رئيس جمهورية "دماغي"

تكفيني محاولات "الانقلاب" المنزلي وأجندة مؤامرات "المدام" وعيالها لتداول السلطة سلمياً.
السبت 2019/11/02
ماي أنشأت وزارة "الانتحار" وعهدت بمسؤوليتها إلى حاكي دويل برايس

تخيّل عزيزي القارئ، أنه تم استدعاؤك للمشاركة في تشكيل وزاري مزمع، وأنهم يعرضون تكليفك بأن تكون وزيرا لـ”أي حاجة”، وقبل أن تستفسر عن هذه “الحاجة”، يجب عليك مراجعة قائمة الوزارات الموجودة في غالبية حكوماتنا والتي يكون معظمها للترضية أو المحاصصة مذهبيا أو طائفيا أو لاعتبارات أهل الثقة لا الخبرة!

قبل أن تستغرب من هكذا وزارة أو تتسرّع بالرفض، عليك معرفة أن اليابان أنشأت عام 2014، وزارة غير رسمية باسم “وزارة المراحيض” أو “التواليت” ـ بتعبير أبناء الطبقة الأرستقراطية ـ أضافتها وقتها وزيرة تمكين المرأة هاروكو أريمورا، لنفسها إيمانا منها بأهمية تطوير المراحيض العامة لتمكين المرأة في أماكن العمل الرسمية.

ليس هذا فقط، بل أن رئيسة الوزراء البريطانية السابقة تيريزا ماي، أنشأت في أكتوبر 2018 وزارة “الانتحار” عهدت بمسؤوليتها إلى حاكي دويل برايس، لمكافحة زيادة معدلات الانتحار بين المراهقين، والتي ارتفعت بنسبة 67 بالمئة في الفترة بين عامي 2010 و2017.. وكانت قد سبقتها في أبريل من ذات العام، بإنشاء “وزارة الوحدة” خصصت لها تريسي كراوتش، وتكون مهمتها معالجة مشاعر الوحدة لدى المواطنين وإضفاء الدفء على حياتهم.. أما كيف؟ وهل ستفتح الوزارة أبوابها نهاراً فقط أم ليلا أيضاً؟ فلا أعرف بالضبط.

ولأن مواطنا عربيا “صالحا” مثلي مستعد لتوزيره بـ”أي حاجة” في أي حكومة والسلام، فقد حدث في ختام نقاش عاصف مع سياسي كبير وشهير منذ أيام الرئيس السادات، أعلن عزمه المنافسة في انتخابات الرئاسة 2012 في مصر، أنه قال لي ضاحكاً “لو فُزت فسأختارك وزيراً للإعلام”. ورغم أني بسملتُ وحوقلتُ تعوذاً من الشيطان الرجيم ـ في سري طبعاً ـ إلا أنني فرحت وانتشيتُ جداً بهذا الوعد الذي سيجعلني أخيراً من عليّة القوم وذوي الحشم والخدم، مع تأكدي بعدم صلاحيتي لأي منصب ولو كان عامل “مرجيحة” في مولد النبي.

وطبعاً “المنحوس منحوس”.. لذا كانت النتيجة أن المرشح انسحب من السباق، ثم مات بعدها بفترة. ومن يومها.. ظللت كما ترون بلا منصب، سوى رئيس جمهورية “دماغي” التي آمل أن تعيش حرة ومستقلة، بعيداً عن مطالبات النخبة بالاستقالة والتنحي، أو تظاهرات الشعب لتغيير النظام.. تكفيني محاولات “الانقلاب” المنزلي وأجندة مؤامرات “المدام” وعيالها لتداول السلطة سلمياً.. عدا دعوات “النسوان” بالذات لإقصائي وتنظيم مسيرة “جُمعة السكاكين والأكياس السوداء”!

24