راقصو التانغو يتنافسون عن بعد

مسؤولو الشؤون الثقافية في الأرجنتين يراهنون على أن يكون مهرجان التانغو مختلفا عبر الإنترنت لكنه بالحماسة نفسها مثل السنوات السابقة.
الأربعاء 2020/08/26
أشهر مسابقات العالم تتخلى عن التقارب بين الراقصين

يخوض راقصون من الأرجنتين تجربة فريدة من نوعها في النسخة الحالية من بطولة العالم للتانغو بسبب استمرار الإغلاق لمكافحة فايروس كورونا، حيث سيكون عليهم الرقص على إيقاع منفرد للمشاركة افتراضيا في نشاطات هذا الحدث السنوي.

بوينس آيرس- يتواجه راقصون من العالم بأسره اعتبارا من اليوم الأربعاء في إطار بطولة العالم للتانغو التي تقام استثنائيا عبر الإنترنت هذه السنة بسبب جائحة كورونا التي لا تعرف الهوادة في الأرجنتين.

وبسبب القيود الصحية ستقتصر هذه البطولة، التي تنظم سنويا في أغسطس، هذا العام على نشاطات افتراضية ومسابقة تجرى لأول مرة سيستند خلالها أعضاء لجنة التحكيم على أشرطة فيديو يرسلها المشاركون.

ويقام الحدث في الوقت الذي تواجه فيه قاعات “ميلونغا”، حيث يمارس رقص التانغو، وضعا صعبا للغاية مع استمرار الإغلاق منذ خمسة أشهر، ففي بوينس آيرس لا تزال النشاطات الفنية والتجمعات ممنوعة بسبب الوباء. وقد فُرض الإغلاق في 20 مارس الماضي ولم يخفف إلا جزئيا منذ ذلك التاريخ.

وسعى مسؤول الشؤون الثقافية في العاصمة الأرجنتينية انريكه افوغادرو إلى الطمأنة بقوله “نراهن على مهرجان تانغو يتكيف مع الوضع الذي نمر به بسبب الجائحة. فهو سيكون مختلفا عبر الإنترنت لكن بالحماسة نفسها كما السنوات السابقة“.

استعداد تام
استعداد تام

وشارك 500 ثنائي رقص في البطولة العام الماضي وحضر أكثر من نصف مليون شخص العروض والحصص والحفلات ورقصوا في قاعات ميلونغا خلال ما تعتبره البلدية “أهم ملتقى للتانغو في العالم”.

وتقام بطولة عام 2020، التي توجه تحية إلى دور المرأة في رقص التانغو، في مدينة شبه مشلولة بسبب القيود فيما تضربها في الصميم أزمة اقتصادية. وقد أسفرت الجائحة عن أكثر من سبعة آلاف حالة وفاة من أصل 340 ألف إصابة مسجلة غالبيتها في العاصمة. ويبلغ عدد سكان البلاد 44 مليون نسمة.

وسمح المنظمون بمشاركين فرديين، وهو أمر مخالف لجوهر التانغو رقص العناق بامتياز، وذلك بُغية تسهيل المشاركة رغم القيود. ويشارك المتسابقون وهم يضعون الكمامة وفق التوصيات في الفئات الاعتيادية.

وستتم المشاركة عبر أشرطة فيديو سيختارها أعضاء لجنة التحكيم مسبقا لعرضها خلال المراحل النهائية عبر وسائل التواصل الاجتماعي حيث يمكن للجمهور آنذاك التصويت.

إلا أن المسابقة الافتراضية هذه لا تروق للجميع؛ حيث قالت فيرخينيا فاسكوني، الراقصة ومصممة الرقص العضو في لجنة التحكيم بانتظام، “هذا موضوع يثير جدلا. تصوير شريط فيديو يمكن توليفه، يختلف عن الصعود على خشبة المسرح أمام لجنة تحكيم”.

ستقتصر البطولة هذا العام على نشاطات افتراضية ومسابقة تجرى لأول مرة سيستند خلالها أعضاء لجنة التحكيم على أشرطة فيديو يرسلها المشاركون

ولا تؤيد فاسكوني أيضا المشاركة الفردية، مؤكدة “التانغو رقصة لشخصين ولا يمكن أن نتوج بطلا ‘واحدا’. وبعد ذلك يتوجه إلى ميلونغا ويتبين لنا أنه عاجز عن الرقص مع شخص آخر”، مضيفة “لا صدقية أبدا في أن يكون الشخص بطلا افتراضيا”.

وفي بوينس آيرس، حيث يستمر إغلاق قاعات التمارين ولا يمكن لمصممي الرقص والطلاب الالتقاء، يشعر الراقصون المحليون بأنهم في وضع أصعب من وضع المشاركين من دول أخرى غير خاضعة للقيود نفسها.

وبطولة العالم للتانغو والمهرجان الذي يرافقها هما عادة فرصة فريدة للعمل بالنسبة إلى راقصي التانغو الذي أدرج على قائمة التراث غير المادي للبشرية عام 2009.

وتهمل النسخة الإلكترونية من البطولة كذلك مئات الفنانين الأرجنتينيين الذين يطالبون اليوم بمد يد المساعدة. وقال خوليو بازان، رئيس جمعية منظمي الميلونغا، “نمر بمرحلة حساسة جدا حيث أوساط التانغو الثقافية تغرق والعمل غير متوافر”.

وتنتقد الجمعية تنظيم هذا المهرجان الافتراضي. وشدد بازان “هذا سخيف. حريّ بهم أن يوزعوا ميزانية المهرجان على الأشخاص الذين يسهرون على استمرار التانغو في 191 ميلونغا في بوينس آيرس يزورها مليون شخص سنويا، ما يعزز السياحة”.

24