رحلة الحج من الواقع إلى التصور الفني في معرض "دبي للثقافة"

دبي (الإمارات) - ربما تبدو مناسك الحج التي يؤديها المسلمون للبعض حركات عادية وشعائر مكررة لا تغري بتأملها والتفكّر فيها، لكنها قد تكون بالنسبة إلى بعض الفنانين شرارة تلهمهم لتتبع حركات الملايين ممن ينضبطون لتأدية طقوسهم الدينية.

وتعدّ الفنانة التشكيلية الزنجبارية المقيمة في لندن صديقة جمعة واحدة من الفنانين الذين جذبتهم “رحلة الحج” لتتبع مناسكها، وخاصة تلك التي يجتمع فيها الحجيج كالوقوف بعرفة، وطواف الإفاضة، والسعي بين الصفا والمروة.

وتنظم هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة) معرض “رحلة” لصديقة جمعة، والذي تستضيفه في مكتبة الصفا للفنون والتصميم في الفترة من السادس حتى الرابع عشر من يناير الجاري.

ومن خلال 10 لوحات فنية معاصرة مبتكرة يستكشف المعرض رحلة أداء مناسك الحج الفريدة التي شكّلت دوماً مصدر إلهام لأعمال الفنانة جمعة؛ حيث يأسرها مشهد الملايين من المصلين الذين يطوفون حول الكعبة كالنجوم في مجرة، وجاذبية الحج الذي يشكل أداؤه طموحاً لجميع المسلمين.

وأشار سعيد مبارك بن خرباش، المدير التنفيذي لقطاع الفنون والآداب في “دبي للثقافة”، إلى أن استضافة المعرض في مكتبة الصفا للفنون والتصميم تأتي في إطار حرص “دبي للثقافة” الدائم على تفعيل مكتباتها العامة لاحتضان مختلف الأنشطة التي من شأنها أن تسهم في جعل الثقافة والإبداع في كل مكان وللجميع، وتحفيز المشاركة الفاعلة من قبل جميع شرائح المجتمع، ودعم المبدعين ليسهموا بدورهم في إثراء المشهد الثقافي والفني في الإمارة، وتعزيز مكانتها مركزا عالميا للثقافة، حاضنة للإبداع، ملتقى للمواهب، وذلك بما يتماشى مع رؤية الهيئة وأهدافها الاستراتيجية.

وأضاف بن خرباش أنه تم اختيار مكتبة الصفا للفنون والتصميم لكونها متخصصة في المجالات الإبداعية، داعيا كل المبدعين وعشاق الفنون الإسلامية المعاصرة وهواة الفنون البصرية ورواد المكتبات إلى زيارة المعرض.

وينسجم معرض “رحلة” مع الجهود الرامية إلى الحفاظ على التراث العربي والإسلامي، ويقول بن خرباش إن “دبي للثقافة” تهدف من خلاله إلى “دعم المواهب الواعدة في هذا المجال من الفنون، وتشجيعها على المزيد من الإبداع والتعبير، وإتاحة أعمالها أمام جمهور واسع، لتمكينه من تذوق جماليات الفنون الإسلامية”.

يُذكر أن صديقة جمعة هي فنانة تشكيلية متخصصة في الفن الإسلامي المعاصر وتصميم الغرافيك والرسوم المتحركة، إضافة إلى النشر، وحائزة على العديد من الجوائز من بينها جائزة ليوناردو دافنشي العالمية.

وتتميز أعمال جمعة بأنها طبقات متتالية من الألوان الزاهية والأنماط المتكررة والخطية المعقدة، والتي تجذب إلى الأذهان المصاحف القديمة المزخرفة والموجودة الآن في مختلف متاحف العالم.

وتصف الفنانة أعمالها قائلة “حيوية لوحاتي هي خيار جمالي يتحدث عن الفرح الذي يمنحني إيماني. عندما أغطي بشق الأنفس لوحة عليها اسم الله، فهي تسبيح أو تعويذتي الشخصية. إن إنشاء هذه القطع هو عمل تفان في حد ذاته، بديل للتأمل، حيث يكون كل تكرار لكلمة بمثابة قربان صغير لله”.