رحيل روبرت بينتون مصور البشر العاديين في السينما

لوس أنجلس - توفي روبرت بينتون، المخرج الحائز على جوائز أوسكار عن فيلم “كرايمر فرسس كرايمر” وكاتب سيناريو “بوني أند كلايد”، الثلاثاء عن 92 عاما.
وأكدت المحامية هيلاري بيبيكوف التي تمثل بينتون وفاة المخرج الأميركي الذي ترك بصمة كبيرة في أوساط السينما في ستينات القرن العشرين وسبعيناته.
وُلد روبرت دوغلاس بينتون في التاسع والعشرين من سبتمبر 1932 في مدينة دالاس، تكساس. وبدأ مسيرته المهنية ككاتب ومحرر في مجلة “إسكواير” قبل أن ينتقل إلى مجال السينما، حيث تعاون مع الكاتب ديفيد نيومان في كتابة سيناريو فيلم “بوني وكلايد” (1967)، الذي أحدث ثورة في صناعة السينما الأميركية.
ويبقى العمل الأشهر في سجل بينتون فيلم “كرايمر فرسس كرايمر” (1979)، وتتمحور قصته حول طلاق زوجين يتصارعان من أجل الاحتفاظ بحضانة ابنهما.
حقق الفيلم نجاحا كبيرا في شباك التذاكر، وحصل على خمس جوائز أوسكار في فئات أفضل فيلم وأفضل ممثل لداستن هوفمان وأفضل ممثلة بدور ثانوي لميريل ستريب وأفضل مخرج وأفضل سيناريو مقتبس لبينتون.
كان بينتون من المعجبين بأفلام الموجة الجديدة في السينما الفرنسية، وقد اعتبرته صحيفة “نيويورك تايمز” وريثا للمخرج فرنسوا تروفو الذي عرضت عليه أستوديوهات الإنتاج السينمائي في البداية إخراج فيلم “كرايمر فرسس كرايمر”.
أفلام بينتون تميزت بالتركيز على الشخصيات المعقدة والقصص الإنسانية العميقة. وصفه النقاد بأنه "صانع أفلام هادئ ومتواضع"
وقد صنع بينتون المولود في ولاية تكساس، اسما له في هوليوود من خلال مشاركته في كتابة سيناريو فيلم “بوني أند كلايد” (1967) عن الثنائي الذي اشتُهر بسرقة البنوك في ثلاثينات القرن العشرين.
وفي مسيرته الإخراجية، ترك بصمة أيضا من خلال فيلم “بلايسز إن ذي هارت” (1984) الذي يحكي قصة أرملة من تكساس تكافح من أجل الصمود خلال فترة الكساد الكبير.
وأخرج بينتون حوالي عشرة أفلام روائية فقط في مسيرته المهنية، لكنه كان يحظى باحترام واسع النطاق في هوليوود لموهبته وتواضعه.
تميزت أفلام بينتون بالتركيز على الشخصيات المعقدة والقصص الإنسانية العميقة. وصفه النقاد بأنه “صانع أفلام هادئ ومتواضع”، و”من أفضل من أخرجوا أفلاما عن البشر العاديين”. كما لقبه نقاد بـ”سيد الدراما الأسرية” خاصة بعد فيلمه الشهير “كرايمر فرسس كرايمر”، حيث رأى النقاد أنه عبّر عن أدق تفاصيل العلاقات العائلية والانفصال والأبوة بطريقة صادقة وواقعية أثّرت في جمهور عالمي.
كما وصفه البعض بأنه “كاتب السيناريو الذي يفهم القلب البشري”، نظرا لقدراته على كتابة نصوص تُظهر النزاعات الداخلية والمشاعر المعقدة بطريقة تجعل المشاهد يشعر بأن الشخصيات حقيقية تماما.
وكانت للمخرج الراحل تصريحات عديدة ولقاءات صحفية شرح فيها فلسفته السينمائية وأفكاره، من بينها قوله إن “أفضل شيء يمكن أن يفعله المخرج هو أن يبتعد عن طريق الممثلين”، وكان يرى أن “هناك مخرجين يعرفون كيف يستخرجون أفضل ما لدى الممثلين. لكنّي لست واحدا منهم”، كما يعتبر أن “الناس الذين يستطيعون التعبير عن التمثيل بالكلمات ليسوا ممثلين.”
وكان بينتون يعتبر الفن بالنسبة له “هو أي شيء يحركني؛ شيء يكاد يكون غير مرئي وله معنى مثل السعادة الحقيقية”، ووجه في إحدى تصريحات انتقادات لهوليوود حيث قال “أعتقد أن هوليوود أصبحت تجارية أكثر، لكنني لا أستطيع إلا أن أؤمن بأن ذلك سيتغير مرة أخرى.”