رحلة جلجامش الأخيرة

تسرد رواية “رحلة جلجامش الأخيرة” للكاتب الفلسطيني علاء أبو عامر، الصادرة مؤخرا عن مكتبة كل شيء في حيفا، رحلة الفدائي الفلسطيني الأخيرة، التي تتشابه وتتقاطع مع رحلة جلجامش الأسطورية، بآمالها ومخاوفها، والأمل في الخلود.
الرواية ذات طابع فلسفي، تتحدث عن المرض والموت والخلود، بين الحياة الواقعية والأسطورة، ونقرأ فيها النكبات التي عاشها اللاجئ الفلسطيني في الأردن وسوريا ولبنان، وانتهاء بخيبته الأخيرة حين عاد إلى فلسطين بعد اتفاق أوسلو.
وتتميز الرواية بكونها مكتوبة بلغة فلسفية، وبحكاية متداخلة ومترابطة يقدمها سرد يتأرجح بين الماضي والحاضر في الجملة السردية الواحدة، وتركيب روائي له أساليبه المتعددة، من تعدد الرواة، وإقحام القارئ بسؤالاته، وأنسنة الأشياء والمذكرات والمخاوف، وكذلك الاشتغال على النص من الناحية التاريخية والأسماء والأمكنة.
حدث ذات صيف في القاهرة
تجري أحداث رواية "حدث ذات صيف في القاهرة"، للكاتبة المصرية ياسمين الرشيدي، الصادرة حديثا عن دار الشروق للنشر والتوزيع، في ثلاثة فصول صيفية، أحدها في منتصف الثمانينات والثاني في أواخر التسعينات، والثالث في صيف العام 2014، وذلك من منظور فتاة من مواليد نهاية سبعينات القرن الماضي.
تروي الرشيدي، باستخدام تقنية اللقطات السينمائية، ونبرة هامسة، ولغة سردية رشيقة قصة مختبئة في ذاكرة البطلة، مذ كانت طفلة لم تتم الرابعة من عمرها بعد، كاشفة عن الأحداث والشخصيات التي كانت جزءا من نشأتها وتكوينها الثقافي والاجتماعي، فتثير الكثير من المشاعر الإنسانية المتراوحة بين الحنين والغضب تارة، والسلام والحرب تارة أخرى، والهزيمة والانتصار، والقوة والضعف تارة ثالثة. وتظهر بين ثنايا الرواية صفحات مختلفة من تاريخ مصر، حيث الحكايات والمشاهد المتلاحقة.
التي تناولت فترة حكم الرئيس جمال عبد الناصر، واغتيال الرئيس محمد أنور السادات، وحكم الرئيس مبارك، ومعاناة البلد من إرهاب الجماعات الإسلامية، والدور السياسي لجماعة الإخوان المسلمين.
حفلة أوهام مفتوحة
تدور أحداث رواية “حفلة أوهام مفتوحة”، للكاتب والشاعر الكردي السوري هوشنك أوسي، الصادرة حديثا عن دار سؤال اللبنانية، حول حادثة اختفاء كاتب وشاعر بلجيكي معروف يدعى “يان دو سخيبّر" في ظروف غامضة، ولم يترك خلفه سوى رسالة واحدة ذكر فيها أنه سيعدم كل ما كتبه من روايات ودواوين شعر، وكل ما رسمه من لوحات، حرقا في حديقة منزله الكائن بمدينة اوستند البلجيكيّة على بحر الشمال. لكنه لم ينفّذ ذلك القرار، لسبب مجهول، ثم اختفى. ولم يعثر البوليس البلجيكي على أي أثر له. ولأنه شخصية عامة شغلت حادثة اختفائه الرأي العام والصحافة والإعلام في بلجيكا.
وبعد أن فشل المحقق إيريك فان مارتن في استخدام كل أساليب التحقيق الجنائي في عملية البحث والتحرّي، تأتيه فكرة اللجوء إلى قراءة روايات الكاتب المفقود، وهي ثلاث: روايتان مطبوعتان وثالثة مخطوطة، ثم قرأ دواوينه الشعرية، وعرض بعض قصائده على ناقد أدبي بلجيكي، وبعض لوحاته الأخيرة على ناقد تشكيلي، ثم استمع لآرائهم النقديّة– التحليليّة، كل ذلك بهدف محاولة توظيف الأدب والفنّ في التحقيق الجنائي.
والتقاط ولو خيط يوصل إلى سبب اختفاء هذا الكاتب، ومعرفة إلى أين ذهب؟ ومن ثم يبدأ تسلسل عرض الروايات الثلاث. وتنتهي الرواية بنهاية مفتوحة، إذ لا يكتشف المحقق سبب اختفاء الكاتب، ويقدّم استقالته من العمل، ويبقى التحقيق في هذه القضية مفتوحا ومستمرّا.