"رئيس شرعي" لأفغانستان يظهر فجأة ويدعو إلى مقاومة طالبان

كابول - شدد أمر الله صالح، النائب الأول للرئيس الأفغاني، على أنه "الرئيس الشرعي المؤقت" بعد هروب الرئيس أشرف غني من أفغانستان، داعيا مواطني بلاده "إلى الانضمام إلى صفوف المقاومة"، وتعهد بألا يرضخ لحكام كابول الجدد.
وكانت حركة طالبان أعلنت انتهاء الحرب في أفغانستان الأحد، بعد سيطرتها على الحكم وانهيار الحكومة الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة.
ولا يُعرف حتى الآن حجم تأثير صالح على القوات الأفغانية التي تفككت مباشرة بعد سيطرة طالبان على كابول، واجتياحها مدن البلاد.
وأكد صالح أنه بالاستناد إلى نصوص دستور أفغانستان فإن النائب الأول للرئيس يصبح تلقائيا رئيسا مؤقتا في حالة غياب الرئيس أو هروبه أو استقالته.
وكان صالح قد قال في اجتماع أمني برئاسة غني الأسبوع الماضي إنه فخور بالقوات المسلحة وإن الحكومة ستبذل قصارى جهدها لتعزيز المقاومة ضد طالبان، قبل الانهيار السريع وسقوط البلاد في أيدي الحركة المتطرفة.
وفر الرئيس أشرف غني من البلاد الأحد مع سيطرة طالبان على الحكم قائلا إنه آثر تجنب سفك الدماء وتعريض حياة الملايين من سكان كابول للخطر، مشيرا "طالبان انتصرت... وهي مسؤولة الآن عن شرف الحفاظ على بلادها"، وهو ما عرّضه لانتقادات شديدة.
وتعهد صالح بأنه لن يستسلم لحركة طالبان تحت أي ظرف، وأنه لن يستطيع الجلوس تحت سقف واحد معها أبدا.
وأكد المسؤول الأفغاني أنه على غرار الكثيرين لم يفقدوا روح النضال خلافا للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، وأنهم يرون فرصا هائلة أمامهم لمقاومة طالبان قائلا "لم نفقد عزمنا ونرى فرصا ضخمة أمامنا، انتهت التحفظات التي لا طائل منها، هيا انضموا إلى المقاومة".
ودعا صالح الأفغان إلى إظهار أن أفغانستان "ليست فيتنام وأن طالبان ليست حتى مثل 'الفيتكونج'"، مشيرا إلى قوات المقاومة التي حررت فيتنام الجنوبية من الاحتلال الأميركي في منتصف السبعينات من القرن الماضي.
ولقيت دعوات صالح تباينا على مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض لها، فيما اعتبر العديد أنه يشكل الأمل الوحيد للديمقراطية في أفغانستان باعتباره يواجه طالبان بشجاعة، وحظيت دعواته إلى المقاومة بتأييد من قبل الكثيرين.
ويعرف عن صالح الذي تدرج في مناصب وزير الداخلية وترأس المخابرات الأفغانية خلال فترة حكم أشرف غني، مناهضته الشديدة لطالبان وكان قد شارك بعد هجمات 11 سبتمبر الولايات المتحدة في قيادة العمليات الاستخباراتية أثناء الإطاحة بنظام طالبان.
ولم يكن صالح راضيا عن أداء الرئيس السابق حامد كرزاي في مواجهة طالبان، محذرا من أن كرزاي فقد قناعته بالقتال ضد طالبان وكان يسعى إلى حل وسط يمكن أن يأتي على حساب الديمقراطية والاستقرار وحقوق الإنسان وخاصة حقوق المرأة، وانتقد سياسة كرزاي التي وصفها بأنها "خطأ فادح ووصفة لحرب أهلية".
وكان صالح أسس "الحركة الوطنية" المعروفة أيضا باسم التيار الأخضر لأفغانستان، وهي حركة سياسية نجحت في ترسيخ نفسها في أفغانستان، ونظمت تظاهرات مناهضة لطالبان في كابول.