رسائل أميركية جديدة إلى الأسد عبر مدير الأمن اللبناني

دمشق – يبدو أن المدير العام للأمن اللبناني، اللواء عباس إبراهيم، عاد من زيارته لواشنطن حاملا معه رسائل أميركية للنظام السوري بشأن الإفراج عن مواطنها المحتجز في سوريا، أوستن تايس.
وذكرت قناة "الجديد" اللبنانية السبت أنّ المدير العام للأمن توجه إلى دمشق مباشرة بعد زيارته واشنطن الشهر الماضي، لبحث ملف الرهائن الأميركيين.
ونقلت القناة اللبنانية عن إبراهيم قوله "بعد زيارتي لواشنطن زرت سوريا لمدة يومين، والبحث في موضوع أوستن تايس لم يتوقف ولن يتوقف ووعدت والدته أن موضوع العقوبات لن يمنعني من إكمال ملف نجلها".
وكانت أوساط لبنانية قالت إن إبراهيم حمل معه جملة من مطالب النظام السوري لعرضها على المسؤولين الأميركيين مقابل التعاطي بإيجابية مع ملف الرهائن الأميركيين الذين تنكر دمشق أن تكون لها صلة بهم أو أنها تحتجزهم.
وتضم قائمة المحتجزين الأميركيين أوستن تايس (37 عاما) وهو جندي سابق في البحرية الأميركية ومصور صحافي، جرى اعتقاله بحسب بيان لمكتب التحقيقات الفيدرالي، في 13 أغسطس 2012، عند حاجز خارج العاصمة السورية على إثر إجرائه حوارات مع عناصر من المعارضة السورية في مدينة داريا جنوب دمشق.
ويرفض النظام السوري الإقرار بمسؤوليته عن اختطاف تايس حيث قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، في عام 2016، إن "تايس ليس موجودا لدى السلطات السورية، ولا توجد أدنى معلومات تتعلق به".
وتشكك الولايات المتحدة في الرواية الرسمية السورية بناء على معطيات لديها، وكشف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في أغسطس الماضي أن الرئيس دونالد ترامب وجه رسالة إلى النظام السوري في مارس، لفتح حوار حول أوستن.
وأجرى مدير الأمن العام اللبناني أثناء زيارته للولايات المتحدة أكتوبر الماضي محادثات مع كبار مسؤولي الإدارة الأميركية، بالتزامن مع سعي واشنطن لحل نزاع الطاقة بين لبنان وإسرائيل، والإفراج عن صحافي تايس ومصير الأميركيين الذين ما زالوا محتجزين في سوريا.
وجعل الرئيس الأميركي دونالد ترامب ملف الإفراج عن "رهائن" ومواطنين أميركيين "معتقلين" في الخارج من إحدى أولوياته على مدار سنوات حكمه الأربع. وسجّل عددا من النقاط في هذا المجال، لعل أبرزها إعادة أميركيين من كوريا الشمالية وإيران في عمليات جرى بعضها ضمن صفقات تبادل.
ولعب اللواء عباس إبراهيم دورا محوريا في إحدى تلك الصفقات حيث نجح في إطلاق سراح المواطن اللبناني – الأميركي نزار زكا الخبير في تكنولوجيا الاتصالات والمعلوماتية في يونيو الماضي بعد سنوات من اعتقاله في طهران بتهمة التجسس لصالح واشنطن.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد تبنى قضية تايس الصحافي بالقطعة والضابط السابق في مشاة البحرية الأميركية والذي اختفى أثناء ممارسة عمله الصحافي في سوريا عام 2012.
والعام الماضي أبدت الحكومة الأميركية اعتقادها بأن تايس لا يزال على قيد الحياة. وفي يناير الماضي قالت والدته ديبرا إن لديها "معلومات ذات مصداقية" تفيد بأن ابنها لا يزال على قيد الحياة.
وأعلنت السلطات الأميركية في عام 2018 عن مكافأة مقدارها مليون دولار لمن يقدم أي معلومات يمكن أن تقود إلى تحرير تايس.
ووجّه ترامب إلى نظيره السوري بشار الأسد، مارس الماضي، رسالة شخصية حول الصحافي الأميركي أوستن تايس الذي خُطف قبل ثماني سنوات في سوريا.
وجاء في بيان أصدره وزير الخارجية الأميركي في الذكرى السنوية الثامنة أغسطس الماضي لفقدان أثر الصحافي أن "الحكومة الأميركية حاولت مرارا التواصل مع مسؤولين سوريين للإفراج عن أوستن".
وكان تايس يعمل مصورا صحافيا لحساب وكالة "فرانس برس" و"ماكلاتشي نيوز"، و"واشنطن بوست"، و"سي.بي.أس" وغيرها من المنظمات الإخبارية، عندما فقد أثره إثر توقيفه عند حاجز قرب دمشق في 14 أغسطس 2012.
وبعد شهر، ظهر تايس الذي كان يبلغ 31 عاما عند احتجازه، في تسجيل فيديو وهو محتجز معصوب العينين لدى جماعة غير معروفة من المسلحين.
ومن ذاك الحين لم ترد أي معلومات رسمية عما إذا كان حيا أو ميتا.
وفي مارس، قال الرئيس الأميركي إن الولايات المتحدة وجّهت رسالة إلى السلطات في دمشق من دون أن يوضح أنه هو شخصيا من وجّه الرسالة إلى الأسد، الذي تسعى واشنطن إلى إطاحته.
وحينها قال ترامب إنه لا يعرف ما إذا كان تايس على قيد الحياة.
وقال إن "الإفراج عن أوستن تايس وإعادته إلى الوطن طال انتظاره. سنبذل أقصى جهودنا لتحقيق هذا الهدف".