راشد الغنوشي يربك عمل الحكومة التونسية

تونس – تفاقمت حالة عدم الرضا لدى الشارع التونسي كما الأحزاب السياسية على أداء الرؤساء الثلاثة (رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس البرلمان) في إدارة أزمة مواجهة فايروس كورونا، فيما يرى مراقبون أن محاولة سطو رئيس البرلمان راشد الغنوشي على صلاحيات كل من رئيس الجمهورية قيس سعيد ورئيس الحكومة إلياس الفخفاخ ساهمت بشكل مباشر في إرباك عمل السلطات والتردد في اتخاذ التدابير.
وبدأ الخلاف بين السلطات عقب تصريحات أدلى بها رئيس حركة النهضة ورئيس البرلمان راشد الغنوشي بشأن التدابير التي يجب اتباعها لمواجهة كورونا، صنفتها دوائر سياسية ضمن خانة محاولة الأخير “القفز” على صلاحيات رئيسي الجمهورية والحكومة من خلال إعلان إجراءات هي في الأصل مرجع نظر السلطة التنفيذية.
ويرى مراقبون أن الظهور الإعلامي المفاجئ لرئيس البرلمان والذي استبق من خلاله رئيسي الجمهورية والحكومة في إعلان التدابير، يدخل في باب المناكفات وتسجيل نقاط سياسية وإعطاء الانطباع بأنه في ظل غياب السلطة التنفيذية برأسيها، فإن رئيس مجلس النواب موجود.
وتلقت السلطة التنفيذية هذه الإشارات سريعا بعد أن توجه رئيس الجمهورية قيس سعيّد بخطاب للتونسيين ليلة الثلاثاء ردّ في جزء منه على تحركات رئيس البرلمان.
وقال قيس سعيد إن على السلطة التشريعية إقرار حزمة من القوانين تمكن السلطة التنفيذية من أداء مهامها في مواجهة التداعيات الاجتماعية والاقتصادية لتفشي الوباء، مطالبا بتشريعات استثنائية تمكن من مساعدة ضعاف الحال وجبر الضرر للمؤسسات المتضررة.
وخلص متابعون إلى أن الرئيس التونسي بهذه التصريحات وجه رسالة لرئيس البرلمان لاتخاذ التدابير القانونية لمواجهة الوباء عوض توجيه توصيات تفتقر إلى آليات التطبيق.