رئيس وزراء الجزائر يتهم "أعداء الحياة" بتدبير حرائق الغابات

مصرع شخصين في تيبازة بغرب العاصمة وإجلاء حوالي 15 شخصا جراء اندلاع 20 حريقا في 10 محافظات.
السبت 2020/11/07
حرائق مفاجئة في وقت متزامن

الجزائر - توعد رئيس الوزراء الجزائري عبدالعزيز جراد، السبت، بعدم التسامح مع من أسماهم "أعداء الحياة" إذا ثبت تورطهم في الحرائق التي اندلعت في وقت متزامن بعدة غابات بمناطق متفرقة في الجزائر.

وقال جراد، في منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" في أول رد رسمي على هذه الحرائق، إن "الغابات رأسمال اقتصادي وبيئي للجزائريين كافة، لن نرضى بالتفريط فيه، سنواجه الحرائق الطبيعية بالتشجير، وكل شجرة ضاعت سنعوضها".

وأضاف أن التحقيقات إذا أثبتت أن هذه الحرائق مدبرة ومقصودة فلن يتم التسامح مع أعداء الحياة والمتربصين بالوطن.

وذكرت المديرية العامة للحماية المدنية الجزائرية في بيان، السبت، على حسابها في فيسبوك أن الرجلين اللذين لقيا حتفهما في تيبازة (شمال) أحاطت بهما النيران أثناء وجودهما في قن للدجاج، مضيفة أنه تم إجلاء 15 شخصا من ثلاث عائلات تعيش بالقرب من مكان الحرائق.

وقال العقيد بوعلام بوغلاف المدير العام لجهاز الدفاع المدني، في تصريح للتلفزيون الرسمي، إن مختلف وحدات الدفاع المدني المنتشرة في المناطق التي مستها الحرائق تعمل كل ما في وسعها لحماية المواطنين وممتلكاتهم.

وكشف بوغلاف عن 20 حريقا اندلعت منذ الجمعة حتى صباح السبت، في 10 ولايات (محافظات)، مشيرا إلى أن بعض الوحدات وجدت صعوبات في إخماد الحرائق بسبب الرياح القوية.

ونشبت الحرائق في ولايات تيبازة، والشلف، ووهران، والبليدة، وتيزي وزو، وبجاية، وبومرداس، ومستغانم، والمدية وسيدي بلعباس ما تسبب في إتلاف العشرات من الهكتارات من المساحات الغابية والأحراش والمحاصيل الزراعية وضياع ممتلكات المواطنين.

وتم إرسال أكثر من 53 رجل إطفاء و16 شاحنة من الجزائر العاصمة لمساعدة زملائهم في تيبازة حيث لا تزال الحرائق التي اندلعت مساء الجمعة خارج السيطرة صباح السبت بسبب الرياح العاتية.

وقال العقيد فاروق عاشور مدير الاتصال والإحصائيات بالمديرية العامة للحماية المدنية في تصريح للتلفزيون الجزائري، إن مصالح الحماية المدنية بالتنسيق مع وحدات الدرك الوطني ستباشر التحقيق لكشف أسباب هذه الحرائق مباشرة بعد الانتهاء من عملية إخمادها.

وأضاف عاشور أن مصالح الحماية المدنية سخرت حوالي 80 شاحنة مجهزة و150 عونا من مختلف الرتب للتدخل على مستوى ولاية تيبازة مدعمة بحوامتين (02) إلى جانب تدعيم جهود التدخلات بأرتال متنقلة من مصالح الحماية لولاية الجزائر وكذلك الوحدة الوطنية للتدريب والتدخل من أجل إخمادها وحماية السكان القاطنين بمحاذاة بؤر النيران وكذلك الغطاء النباتي.

قال وزير الفلاحة عبدالحميد حمداني، السبت، إن مصالحه أحصت حتى 31 أكتوبر الماضي إتلاف 41 ألف هكتار بسبب الحرائق، مؤكدا أنه تم التكفل بالمتضررين من الحرائق في 26 ولاية بمبلغ مالي يقدر بـ60 مليار سنتيم.

ولم تعلن السلطات الجزائرية حتى الآن عن حجم الخسائر المادية التي خلفتها حرائق الغابات، فيما كشفت مصالح الدفاع المدني عن حصيلة الخسائر التي أتت على غابات ولاية وهران.

وكان قسم الشرطة في تيبازة أعلن في سبتمبر الماضي، أنه سجل خلال صيف 2020 "أعلى حصيلة" أضرار ناجمة عن حرائق الغابات منذ عام 2010، مع خسائر تقدر بنحو 900 هكتار من الغطاء النباتي.

وتم اعتقال عدد من مضرمي النيران عمدا في أغسطس بعد حرائق هائلة دمرت عدة آلاف من الهكتارات من الغابات في الجزائر في الأشهر الأخيرة، بمتوسط 20 حادثة مسجلة يوميا، بحسب السلطات.