رام الله آرت فير يجمع فنانين حول الهوية والتهجير والأرض

المعرض يهدف إلى تمكين الفنانين والمواهب الشابة من عرض إبداعاتهم وتحفيز المقتنين على اقتناء أعمالهم القيمة بأسعار معقولة.
الاثنين 2024/12/09
نضال مستمر بالفن

رام الله (الضفة الغربية) - ترفع الدورة الرابعة من معرض “رام الله آرت فير” شعار “أصوات الصمود” ليعبر عن الذي يعيشه الشعب الفلسطيني منذ عقود، عبر لوحات فنانين من الرواد ومن جيل الشباب. وانطلقت فعاليات الدورة الرابعة منذ السبت في غاليري زاوية بالضفة الغربية بمشاركة 35 فنانا تشكيليا فلسطينيا يعكسون من خلال أعمالهم الصمود والنضال الفلسطيني في مواجهة التحديات الراهنة، وتتواصل حتى 18 يناير المقبل.

ويشمل المعرض أكثر من 100 عمل فني من بينها أعمال نادرة لفنانين فلسطينيين رحلوا عن الدنيا، كما يفرد المعرض مساحة لأعمال ستة فنانين من غزة فقدوا مراسمهم وأعمالهم الفنية نتيجة قصف القطاع.

وجاء في منشور لغاليري زاوية أن المعرض “يقدم هذا العام نافذة واسعة لاستكشاف موضوعات جوهرية مثل التهجير، والهوية، والارتباط الوثيق بالأرض.” وأضاف الغاليري “يأتي المعرض ليكون شهادة حية على النضال الفلسطيني المستمر، وتجسيدا حيا للصمود الذي أصبح جزءا من حياة الفلسطينيين اليومية.”

وقال القائمون على المعرض إنه “يهدف إلى تمكين الفنانين والمواهب الشابة إلى جانب الفنانين المخضرمين، من خلال خلق منصة قوية لعرض إبداعاتهم، وتحفيز المقتنين على اقتناء أعمالهم القيمة بأسعار معقولة، في خطوة لدعم الفن الفلسطيني وتعزيز استدامته.” وأوضح يوسف حسين مدير غاليري زاوية أن المعرض هذا العام مخصص للفنانين الفلسطينيين فقط بينما ضم في الدورة السابقة أعمالا لفنانين أجانب. وأضاف “لأول مرة يضم المعرض ثلاثة أقسام رئيسية، وهي التصوير، والفن المعاصر، وقسم الأعمال النادرة.”

يضم قسم التصوير الفوتوغرافي أعمال الفنانين أحمد سلامة، رهاف بطنيجي، ويقين يماني، بينما يتضمن قسم الفن المعاصر مجموعة متنوعة من أعمال الفنانين علاء البابا، والعزيز عاطف، وأيمن عيسى، وبشار الحروب، وبشار خلف، وبشير قنقر، وحسني رضوان، وجاسم شومان، وكريم أبوشقرة، وخالد حوراني، ومهدي براغيثي، ومحمود الحاج، وميسرة بارود، ومالك أبوسلامة، ومحمد أبوسل، ومحمد حرب، ومحمد جحا، ومحمد خليل، ومنذر جوابرة، ورائد عيسى، ورهف حاج علي، ورنا سمارة، وصلاح فروخ، وسكينة صلاح الدين، ويزن أبوسلامة.

◙ المعرض يعرض أعمالا نادرة لفنانين راحلين كما يفرد مساحة لأعمال ستة فنانين من غزة فقدوا مراسمهم وأعمالهم الفنية
◙ المعرض يعرض أعمالا نادرة لفنانين راحلين كما يفرد مساحة لأعمال ستة فنانين من غزة فقدوا مراسمهم وأعمالهم الفنية

أما قسم الأعمال النادرة فهو مخصص لعرض أعمال فنانين فلسطينيين من الرواد والمؤسسين للفن التشكيلي الفلسطيني وهم: فتحي غبن، وإسماعيل شموط، ومصطفى الحلاج، ونبيل عناني، وسليمان منصور، وتيسير بركات، وفيرا تماري. كما يضم المعرض أعمالا فنية متعددة الأساليب والمدارس لفنانين شبان بعضهم تخرج حديثا من كليات الفنون.

وقال الفنان الفلسطيني الشاب مالك أبوسلامة “هذه أول مشاركة لي في معرض جماعي، بصراحة شعور لطيف أن تشارك في معرض إلى جانب أعلام الفن مثل أستاذ نبيل وأستاذ سليمان وفنانين كبار مثل مصطفى حلاج.”

ويشارك أبوسلامة بعملين فنيين في المعرض أحدهما رُسم بالألوان الزيتية لمنزل قديم وحوله أشجار ويظهر ظل طائرة في ساحته. وقال “موضوع اللوحة بيتنا الذي كنا نعيش فيه في بيت ساحور، حولنا طبيعة موجودة إلى اليوم.. أنا أرسم أكثر شيء أتذكره، أي حدث سياسي عشناه، هذه الطيارة التي كانت تقصف في عام 2002 في الانتفاضة الثانية، لوحاتي التي أرسمها هي الأحداث التي عشتها.”

ويهدف المعرض إلى تشجيع الفنانين الشبان بشكل خاص وتعريف الجمهور بأعمالهم الفنية. وقال زياد عناني مؤسس غاليري زاوية إن “المعارض الفنية تشكل أيضا فرصة لنا لاكتشاف المبدعين من الفنانين الشبان، ونعمل معهم ونقدم لهم فرصا لعرض أعمالهم في معارض محلية وخارجية.”

وأضاف “لكن هذا يحتاج إلى تعاون أكثر بين الجهات ذات العلاقة بالفن” مع توفير المزيد من أماكن العرض. ويستحسن الفنانون المخضرمون فكرة مشاركة فنانين من أجيال مختلفة في معرض واحد.

وقال الفنان التشكيلي نبيل عناني إن “فكرة معرض رام الله آرت فير فكرة حلوة، وتشجيع للفنانين الشبان على أن نشارك نحن الجيل القديم معهم في هذا المعرض.” وأضاف خلال افتتاح المعرض “هذا المعرض يدفع الجمهور للاطلاع على الحركة التشكيلية الفلسطينية من خلال تجارب الشبان الصغار ونحن الجيل القديم.”

ويؤكد عناني أن هناك جيلا واعدا من الفنانين التشكيليين الفلسطينيين، قائلا “هناك فنانون أول مرة أطلع على أعمالهم، هم واعدون ولهم مستقبل.” وأضاف “هناك حضور للفن الفلسطيني ينمو نماءً مقنعا بثقة، والحركة التشكيلة تتقدم باستمرار.”

14