رئيس الوزراء القطري خلال لقائه الرئيس سعيد: مستعدون لتمويل عدة مشاريع في تونس

استقبال رئيس الوزراء القطري من قبل الرئيس سعيد يشي بأنها زيارة ذات طبيعة مزدوجة، في علاقة بحرص الجانبين على البناء على الاختراق المسجل مؤخرا في نسق العلاقات.
الأربعاء 2023/03/01
اهتمام قطري بالمنطقة المغاربية

تونس - أعلن رئيس الوزراء القطري الشيخ خالد بن خليفة بن عبدالعزيز آل ثاني عن رغبة بلاده في تعزيز العلاقات الثنائية مع تونس، مؤكدا استعداد الدوحة لتمويل عدّة مشاريع في تونس.

جاء ذلك عقب استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد للشيخ خالد بن خليفة في قصر الرئاسة بقرطاج قرب العاصمة تونس، خلال زيارة رسمية يجريها الأخير إلى البلاد بمناسبة انعقاد اجتماع وزراء الداخلية العرب.

وذكرت وكالة الأنباء القطرية الرسمية أنه “جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها وتنميتها في شتى المجالات”.

وبحسب الوكالة القطرية فقد نقل رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية تحيات الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر إلى الرئيس التونسي، وتمنياته له بدوام التوفيق والسداد وللشعب التونسي بالمزيد من التقدم والرخاء.

من جانبها قالت الرئاسة التونسية في بيان إن الجانبين بحثا خلال اللقاء النقاط المطروحة على جدول أعمال مجلس وزراء الداخلية العرب الذي ينعقد بتونس الأربعاء.

وأشار بيان الرئاسة التونسية إلى أن رئيس الوزراء القطري أعرب عن استعداد بلاده لتمويل عدّة مشاريع بتونس أو المساهمة في إنجازها على غرار مستشفى الأطفال بمنوبة (شمال)، فضلا عن التعاون في المجال الرياضي عبر نقل أحد الملاعب التي احتضنت نهائيات كأس العالم الأخيرة في الدوحة إلى تونس.

وكانت وسائل إعلام تونسية قد تداولت قبل أشهر تقارير تتحدث عن إمكانية نقل ملعب 974 المونديالي إلى تونس بعد تفكيكه.

وتشهد العلاقة بين تونس وقطر في الفترة الأخيرة اختراقا بعد فترة جمود طويلة نسبيا، فيما بدا توجها قطريا نحو إعادة توجيه اهتمامها إلى الساحة التونسية والمغاربية عموما بعد انكفاء.

وسبق أن استقبل الرئيس سعيد الأسبوع الماضي مساعد وزير الخارجية القطري للشؤون الإقليمية محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي “مبعوثا خاصا محملا برسالة شفوية” من الأمير تميم.

ويرى مراقبون أن زيارة رئيس الوزراء القطري وإن كانت ترتبط باجتماع وزراء داخلية العرب فإن استقباله من قبل الرئيس سعيد يشي بأنها زيارة ذات طبيعة مزدوجة، في علاقة بحرص الجانبين على البناء على الاختراق المسجل مؤخرا في نسق العلاقات.

وتطرق لقاء الرئيس التونسي ورئيس الوزراء القطري إلى الملفات التي سيجري بحثها خلال اجتماع وزراء الداخلية العرب.

ونقل بيان الرئاسة التونسية عن الرئيس التونسي تأكيده على أن “الحلول التي يمكن أن تقضي على الجريمة المنظمة والإرهاب يجب أن تقوم على معالجة الأسباب التي أدّت إلى تفاقم هذه الظواهر”.

وأضاف قيس سعيد أن “الحلول الأمنية والتنسيق بين الدول ضروريّان ولكن الحصن الأول والأساسي هو التربية والتعليم والثقافة إلى جانب حلّ الأوضاع الاجتماعية للشباب”.

والاثنين وصل الشيخ خالد بن خليفة إلى العاصمة التونسية في زيارة غير معلنة المدة، يشارك فيها باجتماع مجلس وزراء الداخلية العرب، حسب وكالة الأنباء القطرية الرسمية.

وتستضيف تونس اليوم الأربعاء الدورة الـ40 لمجلس وزراء الداخلية العرب، التي تعقد بحضور وزراء الداخلية في الدول العربية ووفود أمنية رفيعة، إضافة إلى ممثلين عن جامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربي واتحاد المغرب العربي.

كما من المنتظر أن تشارك في المجلس وفود عن المنظمة الدولية للشرطة الجنائية “الإنتربول”، ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، ومنظمة “اليوروبول”، وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية والاتحاد الرياضي العربي للشرطة.

وستبحث الدورة تصورا لتفعيل عمل مجلس وزراء الداخلية العرب في مجال الأمن السيبراني ومكافحة الجرائم الإلكترونية، وفي مجال احترام حقوق الإنسان في العمل الأمني، وتعديل أنظمة المجلس بما يتلاءم مع المستجدات في مجال عمله، إلى جانب النظر في إقرار الخطة التنفيذية للإستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب.

4