ردّا على انتقادات ترامب.. الصحة العالمية: لا لتسييس الأزمة

تيدروس يدعو كل من الولايات المتحدة والصين إلى التحلي بالقيادة النزيهة وتوحيد الجهود لمكافحة كورونا.
الخميس 2020/04/09
رفض استغلال الأزمة لأهداف سياسية ضيقة

جنيف - أعرب مدير منظمة الصحة العالمية عن رفضه انتقادات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لجهود المنظمة في مجابهة فايروس كورونا المستجد، رافضا تسييس هذه الأزمة من أجل تحقيق مصالح ضيّقة.

ودافع مدير المنظمة تيدروس أدهانوم جيبريسوس بشدة عن الطريقة التي تتعامل بها المنظمة مع وباء كوفيد-19 وذلك ردا على سؤال بشأن انتقاد ترامب وتلميحات بأن واشنطن قد تعيد النظر في التمويل الذي تقدمه للمنظمة.

ودعا تيدروس إلى ضرورة تحلي كل من الولايات المتحدة والصين بالقيادة النزيهة، كما دعا الزعماء إلى عدم "تسييس" الأزمة الناجمة عن تفشي الفايروس، إضافة إلى توحيد الجهود العالمية والوطنية لمكافحة هذا الوباء الذي اجتاح العالم وعد توظيف سياسيا.

وقال مدير المنظمة إنه يتوقع استمرار التمويل الأميركي بالدعم التقليدي من الحزبين.

ووفقا للأرقام الأميركية، فقد تجاوزت مساهمات واشنطن لمنظمة الصحة العالمية في عام 2019 مبلغ 400 مليون دولار، أي ما يقرب من مثلي ثاني أكبر دولة مانحة.

ويُظهر موقع منظمة الصحة العالمية على شبكة الإنترنت أن الولايات المتحدة أكبر مانح لها، حيث يساهم بنحو 15 في المئة من الميزانية.

وكرر ترامب وإدارته انتقاداته للمنظمة، كما قال وزير الخارجية مايك بومبيو إن واشنطن تعيد تقييم التمويل الأميركي للمنظمة، مضيفا أن المنظمات الدولية التي تستخدم أموال دافعي الضرائب الأميركيين يجب عليها أن تحقق أهدافها، ولكنه اعترض على تغيير القيادة في منظمة الصحة العالمية في الوقت الراهن.

وقال ترامب في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض حول فيروس كورونا إن تمويل بكين يمثل جزءا صغيرا من مساهمة واشنطن لمنظمة الصحة العالمية وإن ذلك "ليس منصفا على الإطلاق ". وأضاف "لذا سنقوم بالدراسة والتحقق. وسنتخذ قرارا بشأن ما نقوم به".

وذكر أن منظمة الصحة أصدرت بيانا في 14 يناير قالت فيه إنه "لم يكن هناك انتقال للمرض من شخص لآخر" وانتقدته "بشدة" عندما قال إنه سيعلق الرحلات الجوية من الصين.

في المقابل تؤكد منظمة الصحة أنها "أبقت العالم على علم بآخر البيانات والمعلومات والأدلة" وأشارت إلى أن الخميس يصادف مرور 100 يوم على إبلاغ الصين لأول مرة بحالات "الالتهاب الرئوي بدون سبب معروف" في 31 ديسمبر.

ويأتي رد منظمة الصحة العالمية على انتقادات الرئيس الأميركي، فيما تكافح الولايات المتحدة كبقية دول العالم في حرب ضد عدو غير مرئي.

وسجّلت الولايات المتحدة، لليوم الثاني على التوالي، وفاة حوالي ألفي شخص من جرّاء الفايروس المستجدّ خلال 24 ساعة، في أعلى حصيلة يومية على الإطلاق يسجّلها بلد في العالم منذ ظهور الوباء.

وأظهرت بيانات الجامعة التي تُعتبر مرجعاً في تتبّع الإصابات والوفيات الناجمة عن فايروس كورونا المستجدّ أنّ الوباء حصد في الولايات المتّحدة في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة أرواح 1973 مصاباً بالفايروس (مقابل 1939 في اليوم السابق)، ليصل بذلك العدد الإجمالي للوفيات الناجمة عن كوفيد-19 في هذا البلد إلى 14.695 حالة وفاة.

وبهذه الحصيلة الجديدة، أصبحت الولايات المتحدة في المرتبة الثانية عالمياً من حيث عدد الوفيات الناجمة عن الفيروس إذ إنّها تخطّت إسبانيا (14.555 وفاة) لكنّها لا تزال خلف إيطاليا التي سجّلت لغاية اليوم 17.669 وفاة.

على الصعيد العالمي، تخطت حصيلة المصابين بكورونا في العالم 1,5 مليون شخص، وفق تعداد وضعته وكالة الصحافة الفرنسية، استنادا إلى مصادر رسمية.

وتم إحصاء ما لا يقل عن 1,502478 إصابة بينها 87320 وفاة في 192 بلدا ومنطقة.

ولا تمثل هذه الحصيلة استنادا إلى الأرقام الرسمية الصادرة عن السلطات الوطنية ومعلومات منظمة الصحة العالمية، سوى جزء من الحصيلة الفعلية لوباء كوفيد-19، إذ تبقى الفحوص لكشف الإصابات في العديد من الدول محصورة بالحالات المبلغ عنها.

توحيد الجهود
توحيد الجهود