رحلات في مطار بيروت بين الإلغاء والتأجيل تحسبا من هجوم إسرائيلي

بيروت – يشهد مطار بيروت تغييرا في مواعيد عدد من الرحلات، نتيجة تصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله إثر سقوط صاروخ على بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، السبت، أدى إلى سقوط 12 قتيلا، واتهام الدولة العبرية الجماعة المدعومة إيرانيا بالمسؤولية عنه، فيما يواصل الحزب نفي الأمر.
وفي السياق، ذكرت شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية اليوم الاثنين أن عدم انتظام مواعيد رحلاتها الجوية يتعلق بمخاطر التأمين في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل وجماعة حزب الله والذي تسبب في إلغاء أو تأخر بعض الرحلات في مطار بيروت.
وأعلنت شركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية في بيان تعليق رحلاتها إلى بيروت الإثنين والثلاثاء بعدما هددت إسرائيل بالرد على ضربة صاروخية اتهمت حزب الله اللبناني بشنها واستهدفت بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل.
وقال البيان "تعلن شركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية تعليق رحلاتها الجوية إلى العاصمة اللبنانية بيروت، حيثُ ستلغي الشركة رحلة اليوم الاثنين RJ403 ورحلة يوم غدا الثلاثاء RJ407".
واوضح البيان إن التعليق تم "بحسب قرار هيئة تنظيم الطيران المدني الأردني بتعليق جميع رحلات الشركات الوطنية إلى مطار بيروت ولمدة وجيزة"ً.
ولم يعط البيان المزيد من التفاصيل حول أسباب التعليق الذي يأتي في ظل تصاعد المخاوف مع تهديد إسرائيل بالرد بعد مقتل 12 فتى وفتاة في مجدل شمس بالجولان السوري المحتل بضربة صاروخية نسبتها الدولة العبرية إلى حزب الله اللبناني، الذي نفى أي علاقة له.
وأدى هجوم صاروخي أسقط 12 قتيلا في هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل السبت إلى زيادة المخاوف من اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران.
وفوض مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو بالرد على الهجوم. ونفى حزب الله مسؤوليته عن الهجوم الذي أوقع أكبر عدد من القتلى سواء في إسرائيل أو في الأراضي التي ضمتها إليها وذلك منذ أن أشعل هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر على إسرائيل فتيل الحرب في غزة.
وألغت المجموعة الألمانية لوفتهانزا التي تضم يورو وينغز وسويس، رحلاتها إلى العاصمة اللبنانية "حتى 5 أغسطس بسبب التطورات الحالية في الشرق الأوسط"، كما أعلن متحدّث باسم الشركة.
وأظهرت شاشة عرض معلومات الرحلات بمطار بيروت وموقع فلايت رادار 24 الإلكتروني لتتبع الرحلات أن الخطوط الجوية التركية ألغت أيضا رحلتين الليلة الماضية.
كما علقت شركتا إير فرانس وترانسافيا رحلاتهما إلى بيروت الإثنين والثلاثاء "بسبب الوضع الأمني" في البلاد، على ما أعلن متحدث باسم مجموعة إير فرانس-كاي إل إم الإثنين
كما ألغت شركة طيران صن إكسبرس للرحلات منخفضة التكاليف، ومقرها تركيا، وشركة إيه. جيت التابعة للخطوط الجوية التركية وشركة طيران إيجه اليونانية والخطوط الجوية الإثيوبية وشركة طيران الشرق الأوسط رحلات كان من المقرر وصولها إلى بيروت اليوم الاثنين، بحسب موقع فلايت رادار 24.
ومطار بيروت الدولي أو مطار رفيق الحريري هو المطار الوحيد في لبنان. وكان قد جرى استهدافه في الحرب الأهلية في البلاد وفي حروب سابقة مع إسرائيل منها آخر حرب دارت بين حزب الله وإسرائيل في عام 2006.
وقالت شركة طيران الشرق الأوسط الأحد إنها أرجأت إقلاع بعض رحلاتها التي كان من المقرر وصولها إلى بيروت ليلا في ذات اليوم. وجرى بعد ذلك الإعلان عن تأخيرات إضافية للرحلات المقرر هبوطها اليوم نتيجة "أسباب فنية تتعلق بتوزيع مخاطر التأمين على الطائرات بين لبنان ووجهات أخرى".
وخلال الساعات الماضية، نصحت دول عربية وأجنبية رعاياها بتجنب السفر إلى لبنان، فيما حثت بعض الدول على "ضرورة المغادرة فورًا"، خوفًا من التصعيد المحتمل بين إسرائيل وحزب الله.
توعد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين في موقع الضربة الصاروخية في بلدة مجدل شمس، بأن "ردنا سيأتي وسيكون قاسيا".
وتسعى دول أبرزها الولايات المتحدة لتفادي التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، وفق ما أكد وزير الخارجية اللبناني عبدالله بو حبيب ليل الأحد.
عززت الحادثة المخاوف من اتساع رقعة النزاع بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
وتزايد تبادل إطلاق النار بين حزب الله والجيش الإسرائيلي عبر الحدود منذ اندلاع حرب غزة. وأدى الصراع الذي تردد صداه في المنطقة إلى تعطيل الرحلات والشحن في المنطقة، بما في ذلك خلال هجوم متبادل بين إسرائيل وإيران بطائرات مسيرة وصواريخ في أبريل.
وعلّقت لوفتهانزا بالفعل الرحلات الليلية من بيروت وإليها في يوليو بسبب "التطورات الحالية" في الشرق الأوسط.