رحيل الروائية المصرية نوال السعداوي بعد مسيرة إبداعية ونضالية طويلة

القاهرة - توفيت الكاتبة والروائية والطبيبة المصرية نوال السعداوي الأحد عن عمر ناهز 90 عاما إثر تعرضها لأزمة صحية، بعد مسيرة إبداعية ونضالية طويلة وأعمال رواية رسخت أثرها في الذاكرة الإنسانية.
وتدهورت حالة السعداوي الصحية في الأيام القليلة الماضية، بحسب ما صرحت ابنتها منى حلمي.
ونعت إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة المصرية السعداوي، وقالت إن الراحلة اهتمت بالكثير من القضايا الاجتماعية ووضعت مؤلفات تضمنت أراء صنعت حراكا فكريا كبيرا.
وتعتبر نوال المولودة في 27 أكتوبر1931 بمحافظة القليوبية بمصر، من أهم الكاتبات المصريات والعربيات على الساحة الأدبية، واشتهرت بدفاعها بضراوة عن حقوق الإنسان وخاصة حقوق المرأة ومحاربتها لظاهرة ختان البنات في مصر.
بدأت نوال الكتابة مبكرا، فكان أول أعمالها عبارة عن قصص قصيرة بعنوان “تعلمت الحب” في عام 1957، وأولى رواياتها هي “مذكرات طبيبة” عام 1958.
وأصدرت العشرات من الكتب التي تُرجم بعضها إلى لغات أجنبية، كما خضعت بعض مؤلفاتها للمنع من التداول بسبب ما أثارته من جدل واسع مثل "أوراق من حياتي" و"سقوط الإمام"، والأخير تمت ترجمته إلى أكثر من 10 لغات واتسم بالرمزية السياسية، والمقصود بالإمام هو الزعيم السياسي الذي يستخدم الدين ويوظفه لأغراض خاصة به، مثلما فعل الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
وحُبست السعداوي خلال حملة اعتقالات سبتمبر 1981 الشهيرة في عهد السادات. وسجنت في سجن النساء بالقناطر، وعند خروجها قامت بكتابة كتابها الشهير “مذكرات في سجن النساء” نشر في الأسواق عام 1983.
ولم تكن تلك التجربة الوحيدة لها مع السجن، فقبل ذلك بتسعة أعوام كانت على اتصال مع سجينة ألهمتها رواية “امرأة عند نقطة الصفر” عام 1975.
في عام 1972، نشرت أول أعمالها غير القصصية بعنوان “المرأة والجنس” مثيرة بذلك عداء كل السلطات السياسية والدينية. وكان هذا الكتاب من أسباب فصلها من وزارة الصحة.
للمزيد:
وخاضت الروائية المصرية معركة وجودها التي لم تتأثر بالسجن ولا بفتاوى التكفير والتهديدات، وكانت الكاتبة التسعينية ترى أن المعركة الأهم هي الدفاع عن حياتها كامرأة وكاتبة، وهو ما جعلها تقتحم أعشاش الدبابير بكسر تابوهات الدين والجنس والسلطة السياسية بأسلوب مباشر لا يحمل التباسا.
صدرت لها أربعون كتابا أعيد نشرها وترجم بعضها إلى أكثر من عشرين لغة، وتدور الفكرة الأساسية لكتابات نوال السعداوي حول الربط بين تحرير المرأة والإنسان من ناحية، وتحرير الوطن من ناحية أخرى، في نواح ثقافية واجتماعية وسياسية.
وحاضرت في العديد من المراكز العلمية والأكاديمية، مثل جامعات هارفرد وكولومبيا والسربون.
ونالت السعداوي العديد من الجوائز، منها جائزة الشمال والجنوب من المجلس الأوروبي في 2004، وجائزة إينانا الدولية من بلجيكا في 2005، وجائزة ستيغ داغيرمان من السويد في 2011.