رئيس وزراء باكستان في قطر: اتفاقيات أمنية في مقابل مساعدات مالية

الدوحة - تقول أوساط سياسية خليجية إن زيارة رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف إلى الدوحة الثلاثاء تهدف بالأساس إلى الحصول على دعم مالي، لتخفيف حدة أزمة التمويل التي تعاني منها الدولة الواقعة في جنوب آسيا، وما يثيره ذلك من مخاطر تخلفها عن سداد الديون.

وتوضح الأوساط نفسها أن شريف سيحرص خلال الزيارة التي تستمر يومين على عرض جملة من المغريات والمحفزات لقطر، من بينها إدارة مطارات باكستان، وأيضا إبرام اتفاقيات أمنية، في علاقة بتولي القوات الباكستانية تأمين فعاليات كأس العالم، وهو ما يشغل حاليا اهتمام القيادة القطرية.

وهذه أول زيارة لرئيس الوزراء الباكستاني الجديد، الذي تولى منصبه في أبريل الماضي، إلى الدوحة. وقال شريف في بيان قبل السفر "سأسلط الضوء على فرص الاستثمار المثيرة للاهتمام في مختلف القطاعات في باكستان مثل الطاقة المتجددة والأمن الغذائي وتطوير الصناعة والبنية التحتية، والسياحة والضيافة".

وتعاني باكستان التي يبلغ عدد سكانها 220 مليون نسمة من اضطراب اقتصادي في ظل أزمات في ميزان المدفوعات إذ انخفضت احتياطياتها الأجنبية إلى 7.8 مليار دولار، وهو ما يكفي تقريبا شهرا واحدا من الواردات، مع اتساع عجز ميزان المعاملات الجارية وانخفاض تاريخي في قيمة عملتها الروبية مقابل الدولار وتضخم سجل 24.9 في المئة خلال يوليو الماضي.

وتأتي الزيارة قبل اجتماع لصندوق النقد الدولي الأسبوع المقبل من المتوقع أن يوافق خلاله على شريحة إقراض بقيمة 1.2 مليار دولار، والتي تعثرت منذ بداية العام.

ولم يذكر مكتب شريف تفاصيل عن جدول أعمال الزيارة، لكن مصدرين مقربين منه قالا إن من المتوقع أن يعرض على قطر حصصا في شركات مملوكة للدولة، مثل الخطوط الجوية الدولية الباكستانية التي تتكبد خسائر، وفندق روزفلت في نيويورك. وأضاف المصدران أن من المتوقع أيضا أن يعرض عليها فرصة إدارة مطارات باكستان، كما يسعى إلى تأمين صفقات في قطاع الطاقة.

وتأمل باكستان، وهي مستورد رئيسي للغاز الطبيعي المسال من قطر، في الحصول على خطة سداد مؤجل للغاز الذي تم شراؤه بموجب صفقات طويلة الأجل. وأبرمت إسلام أباد مع قطر صفقتين طويلتي الأجل لتوريد الغاز الطبيعي المسال من أجل توفير ما يصل إلى تسع شحنات في الشهر.

وقال أحد مساعدي شريف لوكالة رويترز "سنسعى بالتأكيد لأي تسهيل لمدفوعات مؤجلة في صفقتي الغاز الطبيعي المسال”، مضيفا أن باكستان تسعى أيضا للحصول على دعم لاحتياطياتها الأجنبية يصل إلى ملياري دولار.

وقبل ساعات من سفر شريف إلى قطر أقر مجلس الوزراء الباكستاني الاثنين مسودة اتفاق تسمح للحكومة بتوفير قوات للمشاركة في تأمين فعاليات بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر.

وقالت وزيرة الإعلام الباكستانية مريم أورنجزيب إن مجلس الوزراء وافق على مسودة اتفاق تتيح للحكومة توفير قوات للمساهمة في تأمين فعاليات هذه البطولة. وأوضحت الوزيرة أن مجلس الوزراء وافق، قبل زيارة رئيس الوزراء إلى قطر، على ملخص للاتفاق الذي سيوُقع بين الدوحة وإسلام أباد.

وجاء في الملخص أن حكومة قطر طلبت المساعدة في النواحي المتصلة بأمن فعاليات بطولة كأس العالم لكرة القدم التي تنظمها قطر في الفترة الممتدة من 21 نوفمبر إلى 18 ديسمبر 2022 وأن الجيش الباكستاني اقترح توقيع اتفاق بين البلدين لهذا الغرض.

وذكر الملخص أن "الاتفاق يهدف إلى تحديد التزامات الطرفين، والاختصاصات المحددة، وعدد أفراد الأمن الذين سترسلهم باكستان للمشاركة في عمليات الأمن والسلامة".

وإلى حد الآن لم يؤكد ذلك مكتب الاتصال الحكومي في قطر كما لم يرد على طلب رويترز لبيان سبب طلب الدوحة قوات باكستانية أو ماذا ستفعل خلال البطولة.

اقرأ أيضا:

قطر ترحّل العشرات من العمال ردا على تنظيمهم احتجاجات

وليس هناك رد أيضا من اللجنة العليا للمشاريع والإرث التي تشرف على تنظيم بطولة كأس العالم بما في ذلك النواحي الأمنية. ولم يتطرق الملخص إلى أي تفاصيل عن الاتفاق مثل عدد أفراد القوات الذين يمكن إرسالهم.

وخلال وجوده في قطر سيقوم شريف بزيارة إلى ملعب لكرة القدم في الدوحة حيث سيتم إطلاعه على الجهود التي تبذلها الحكومة القطرية في مجال تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم.

وتركز قطر جل اهتمامها في الفترة الأخيرة على الاستعداد لتنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم، وسبق أن أبرمت اتفاقيات أمنية مع عدد من الدول الإقليمية والغربية، كالولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا وكوريا الجنوبية، لضمان تأمين هذا الحدث.

ويرى مراقبون أن اختيار شريف هذا التوقيت بالذات لزيارة الدوحة لم يكن من باب المصادفة، في علاقة باطلاعه على حاجة الدوحة إلى نشر المزيد من القوات لضمان سلامة المشجعين والضيوف الذين سيتوافدون على الإمارة الخليجية خلال الفترة المقبلة.

وترتبط باكستان بعلاقات وثيقة مع قطر وغيرها من دول الخليج، ولاسيما الإمارات والسعودية، وسبق أن قام أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بزيارتين إلى إسلام أباد في العامين 2015 و2019، فيما قام رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان بثلاث زيارات إلى الدوحة؛ مرتين عام 2019 والثالثة في فبراير 2020.