رحيل رفعت الجادرجي أحد أهم رواد فن العمارة في العراق والعالم

المعماري والتشكيلي العراقي رفعت الجادرجي يفارق الحياة في لندن ليترك وراءه مسيرة حافلة بالمنجزات الفنية المعمارية الإبداعية.
السبت 2020/04/11
أعمال الجادرجي ستظل خالدة في ذاكرة العراقيين

لندن- توفي المعماري والتشكيلي العراقي رفعت الجادرجي، الجمعة، في العاصمة البريطانية لندن عن عمر ناهز 94 عاما ليترك تاريخا كبيرا من الأعمال المعمارية البارزة في العراق وعدد من البلدان العربية.

وبرحيل الجادري فقدت الساحة الفنية العراقية والعربية واحدا من أهم روادها الذين أسسوا لمفاهيم إبداعية سيظل التاريخ شاهدا عليها.

ونعى الرئيس العراقي برهم صالح الجادرجي من خلال صفحته على موقع فيسبوك.

و لطالما يتذكر العراقيون الجادرجي بوصفه معماريا من طراز خاص، حيث شيّد لهم في ستينات القرن الماضي الجندي المجهول، وصمم نصب الحرية مقترحا اسم صديقه جواد سليم لتنفيذه، إضافة إلى العديد من الشواخص المعمارية التي باتت ملمحا راسخا من حداثة العمارة في بغداد.

وأهلت إسهامات الجادرجي في العمارة من خلال مبان ومشاريع معمارية شديدة الخصوصية لكي يكون في طليعة المعماريين العرب منذ ما بعد النصف الثاني من القرن العشرين. ذلك يعني أنه كان من المشاركين في تأسيس المجتمع المدني في عراق هذا العصر.

ويعتبر الجادرجي أن "العمارة ليست طرز مبان نسكنها، إن مفهومها يدلّ على كونها كيانا يشاركنا العيش والوجود والمعرفة، وأثرا قابلا للتغيير والتقدم والتجدد وابتكار عالم ممكن، يبدأ من التاريخ ليطل على المستقبل".

وللجادرجي أعمال كثيرة منها مبنى الاتحاد العام للصناعات ومبنى نقابة العمال والبدالة الرئيسية في السنك والبرلمان العراقي، وله أعمال فنية أخرى كما أنه قام بتصميم نصب الجندي المجهول الأول في الستينات من القرن العشرين في ساحة الفردوس قبل أن يأمر الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بهدمه.

ويرى المعماري العراقي أن البناء الحضاري يتقاسمه جانبان، عملية الإنجاز والجانب الأهم الحفاظ وصيانة ما أنجز. ويعتبر الجادرجي أن هذه العلاقة هي من تمثل ذاكرة الشعب وتكوّن وجدانه.

ولد الجادرجي نهاية العام 1926، ونشأ في عائلة، يمكن وصفها بالأرستقراطية، فجده وعمه ووالده كانوا من سراة القوم، وللأسرة تقاليد اجتماعية ظلت محافظة عليها، وهذا ما كان يحرص عليه والده كامل الجادرجي، والذي عُرف معارضاً طوال العهد الملكي، ولم يدر بخلده أن نهاية ذلك العهد هي نهايته أيضاً كمعارض، فبعد ثورة 14 يوليو انتهى هامش الديمقراطية وانتهت معه المعارضة نفسها، وكان الأب من مؤيدي الثورة، لكنه لم يتسلم فيها منصباً.

وألف الجادرجي العديد من الكتب حول فن العمارة، حيث كانت معظم كتاباته في التنظير المعماري، ومن كتبه "شارع طه وهامر سيمث" و"الأخيضر والقصر البلوري" و"جدار بين ضفتين" و"صورة آب".

وحاز الجادرجي على جائزة الآغا خان للعمارة سنة 1986 كرئيس مدى الحياة في لجنة التحكيم المعمارية وذلك تقديراً لأعماله الهندسية.

للمزيد:

رفعت الجادرجي: التخلف لا يعيد إعمار الخراب

رفعت الجادرجي معماري أرخ للمكان ويتأسى على إهمال منجزه في بغداد