفتحة على علاقة جيدة مع روسيا في إطار لعبة التوازنات مع الغرب.

والتقى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف مع الرئيس السوري أحمد الشرع في دمشق الشهر الماضي.

وقال مسؤول إيراني كبير لرويترز في ديسمبر الماضي إن طهران فتحت خط اتصال مباشر مع القيادة السورية الجديدة.

2