"ربع تون" من الموسيقى إلى التشكيل.. نصير شمة يعرض لوحاته في القاهرة

المعرض يضم مجموعة من الأعمال المتوسطة والصغيرة الحجم، وهي امتداد لتجربة فنية عمرها أكثر من ثلاثة عقود.
الخميس 2025/01/23
لوحات تجريدية تحرر التعبير الفني

القاهرة - بعد نجاحه في إثبات اسمه كموسيقار وعازف عود استثنائي في المنطقة العربية على مدى نحو ثلاثين عاما، يمضي الفنان العراقي نصير شمة قدما في الكشف عن تجربته المختلفة كفنان تشكيلي عبر معرض ثان في مسيرته يحمل اسم “ربع تون” وتستضيفه دار الأوبرا المصرية.

المعرض افتتحه الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، مساء الثلاثاء، ويستضيفه قطاع الفنون التشكيلية، برئاسة الدكتور وليد قانوش، في قاعة الباب بمتحف الفن الحديث في ساحة دار الأوبرا بالقاهرة، وذلك بحضور الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة السابقة، وعدد من الفنانين وأساتذة الفنون التشكيلية والموسيقيين والشخصيات العامة والدبلوماسية.

ويضم المعرض مجموعة من الأعمال المتوسطة والصغيرة الحجم، وهي امتداد لتجربة فنية عمرها أكثر من ثلاثة عقود. وبدأ شمة رسم بعض لوحاته من مصر عام 2011، لكنه لم يشهرها وإنما اكتفى بمواصلة مسيرته الموسيقية إذ كان الفنان أثناء إقامته في مصر قد أسس «بيت العود العربي»، الذي صارت له فروع كثيرة في أرجاء العالم العربي.

♦ نصير شمة يدمج في معرض «ربع تون» شغفه بالتشكيل ورؤيته الإبداعية عموما

وبحسب بيان صحافي صادر عن الفنان، يدمج نصير شمة في معرض «ربع تون» شغفه بالتشكيل ورؤيته الإبداعية عموما، ويقول «في كل مرة أبدأ فيها لوحة، أشعر كأنني أفتح بوابة إلى فضاء آخر، بعد حد اللانهاية، وقرب حد ملامسة الروح، فالفن بالنسبة لي ليس مجرد عملية إبداعية، إنه مخاض، وجدل داخلي حاد بين الفوضى والانسجام، بين العتمة والنور، وبين الصمت وصخب الأفكار.”

ويضيف: «في تلك اللحظة التي تتشكل فيها الألوان وتنساب المقامات الموسيقية بداخلي، أجد نفسي عالقا بين سؤالين: كيف يمكن للفن أن يجسد هذا الكون الشاسع؟ وكيف يصبح العمل الفني جسرًا نحو عوالم لا مرئية تسكن الروح؟»

ويوضح الفنان أن “كل لوحة أراها جسرا إلى فضاء يتجاوز الحدود الفيزيائية، حيث يصبح التنوع وحدة متناغمة، وحيث الفن يعبر عن أعمق أسرار الوجود. إنه انعكاس لتلك اللحظة، التي تتسع فيها الروح؛ لتحتضن الكون كله، حيث لا مسافة بين ما هو قريب وبعيد، بين ما هو داخلي وخارجي.”

وأشاد وزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هنو بالمستوى الفني الرفيع للمعرض، قائلا: ”إن معرض ‘ربع تون ‘للفنان نصير شمة هو تجسيد حي لقوة الفن وقدرته على تجاوز الحدود الثقافية المتنوعة، حيث إن الأعمال المعروضة تمثل رحلة روحية وفكرية تلامس أعماق الروح، وتؤكد تميز إبداعات الفنان وتفرده، حيث استطاع أن يخلق لغة بصرية تعكس تجربته الموسيقية العميقة، مما يجعل هذا المعرض حدثا استثنائيا يمزج بين ألوان الفنون المتنوعة.”

وأضاف وزير الثقافة: “نحن فخورون بأن تستضيف القاهرة هذا المعرض الذي يجسد التلاقي بين الفنون المختلفة، حيث تتحول الألوان إلى نغمات، والفرشاة إلى آلة موسيقية، وهذا المعرض يؤكد أن الفن هو الجسر الذي يربط بين الثقافات، ويعبر عن روح الإبداع التي تجمعنا كبشر.”

وقال الدكتور وليد قانوش: “يقدم نصير شمه مجموعة من أعماله التصويرية التي تعكس تصوفا ورهافة وكأنها نقوش على جدار أثري حيث أكسبها أسلوبه التجريدي أبعادا رحبة للخيال والشاعرية وكأنها إحدى معزوفاته ولكن هذه المرة بصرية، تاركا كل الحرية لوجدان المتلقي في قرائتها والتأثر بها فهي كما الألحان عذبة تسمح بنسج الحلم والأحاسيس.”

♦ المعرض يأتي بعد معرض أول أقامه العام الماضي ونجح الموسيقار نصير شمة عبره في الكشف عن موهبته التشكيلية

ومن جانبه قال الفنان نصير شمة: “سعادتي كبيرة أن يُقام معرضي الشخصي الثاني في القاهرة حيث قضيت فيها ثلث حياتي مؤسسا وعازفا وجزءًا فاعلا من حركتها الثقافية.” والمعرض الذي تستمر فعالياته حتى الأول من فبراير المُقبل، ويأتي بعد معرض أول أقامه العام الماضي وتحديدا في شهر فبراير 2024، ونجح الموسيقار عبره في الكشف عن موهبته التشكيلية، واستضافه «غاليري الاتحاد» بأبوظبي، تحت عنوان «رؤية وحياة: أربعون عاما من الألوان.»

وفي حوار مع صحيفة “العرب” بمناسبة معرضه الأول، أوضح الموسيقار العراقي أن تجربته في الرسم “بدأت عام 1989 تحديدا بعد حادث وقع لي، فكان أن لجأت للألوان لأخرج نفسي من ظلال من تأثير الحادث وآثاره التي ألمت بي، حيث ظللت فترة طويلة غير قادر على ممارسة الموسيقى. من هنا كان أن لجأت إلى الألوان، وبحكم تعلمي للرسم أسوة بكل التلاميذ الصغار والمراهقين انطلاقا من المدارس الابتدائية ومرورا بالمدارس الإعدادية والثانوية، حيث ظلت معي من هذه الفترة المبكرة اهتمامات خاصة بالمسرح والفن التشكيلي بالإضافة إلى الموسيقى التي كانت هي الأساس.”

14