رئيس الوزراء العراقي يستعد لتوقيع اتفاقية شراكة استراتيجية مع بريطانيا

لندن - كشف رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني لوكالة الصحافة الفرنسية الإثنين لدى وصوله إلى لندن عن أنّه سيوقّع خلال زيارته العاصمة البريطانية "اتفاقية شراكة استراتيجية" لتعزيز التعاون مع المملكة المتّحدة التي أعلنت عن برنامج تصدير بقيمة 12.3 مليار جنيه لدعم العلاقات، مع خطة لترحيل المهاجرين غير الشرعيين ودعم إجراءات حماية الحدود العراقية، في إطار جهود مشتركة لتعزيز الاستقرار والتنمية.
وقال السوداني إنّ الاتفاقية "تمثّل بداية عهد جديد للعلاقة بين العراق والمملكة المتحدة"، مضيفا أنه سيكون "هناك أيضا بيان مشترك حول التعاون الأمني بين العراق والمملكة المتحدة للتعاون الثنائي".
وأتى كلام السوداني في الطائرة التي كانت تقلّه إلى العاصمة البريطانية حيث يبدأ مساء الاثنين زيارة تستمر ثلاثة أيام يلتقي خلالها نظيره كير ستارمر والعاهل البريطاني الملك تشارلز الثالث، فضلا عن ممثلي شركات بريطانية كبرى.
من جهته، أعلن رئيس الوزراء البريطاني في بيان عن برنامج تصدير طموح بقيمة 12.3 مليار جنيه إسترليني (أكثر من 14 مليار يورو) أي ما يناهز "عشرة أضعاف حجم التجارة التي تمّت العام الماضي" بين المملكة المتحدة والعراق، البلد الذي يمتلك ثروة نفطية هائلة.
ورحّب ستارمر "بعصر جديد في التعاون بين المملكة المتحدة والعراق من شأنه أن يحقّق منافع متبادلة، من التجارة إلى الدفاع".
وأوضح البيان البريطاني أنّ ستارمر والسوداني سيبدآن "مناقشات" حول "اتفاقية جديدة بشأن عودة المهاجرين" تمّ الكشف عنها في نهاية نوفمبر بهدف "دعم مكافحة الهجرة غير الشرعية وتعزيز حدود المملكة المتحدة".
وقال البيان إنّه "بمجرد إبرامه، سيضمن الاتفاق أن يتمّ بسرعة ترحيل أولئك الذين لا يحقّ لهم الوجود في المملكة المتّحدة".
وأضاف أنّ لندن صدرت إلى بغداد معدّات بقيمة 66.5 مليون جنيه إسترليني (أكثر من 79 مليون يورو) "لتعزيز الحدود العراقية وتفكيك عصابات تهريب البشر".
وعلى خطى حكومات المحافظين التي سبقتها إلى السلطة، جعلت حكومة حزب العمّال برئاسة ستارمر الحدّ من الهجرة غير الشرعية، وكذلك أيضا الشرعية منها، إحدى أولوياتها.
ووصل حوالي 16499 عراقياً إلى المملكة المتحدة بين يناير 2020 وسبتمبر 2024 على متن قوارب صغيرة عبر القناة الإنجليزية، أو 12 بالمئة من إجمالي المهاجرين خلال تلك الفترة.
وستبنى محادثات الثلاثاء على الاتفاقيات التي وقعتها وزيرة الداخلية البريطانية إيفيت كوبر في زيارتها للعراق في نوفمبر، والتي شهدت تعهداً بتمويل مخصص للعراق، لمساعدته في مكافحة عصابات تهريب البشر.
وفي تصريحه لوكالة الصحافة الفرنسية، أكّد السوداني أنّ "المملكة دولة صديقة تربطنا معها علاقة تاريخية" آملا "أن تكون مخرجات هذه الزيارة فعلا تساهم في دفع العلاقة نحو الأمام".
وأوضح "اتفاقية الشراكة الاستراتيجية بين العراق والمملكة المتحدة هذه واحدة من أهم المحطات في علاقة العراق والمملكة المتحدة".
وأضاف "هناك بيان مشترك حول التعاون الأمني بين العراق والمملكة المتحدة للتعاون الثنائي خصوصا بعد ما تم الاتفاق على الشكل او الترتيبات لإنهاء العلاقة. علاقة التحالف الدولي ومهمة التحالف الدولي في العراق وفق ما أعلن سابقا".
وفي أوضاع إقليمية متفجرة أجّجتها الحرب في قطاع غزة بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس، نفذت الجماعات المسلحة العراقية الموالية لإيران عشرات الغارات بمسيرات وهجمات صاروخية في شتاء العام 2023 ضد جنود التحالف الدولي بقيادة واشنطن، الذي تشارك فيه المملكة المتحدة على غرار فرنسا.
ولتجنب تصعيد العنف على الأراضي العراقية، بدأ رئيس الوزراء الذي أوصلته أحزاب موالية لإيران إلى السلطة، مباحثات مع واشنطن حول مستقبل التحالف الموجود أيضا في سوريا لمحاربة جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية.
وفي ما يتعلق بالعراق، على المستشارين العسكريين الأجانب للتحالف أن يبدأوا انسحابهم من القواعد العسكرية في العراق الفدرالي اعتبارا من سبتمبر 2025. أما المرحلة الثانية من الانسحاب فستبدأ في سبتمبر 2026 لقوات التحالف المنتشرة في منطقة كردستان في شمال العراق.
منذ السابع من أكتوبر 2023، ورغم الحرب في قطاع غزة والنزاع في لبنان بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، نجحت السلطات العراقية في إبقاء البلاد في منأى من العنف والتوترات الإقليمية، حتى لو تبنت جماعات مسلحة موالية لإيران هجمات على إسرائيل.
وأضاف رئيس الوزراء العراقي أن "تفاهمات مهمة مع شركات بريطانية سوف تعلن في الزيارة" موضحا أن "الوفد العراقي يضم مجموعة من رجال الأعمال العراقيين ودائما نميل الى شراكة بين القطاع الخاص العراقي والأجنبي".