رد إسرائيلي سريع على إيران بقصف مواقع لها في دمشق

دمشق - لم تنتظر إسرائيل طويلا للرد على التهديدات الإيرانية، لتباغتها فجر الاثنين، بقصف لمواقع تابعة لها في ريف دمشق، مما أدى إلى سقوط عدد من القتلى في صفوف عناصرها.
ويأتي الرد الإسرائيلي بعد يوم واحد من توعد طهران بوضع حد لتل أبيب في حال استمرت في تجاوز الخطوط الحمراء، معتقدة أن إسرائيل لن تجرؤ على الاستمرار في استهداف عناصرها في غياب غطاء أميركي.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله إنّه "في تمام الساعة الواحدة و18 دقيقة من فجر الاثنين نفذت إسرائيل عدوانا برشقات صواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل واتجاه الجليل، مستهدفا بعض الأهداف في محيط مدينة دمشق".
وأكد المصدر أن الدفاع الجوي السوري تصدى للصواريخ "وأسقط معظمها"، من دون أن يُعطي المزيد من التفاصيل.
وأورد المرصد السوري بدوره أن الغارات الإسرائيلية استهدفت عدة مواقع للجيش السوري، بينها "مقرات تتواجد فيها مستودعات أسلحة وصواريخ تابعة للإيرانيين والميليشيات الموالية لهم".
وأسفرت الغارات، وفق المرصد، عن مقتل تسعة مسلحين موالين لإيران من جنسيات غير سورية وعربية. ولم يتمكن المرصد من تحديد جنسيات القتلى الذين سقط غالبيتهم في القصف الذي طال المستودعات.
وكان المرصد أفاد في وقت سابق عن مقتل ستة من المسلحين الموالين لإيران، والذين يوجدون في سوريا دعما لقوات النظام.
ولم يصدر أي تعليق من الجانب الإسرائيلي بشأن الضربات.
وكثّفت إسرائيل في الأشهر الأخيرة وتيرة استهدافها لمواقع عسكرية للنظام، وأخرى للقوات الإيرانية والمجموعات الموالية لها في مناطق عدة في سوريا.
وأوقعت غارات إسرائيلية في 13 يناير الحالي على مخازن أسلحة ومواقع عسكرية في شرق سوريا 57 قتيلا على الأقل من قوات النظام ومجموعات موالية لإيران، في حصيلة تُعدّ الأعلى منذ بدء الضربات الإسرائيلية في سوريا.
ونادرا ما تؤكد إسرائيل تنفيذ ضربات في سوريا، لكن الجيش الإسرائيلي ذكر في تقريره السنوي أنّه قصف خلال العام 2020 حوالي 50 هدفا في سوريا، من دون أن يقدّم تفاصيل عنها.
وتكرّر إسرائيل أنها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران الرامية إلى ترسيخ وجودها العسكري في سوريا.
وعلى مر الحرب السورية، دعمت إيران حليفها في دمشق، وأنشأت العشرات من الميليشيا المرتبطة بها في البلاد لاسيما في دير الزور، كما سلّحت ودربت العشرات من الفصائل أيضا دفاعا عن مصالحها والنظام السوري.
وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي، قال أواخر العام الماضي، إن الضربات الصاروخية الإسرائيلية "أبطأت ترسيخ وجود إيران في سوريا" بقصف أكثر من 500 هدف في 2020.
وتقول مصادر مخابرات غربية إن إيران وسعت نفوذها العسكري في سوريا في السنوات الأخيرة، مما دفع إسرائيل إلى تصعيد حملتها لمنع طهران من الوصول إلى الحدود.
وتسيطر فصائل مسلحة مدعومة من إيران على مساحات شاسعة في شرق وجنوب وشمال غرب سوريا وضواح عديدة حول دمشق. وتسيطر الفصائل أيضا على مناطق الحدود بين لبنان وسوريا.
وركزت إسرائيل، التي شنت في الشهرين الأخيرين بعضا من أكبر هجماتها حتى الآن داخل سوريا، على مدينة البوكمال السورية التي تتحكم في نقطة التفتيش الحدودية على الطريق السريع الرئيسي بين بغداد ودمشق.
والحملة العسكرية الآخذة في الاتساع جزء مما يسمى "حملة بين الحروب"، والتي يقول قادة عسكريون إسرائيليون ومصادر مخابرات إقليمية إنها تحظى بموافقة ضمنية من الولايات المتحدة.
وتقول مصادر بمخابرات إقليمية إن العمليات التي تهدف إلى منع طهران من تغيير ميزان القوى في سوريا لصالحها، نالت تدريجيا من القوة العسكرية الإيرانية دون أن تؤدي إلى زيادة كبيرة في الأعمال القتالية.