رئيس وزراء إثيوبيا يثني على انتخابات تعذر إجراؤها في خمس دوائر البلاد

حركة أمهرة الوطنية المعارضة تحل في المرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية في حي جيشباي وحزب الازدهار يتصدر الترتيب في انتخابات المناطق.
الثلاثاء 2021/06/22
عمليات الفرز جارية

أديس أبابا - تجري عملية فرز الأصوات في إثيوبيا الثلاثاء بعد يوم على انتخابات حاسمة تعذّر إجراؤها في 20 في المئة من الدوائر، فيما تعاني ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان من العنف والمجاعة، لاسيما في منطقة تيغراي التي لم تنته الحرب فيها بعد.

وعلى الرغم من تعذر إجراء هذه الانتخابات التشريعية والمحلية لأسباب أمنية أو لوجستية في خُمس دوائر البلاد، فإن رئيس الوزراء آبي أحمد تحدث صباح الثلاثاء عن يوم "تاريخي".

وكتب على تويتر أن "كل طبقات المجتمع خرجت لإسماع صوتها خلال أول انتخابات حرة ونزيهة في بلادنا"، مشددا على "الجدية والالتزام بالسلام والعملية الديمقراطية الشعبية".

ودعا في بيان صدر عن مكتبه "جميع الأحزاب السياسية إلى مواصلة العملية السلمية... والحرص على عدم حدوث أي مشكلة في الأيام المقبلة، حتى اكتمال فرز الأصوات وإعلان النتائج".

وأعلنت المتحدّثة باسم اللجنة الانتخابية سوليانا شيميليس الثلاثاء، أن "نسبة المشاركة كانت مرتفعة جدا في المدن والمناطق الريفية"، من دون إعطاء أي أرقام.

وكان آبي أحمد وعد بإجراء أكثر انتخابات ديمقراطية في تاريخ بلاده، عندما عُين رئيسا للوزراء في عام 2018.

ويأمل آبي، الحائز على جائزة نوبل للسلام 2019، في أن يحصل على الشرعية الشعبية التي يفتقد إليها من خلال هذه الانتخابات، التي كان من المقرر إجراؤها مبدئيا في أغسطس 2020، ولكنها تأجلت مرتين بسبب الوباء ثم لصعوبات لوجستية.

وتأتي هذه الانتخابات في وقت تدهور رصيد آبي كإصلاحي وصانع للسلام، بسبب أعمال العنف السياسية القبلية والحملة العسكرية التي شنها على إقليم تيغراي، لكن حزب الازدهار الذي يتزعمه والذي رسخ قواعده هو المرشح الأوفر حظا للفوز بغالبية مقاعد البرلمان الفيدرالي الإثيوبي، الذي ينتخب نوابه رئيس الوزراء.

وجرت الانتخابات الاثنين بهدوء بشكل عام، وفقا للجنة الانتخابات التي تحدثت مع ذلك عن أعمال "ترهيب لممثلي الأحزاب" في مناطق أمهرة وفي الجنوب وفي عفر.

أما في العاصمة أديس أبابا فاصطفت طوابير طويلة أمام مراكز الاقتراع، ومددت لجنة الانتخابات التصويت في جميع أنحاء البلاد لمدة 3 ساعات، لتمكين الناخبين المنتظرين لساعات طويلة من الإدلاء بأصواتهم.

 وبدأت عمليات الفرز الاثنين بعد الساعة التاسعة مساء.

وفي بحر دار، عاصمة منطقة أمهرة وهي ثاني أكبر منطقة في البلاد من حيث عدد السكان، أنهت عدة مراكز اقتراع فرز الأصوات صباح الثلاثاء وبعضها عرض النتائج على ملصقات كبيرة، باللون الأرجواني للانتخابات التشريعية وبالأخضر لانتخابات المناطق.

وفي مركز اقتراع في حي جيشباي، حلت حركة أمهرة الوطنية المعارضة في المرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية، وحزب الازدهار تصدر الترتيب في انتخابات المناطق.

وقال إيشيتي اليمنيو، وهو حرفي له من العمر 34 عاما، "إننا نتعلم الديمقراطية، وعلى الأحزاب أن تقبل النتيجة أيا كان الفائز".

ويتنافس أكثر من 40 حزبا و9500 مرشح في هذه الانتخابات الوطنية والمحلية، لكن في بعض المناطق قاطعت تشكيلات معارضة الاقتراع، لاسيما في أوروميا المنطقة الأكثر تعدادا بالسكان في البلاد والتي يتحدر منها آبي. ويعتزم حزبان من المنطقة الاحتجاج على سجن قادتهما والتنديد بعدم الإنصاف.

ولم يُجر الاقتراع في 20 في المئة من الدوائر الانتخابية البالغ عددها 547 دائرة، وتم إرجاؤه إلى 6 سبتمبر بسبب أعمال العنف والتمرد المسلح في بعضها أو لمشاكل لوجستية في البعض الآخر.

ولم يحدد موعد للانتخابات في دوائر إقليم تيغراي الثماني والثلاثين، حيث تحولت إلى نزاع مدمر عملية "فرض النظام العام" التي أطلقها آبي في نوفمبر لإزاحة السلطات الإقليمية التي عارضته، وكان ينبغي أن تنتهي بسرعة.

ويستمر القتال في هذه المنطقة الشمالية، وتتزايد الروايات التي تتحدث عن فظائع ضد المدنيين، من مذابح وعمليات اغتصاب، فيما تقول الأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 350 ألف شخص في تيغراي يعانون حاليا من المجاعة، وهو ما تنفيه الحكومة الإثيوبية.

ويتابع المجتمع الدولي نتائج الانتخابات بما في ذلك الولايات المتحدة التي أعربت عن قلقها إزاء استبعاد هذا العدد الكبير من الناخبين من العملية، واحتجاز قادة معارضين.