رد مصري حاسم على مزاعم تقديم مساعدات عسكرية لإسرائيل

الهيئة العامة للاستعلامات المصرية تنفي مرور طائرات عسكرية في الأجواء فوق سيناء متجهة نحو إسرائيل ملمحة الى أن الإخوان يقفون وراء الشائعات.
الأربعاء 2025/03/26
مصر تلعب دورا فعالا لإنهاء الحرب على غزة

القاهرة - نفت الهيئة العامة للاستعلامات المصرية التابعة لرئاسة الجمهورية أنباء انتشرت خلال الآونة الأخيرة بشأن تقديم القاهرة "مساعدات عسكرية لإسرائيل"، وقالت إنها ادعاءات "مختلقة وكاذبة" وتمثل "الدرك الأسفل من الكذب".

وأصدرت الهيئة العامة للاستعلامات، التابعة لرئاسة الجمهورية، مساء الثلاثاء بيانا نفت فيه بشكل قاطع تلك الأنباء، واتهمت الوسائل التي تداولتها بـ"الانفصام المرضي عن الواقع" و"الإدمان المزمن على اختلاق الأكاذيب".

ويأتي هذا البيان في ظل ظروف إقليمية حساسة، حيث تتصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، وتزداد حدة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

ويعكس هذا البيان حرص مصر على الحفاظ على دورها الإقليمي كوسيط نزيه في جهود السلام، وتأكيد موقفها الثابت تجاه القضية الفلسطينية، والتصدي للشائعات التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة.

وأوضحت الهيئة، في بيان رسمي، أن "هذه الادعاءات تأتي ضمن حملة لنشر الأكاذيب حول المواقف المصرية منذ الإطاحة بحكم الجماعة الإرهابية (في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في البلاد)".

وأضافت "أن هذان الانفصام والإدمان هما اللذان غيبا حقيقة أن مصر هي التي أسست منذ بدء العدوان للرفض العربي والدولي القاطع لتصفية القضية الفلسطينية بتهجير الأشقاء من أرضهم بقطاع غزة، وهو ما جعلها موضعا لحملات عديدة من مسؤولي ووسائل إعلام دولة الاحتلال، سواء ضد مواقفها المبدئية أو على جيشها العظيم".

وأكد البيان أن الموقف المصري من "العدوان" على غزة ثابت وواضح، حيث "بذلت مصر جهودا متواصلة لدعم الفلسطينيين عبر تقديم أكثر من 75 بالمئة من المساعدات الإنسانية، واستقبال الجرحى للعلاج، إضافة إلى دورها القيادي في رفض محاولات تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة".

وشددت الهيئة على أن مصر، التي تقود الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب وتدعم إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، تظل ملتزمة بمبادئها الثابتة في دعم الحقوق الفلسطينية و"رفض الاحتلال والعدوان".

ولم تُحدّد الهيئة في بيانها مصدر المزاعم التي نفتها، لكن صدور النفي يأتي وسط تصاعد التوترات في المنطقة على خلفية الحرب المستمرة في غزة.

وكانت مؤسسة سيناء لحقوق الإنسان، قد نشرت، الإثنين، بيانا بعنوان "جسر جوي عبر سيناء إلى إسرائيل قبل استئناف الحرب على غزة. مصر تبرر مرور السلاح في البحر، فكيف تبرر مروره في الجو؟".

وعادت المؤسسة وحذفت البيان، الثلاثاء، وقالت إن ذلك جاء في إطار "تحري الدقة والمصداقية"، مقدمة اعتذارا "نظرا لاحتوائه على استنتاجات لم تستكمل كافة أطر المراجعة والتحقق قبل نشره".

وتحدث البيان عن مقاطع فيديو مصورة، زعم أنها "تظهر طائرات شحن عسكرية تم تصويرها محلقة على ارتفاع جوي منخفض في وسط سيناء، وهي متجهة إلى الحدود الشرقية لمصر مع إسرائيل".

وأضاف أنه "رغم التوثق من صحة مقاطع الفيديو التي اعتمد عليها البيان، فإن المؤسسة تعتذر عن نشر البيان وذلك لعدم التوصل إلى أدلة تجزم بشكل حاسم بهبوط تلك الطائرات في الأراضي الإسرائيلية، وكذلك مكونات حمولتها".

وتأتي هذه الشائعات في وقت قدمت مصر مقترحا جديدا يهدف إلى استئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة، فيما تواصل إسرائيل توسيع عملياتها العسكرية في القطاع المدمر.

واستأنفت إسرائيل عملياتها الجوية والبرية ضد حركة حماس الثلاثاء الماضي، مما أنهى عمليا فترة هدوء نسبي استمرت نحو شهرين.

وكانت مصادر أمنية أكدت لوكالة رويترز، الإثنين، أن مصر "قدمت مقترحا جديدا" من أجل استئناف اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأوضحت الوكالة أن المقترح "تم تقديمه الأسبوع الماضي، وينص على إطلاق حركة حماس سراح 5 رهائن إسرائيليين أسبوعيا، مقابل أن تبدأ إسرائيل المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، في أعقاب الأسبوع الأول من بدء تنفيذ المقترح الجديد".

وقال المصدران إن الولايات المتحدة وحماس وافقتا على الاقتراح لكن إسرائيل لم ترد بعد. ولم يؤكد مسؤول في حركة حماس الخطة المقترحة لكنه قال لوكالة رويترز "عدة مقترحات يجري نقاشها الآن مع الوسطاء لجسر الهوة والعمل على استئناف المفاوضات والوصول إلى نقطة متفق عليها تمهدا للدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق."

ولفت المصدران إلى أن المقترح المصري يتضمن أيضا جدولا زمنيا لانسحاب إسرائيل الكامل من غزة، بدعم من ضمانات أميركية، مقابل إطلاق سراح الرهائن.