رئيس وزراء بريطانيا الجديد يتعهد بحسم بريكست بحلول أكتوبر

هل يغادر جونسون منطقة الحذر ويكون أكثر حزما في مواجهة تهديدات إيران بعد قضية الناقلة النفطية.
الأربعاء 2019/07/24
كنس سياسات الماضي

تغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي نهائيا بحلول 31 أكتوبر متى وفى رئيس الوزراء البريطاني الجديد بوريس جونسون بتعهداته الانتخابية وما لم يذعن لضغوط الداخل والخارج التي قد تدفع إلى تأجيل الانفصال مرة ثالثة لما بعد أكتوبر تجنبا لبريكست من دون اتفاق. ومهما تكن سيناريوهات الانفصال باتفاق أو بدونه تشير تقارير اقتصادية بريطانية الى أن المملكة المتحدة تتجه نحو الأسوأ.

لندن - تعهد بوريس جونسون، في خطاب الفوز بزعامة حزب المحافظين ورئاسة وزراء بريطانيا ، بإتمام تنفيذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بحلول الحادي والثلاثين من أكتوبر القادم، فيما حذرت أوساط اقتصادية من مغبة المغامرة وإتمام بريكست دون اتفاق وهو سيناريو لا يستبعده رئيس الوزراء الجديد الذي يطالب بإعادة التفاوض على إتفاق الانفصال الأمر الذي ما ترفضه بروكسل بشدة.

وفاز جونسون بحصوله على 92 ألفًا و153 من أصوات أعضاء حزب المحافظين، مقابل 46 ألفًا و656 لمنافسه وزير الخارجية الحالي، جيرمي هنت، وبذلك يكون قد فاز بمنصب زعامة الحزب بعد خوض 5 جولات من الانتخابات الداخلية.

وفي أول تصريح له عقب اختياره زعيمًا للحزب ورئيسًا للوزراء، تعهد جونسون بتحقيق الخروج من الاتحاد الأوروبي وتوحيد المملكة، وهزيمة زعيم حزب العمال، جيرمي كوربين.

وطالب جيريمي كوربين زعيم حزب العمال البريطاني المعارض بإجراء انتخابات عامة، وذلك بعد فوز بوريس جونسون بزعامة حزب المحافظين الحاكم ومن ثم رئاسة الحكومة، ووصف كوربين انتخابات حزب المحافظين بأنها “غير ممثِلة”.

وكتب كوربين على تويتر “لقد حصل بوريس جونسون على دعم أقل من مئة ألف عضو من حزب المحافظين من خلال وعود بتخفيضات ضريبية للأغنياء وتقديم نفسه على أنه صديق المصرفيين، والدفع من أجل خروج مضر من دون الاتفاق من الاتحاد الأوروبي”، مشددا على أن جونسون “لم يفز بدعم بلادنا”.

وتابع” الخروج من دون اتفاق الذي يتحدث عنه جونسون سيعني شطب وظائف وارتفاع في أسعار السلع والمخاطرة ببيع خدمات الصحة الوطنية لشركات أمريكية في اتفاق ودود مع دونالد ترامب”، مضيفا ” يتعين أن يقرر شعبنا في انتخابات عامة من يكون رئيس الوزراء”.

وأشاد رئيس الوزراء الجديد الذي يتسلم مهامه الأربعاء، برئيسة الوزراء المنتهية ولايتها تيريزا ماي وتحدث عن “الخدمة الاستثنائية” التي قدمتها للبلاد و” شغفها وتصميمها” في السياسة.

وأضاف ”سننفذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بروح جديدة من الحماس″، مؤكدا ” أعتقد أننا نعرف أننا نستطيع القيام بهذا وأن شعب هذه الدولة يثق فينا للقيام بذلك، الحملة انتهت وبدأ العمل “.

وفيما أعلنت بريطانيا انتخاب جونسون رئيسا للوزراء ، قال نائب رئيس المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانس إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق سيكون “مأساة” على التكتل وبريطانيا لكن الاتحاد سيلتزم باتفاق الانسحاب مع لندن.

وقال تيمرمانس في مؤتمر صحفي “خروج بريطانيا دون اتفاق، الخروج دون ترتيب، سيكون مأساة، على جميع الأطراف ليس فقط على المملكة المتحدة”.

وأضاف “توصلت المملكة المتحدة إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي، والاتحاد الأوروبي سيلتزم بهذا الاتفاق”.

وتابع “سنسمع ما سيقوله رئيس الوزراء الجديد عندما يأتي إلى بروكسل، هذا هو أفضل اتفاق ممكن”.

فرانس تيمرمانس: الخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق سيكون مأساة
فرانس تيمرمانس: الخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق سيكون مأساة

ويتأهب الاتحاد الأوروبي لخروج بريطانيا دون اتفاق أو تأخير موعد الخروج مرة أخرى إذا أوفى جونسون بوعوده بعد توليه رئاسة الوزراء.

وأكد المفوض الأوروبي إن الاتحاد الأوروبي متمسك بموقفه إزاء الخروج البريطاني، مضيفا أن شخصية جونسون أو أسلوبه الغريب لا يحدثان أي فارق.

وحذرت أوساط اقتصادية في ألمانيا رئيس الوزراء البريطاني الجديد من خروج غير منظم لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وقال المدير التنفيذي لاتحاد الصناعات الألمانية، يواخيم لانج “التهديدات من لندن بخروج غير منظم من الاتحاد الأوروبي مضرة”، موضحا أنها ستكون ذات عواقب وخيمة مرتدة على بريطانيا نفسها”.

وقال رئيس الاتحاد الألماني للتجارة الخارجية، هولجر بينجمان، إن انتخاب “المتشدد والمؤيد لبريكست”، جونسون، يزيد من مخاطر خروج بريطانيا من الاتحاد بدون اتفاق، مطالبا الاتحاد الأوروبي بالالتزام بقراراته، حتى لا يعرض مصداقيته للخطر.

وقال بينجمان “ورغم ذلك يتعين التوصل لاتفاق في بروكسل حول إبقاء إمكانية تمديد مهلة الخروح وفقا لشروط سليمة، إذا كان هذا هو السبيل لتجنب خروج غير منظم”.

والى جانب موضوع بريكست الشائك والمعقد يواجه جونسون في أول يوم من رئاسته للحكومة البريطانية ملف احتجاز السفينة البريطانية من قبل ايران في مضيق هرمز.

وأكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن “إيران لا تريد المواجهة” مع بريطانيا في قضية الناقلة النفطية، وذلك في تصريح توجّه فيه إلى بوريس جونسون.

وقال ظريف للصحافيين في ماناغوا عاصمة نيكاراغوا حيث يجري زيارة رسمية “من الأهمية بمكان أن يدرك بوريس جونسون لدى دخوله 10 دواننغ ستريت (مقر رئاسة الحكومة البريطانية) أن إيران لا تسعى للمواجهة، وأنها تريد (إقامة) علاقات طبيعية مبنية على الاحترام المتبادل”.

ومن المتوقع أن يغادر بوريس جونسون سياسة ضبط النفس التي اعتمدتها الحكومة البريطانية السابقة تجاه التهديدات الايرانية المتكررة للملاحة الدولية في مضيق هرمز، فيما يشير مراقبون أن رئيس وزراء بريطانيا الجديد الشغوف بسياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيكون أكثر حزما وجدية في التعامل مع التهديدات الايرانية.

5