ردود فعل منددة بتصريحات قرداحي في لبنان

بيروت ـ استنكر الشيخ عبداللطيف دريان مفتي الجمهورية اللبنانية تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي ضد السعودية والإمارات، مؤكدا حرص بلاده على "أفضل مستوى ممكن" من العلاقات مع هاتين الدولتين.

وأكد دريان الخميس في بيان أن "التعرض للمملكة العربية السعودية ولدولة الإمارات العربية المتحدة ولسائر دول مجلس التعاون الخليجي مرفوض من أي كان "مهما علا شأنه"، إلا "لمن له نوايا سيئة ويحمل في نفسه البغض والحقد والضغينة لدول قدمت للبنان الكثير من الدعم في شتى أنواعه على مدى عقود من الزمن".

وتسببت تصريحات قرداحي في أزمة دبلوماسية مع أكثر من دولة خليجية، وعلى رأسها السعودية.

واستدعت الأربعاء السعودية والإمارات والكويت والبحرين سفراء لبنان لديها، وأبلغتهم احتجاجها على مقابلة متلفزة مع وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي (قبل تعيينه وزيرا في 20 سبتمبر الماضي)، بُثت الاثنين، واعتبر خلالها أن الحوثيين في اليمن "يدافعون عن أنفسهم ضد اعتداءات السعودية والإمارات".

وأثارت تصريحات قرداحي المسيئة لجهود السعودية والإمارات والمدافعة عن الميليشيات الحوثية التي تدعمها إيران، موجة غضب دولية، فيما طالب العديد من اللبنانيين قرداحي بالتنحي عن منصبه.

وأعلنت وزارات الخارجية في كل من السعودية والإمارات والكويت والبحرين في بيانات منفصلة استنكارها الشديد لتصريحات قرداحي.

ورغم بيان أصدره الأربعاء الإعلامي اللبناني قال فيه إن تصريحاته السابقة هي آراء شخصية عبر عنها قبل أن يصبح وزيرا، إلا أن ذلك لم يخفف من موجة الاستنكار الدولية.

وقد نددت الخارجية اليمنية بالتصريحات، معتبرة أنها خروج عن الموقف اللبناني المدين لـ"الانقلاب الحوثي على الشرعية".

كما اعتبر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني أن التصريحات الصادرة عن قرداحي تعكس جهلا فاضحا بالشأن اليمني، وانحيازا أعمى لميليشيا الحوثي الإرهابية، وتجاهلا لدور نظام إيران وأجندته التوسعية باليمن والمنطقة.

وطالب الإرياني عبر صفحته الرسمية على تويتر لبنان بتحديد موقف واضح من تلك التصريحات التي تخالف الموقف الرسمي اللبناني، والإجماع العربي والإقليمي والدولي في دعم الحكومة الشرعية والشعب اليمني في معركة استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب.

وسعت الحكومة اللبنانية للتخفيف من حدة تصريحات قرداحي، وقالت إنها رأيه الشخصي لا يعكس موقف الحكومة.

واعتبر الرئيس اللبناني ميشال عون أن بلاده حريصة على أفضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة وعلى القيام بما يساهم في وقوف السعودية إلى جانب شعبه، مؤكدا أن تصريحات قرداحي لا تعكس وجهة نظر الدولة اللبنانية.

وقال عون الخميس خلال استقباله وزير الداخلية بسام مولوي في قصر بعبدا الرئاسي "إن مواقف أي طرف سياسي لبناني لا يجوز أن تعتبر مواقف الدولة اللبنانية، ويتم التعامل معها على هذا الأساس".

وذكر رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي أن المقابلة تم تسجيلها قبل تشكيل حكومته بأكثر من شهر وتعكس رأيا شخصيا ولا علاقة له بالحكومة، مشيرا إلى أن بلاده تسعى لإقامة أفضل العلاقات مع الدول العربية.

وتاريخيا، كانت تسود علاقات مميزة بين الرياض وبيروت، لكنها باتت تشهد توترات من آن إلى آخر، ففي مايو الماضي طلب وزير الخارجية اللبناني آنذاك شربل وهبة إعفاءه من مهامه، إثر تصريحات اعتبرها البعض مسيئة للسعودية وبقية دول الخليج.

ومنذ عام 2015، ينفذ تحالف تقوده الجارة السعودية، عمليات عسكرية في اليمن دعما للقوات الحكومية في مواجهة الحوثيين، المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ 2014.